صرّح أحد الخبراء الدوليين المرموقين إن صناعة التأمين في منطقة الشرق الأوسط بصدد أن تشهدَ مستويات نمو هائلة، وربما غير مسبوقة، خلال العام 2008، وذلك بسبب تزايد الطلب على التأمين الصحي الخاص، وتوافر الحلول الاستثمارية التكافلية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية على نطاق واسع، فضلاً عن التوعية والمعرفة المتنامية بأهمية التأمين على الحياة.
ووفقاً للمحمود نجومي، نائب الرئيس الدولي لمعهد تشارترد للتأمين الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقراً له، فإن منطقة الشرق الأوسط استحوذت خلال العقود الماضية على نسبة ضئيلة وهامشية من سوق التأمين العالمية، غير أن عدداً من التغيرات والتطورات الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية المتلاحقة بدأت تحدث تغيرات واسعة وملموسة في صناعة التأمين في المنطقة.
وكان تقرير صادر عن مؤسسة ستاندرد أند بورز الدولية لخدمات التصنيف قد أشارَ إلى أنه في حال وصلَ معدّل قسط التأمين إلى 550 دولاراً أمريكياً للفرد الواحد في العالم، فإن سوق التأمين في دول مجلس التعاون الخليجي ستصل قيمته الإجمالية إلى نحو 20 مليار دولار أمريكي.
وعلى صعيد مواز، من المتوقع أن يشهد عام 2008 إقرارَ قوانين جديدة بشأن التأمين الصحي، حيث من المقرر أن يصبح إلزامياً لموظفي القطاع الخاص بدولة الإمارات العربية المتحدة، كما من المتوقع أن يشهد العام المقبل نمواً لافتاً في سوق الحلول الاستثمارية التكافلية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، وسيكون لكل هذا عظيم الأثر في صناعة التأمين في المنطقة.
كما من المتوقع أن تتعزز صناعة التأمين في المنطقة بفضل ازدياد أعداد شركات التأمين العالمية العملاقة التي افتتحت، أو بصدد أن تفتتحَ، فروعاً لها في منطقة الشرق الأوسط لتقديم دعم أفضل لعملائها في المنطقة.
وفي هذا السياق يقوم نجومي، المالك والرئيس التنفيذي في مجموعة نيكزس، كبرى الشركات المستقلة المتخصصة في الاستشارات المالية في المنطقة: "من المتوقع أن تتواصلَ التوجهات الرئيسية التي عززت ودعمت نمو صناعة التأمين في عام 2007، خاصة فيما يتصل بنمو قطاع التأمين الصحي والحلول الاستثمارية التكافلية".
وتشير تقديرات منشورة إلى أن قيمة الاستثمارات التكافلية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية ستصل إلى ما بين 7.4 - 14 مليار دولار أمريكي بحلول العام 2015، فيما يشير خبراء دوليون إلى منطقة الشرق الأوسط ستشهد زخماً لافتاً في هذا المجال.
وهنا يضيف نجومي قائلاً: "من المؤكد أن المنطقة ستكون على عتبة عهد جديد في صناعة التأمين وذلك لاعتبارات عديدة؛ حيث ستوفر المنطقة فرصاً عظيمة ودعماً مهماً لقاعدة عريضة ومتنامية من العملاء".
وعلى الصعيد نفسه، يعتقد الخبراء أن التأمين على المنازل وتأمين السيارات هما المجالان اللذان قد يشهدان نمواً لافتاً في السنة المقبلة، مشيرين إلى أن ازدياد ملكية المنازل في دول مجلس التعاون الخليجي خاصة ستعزز التوجه نحو التأمين على المنازل ومحتوياتها.
وفي ضوء التطورات الهائلة التي تشهدها صناعة التأمين في المرحلة الراهنة، فإن من أهمِّ التحديات التي ستواجه هذه الصناعة في السنة المقبلة هي استقطاب المستشارين المتمرِّسين والبارعين والارتقاء بالموارد البشرية. وفي هذا السياق، أقام معهد تشارترد للتأمين شراكة مع مجموعة نيكزس بُغية إعداد برامج تدريبية وتخصصية لمنح الاعتماد للعاملين في هذا القطاع بمنطقة الشرق الأوسط.
© 2007 تقرير مينا(www.menareport.com)