أكد وفد اتحاد الصناعات الدوائية الفلسطينية الذي يزرزا الإمارات حالياً ان خسائر هذا القطاع بلغت اكثر من 40 مليون دولار خلال فترة الانتفاضة بسبب القمع والحصار الاسرائيلي. وفي هذا السياق قال رئيس الوفد الدكتور مروان احمد الاسطل :" ان المنتجات الدوائية الفلسطينية اصبحت منافسة لمثيلاتها الاجنبية من حيث الجودة والاسعار الا انها قادرة على الوصول الى الاسواق العربية".
وردا على سؤال حول اهداف زيارة الوفد الي الامارات قال اننا نسعى لاطلاع كبار المسؤولين في دولة الامارات على الصعوبات التي يعانيها قطاع الصناعات الدوائية الفلسطيني في ظل العدوان والحصار الاسرائيلي، واشار الى ان الوفد التقى مع الدكتور احمد الهاشمي الوكيل المساعد لوزارة الصحة الاماراتية والذي اطلع على امكانيات المصانع الدوائية الفلسطينية. وقال :" ان الوفد التقى كذلك مع عبدالله محمد المحمود مدير ادارة المشاريع في جمعية الهلال الاحمر وقدم له شرحا كافيا حول المنتجات الدوائية الفلسطينية ومطابقتها لمواصفات الجودة العالمية وحثه على شراء المنتجات الدوائية من السوق الفلسطيني".
واوضح، وكما ذكرت صحيفة الحياة الجديدة التي تصدر في فلسطين، ان هناك ستة مصانع فلسطينية في الاراضي الفلسطينية تنتج مئات الاصناف الدوائية بمواصفات عالمية وباسعار منافسة الا انها تواجه متاعب كبيرة بسبب الحصار الاسرائيلي المتواصل. وقال :" ان الوفد اجرى محادثات مع أحمد عبد الرحمن البنا نائب مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي الذي اكد بدوره استعداد الغرفة لدعم الحضور الفلسطيني في أسواق الأدوية في الدولة، من خلال المشاركة في معارض جماعية متخصصة للإنتاج الدوائي والأمور الطبية والصحية".
من جانبه قال جمال كامل البورنو المستشار القانوني نائب رئيس مجلس ادارة شركة الشرق الاوسط لصناعة الادوية في غزة ان المعوقات الاسرائيلية تهدف الى القضاء على صناعة الادوية الفلسطينية، مشيرا الى ان قوات الاحتلال تمنع استيراد المواد الخام الضرورية للتصنيع والاعتداءات المتكررة على المصانع وتدمير الاجهزة والمعدات واحتلال المصانع لفترات طويلة من الوقت واعتقال بعض العاملين فيها. واوضح ان خسائر قطاع الصناعات الدوائية الفلسطيني بلغت حتى الآن منذ بدء الانتفاضة في أيلول عام 2000 نحو 40 مليون دولار اميركي. وقال :" انه على الرغم من كل المتاعب والعراقيل الا ان القطاع قادر على تصدير ادوية الى دولة الامارات وبقية الدول العربية والخليجية بسبب زيادة الانتاج الذي يفيض عن حاجة السوق المحلية.
وقال ان اسرائيل ترفض حتى الان السماح بقدوم الخبراء والفنيين الاجانب للعمل في الصناعات الدوائية مشيرا الي ان وحدة البحث والتطوير التابعة لشركة الشرق الاوسط لصناعة الادوية في غزة تعاني من تلك الاجراءات الاسرائيلية". ويمثل اتحاد الصناعات الدوائية الفلسطينية جميع الشركات الفلسطينية العاملة في هذا القطاع، وهي كلها شركات مساهمة، وخمسون بالمئة من إنتاج هذه الشركات يذهب إلى السوق المحلي بينما يتحرك النصف الآخر في قنوات التصدير. وتعمل شركات الدواء الفلسطينية بمعايير الجودة العالمية ومعظمها حاصل على شهادات عالمية مثل ''الأيزو'' وغيرها.
على صعيد أخر، قدرت الخسائر التي تطال محافظة بيت لحم شهريا جراء الاعتداءات الاحتلالية والحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال على المدن الفلسطينية منذ بدء انتفاضة الاقصى بحوالي 65 مليون دولار . وجاء ذلك خلال دراسة اعدتها غرفة التجارة والصناعة في بيت لحم حول الاوضاع المعيشية والنشاط الاقتصادي الذي يعاني من صعوبات جمة، وخاصة في القطاع السياحي القطاع الاوسع في محافظة بيت لحم، والذي يعتمد عليه معظم سكان المحافظة في انتاجهم اليومي .
وأشارت الدراسة الى ارتفاع نسبة البطالة بشكل كبير حيث وصلت الى 40% مع نهاية العام الماضي. وابرزت الدراسة ان قطاع الصناعة اكثر القطاعات الاقتصادية تضررا، حيث تعرض لاكبر الخسائر وعلى عدة أصعدة. وتمتاز بيت لحم بصناعة الحجر والرخام، والنسيج، وكذلك الصناعات الكيمياوية والإنشائية، والبلاستيكة والكهربائية والغذائية والآثاث وبعض الصناعات الخفيفة الأخرى. وأظهرت الدراسة أن غالبية هذه المنشآت تعمل بطاقة انتاجية لا تزيد عن 35% وأن 13% منها قد أغلق وحوالي 28% منها قد سرح العاملون، إضافة إلى الصعوبات التي تواجهها، ومشيرة إلى أن المواد الخام وتصدير المنتج النهائي وتراكم الديون والضرائب المستحقة، وإلغاء العقود المستقبلية وبعض الحالات أدت إلى تكدس المنتجات في المخازن، مع صعوبة توفير قطع الغيار، أو السيولة النقدية الضرورية. ( البوابة)