اتحاد المصارف الإماراتية: المصارف ستتحمل مسؤولية إعادة أموال الحسابات المخترقة

تاريخ النشر: 11 يونيو 2015 - 07:16 GMT
شملت هذه الاختراقات حسابات مصرفية ومواقع إلكترونية لجهات حكومية وخاصة بينما 72 في المائة من الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها مؤسسات في الدولة كانت عبارة عن عمليات تصيد
شملت هذه الاختراقات حسابات مصرفية ومواقع إلكترونية لجهات حكومية وخاصة بينما 72 في المائة من الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها مؤسسات في الدولة كانت عبارة عن عمليات تصيد

أكد لـ "الاقتصادية" مصدر مسؤول في اتحاد المصارف الإماراتية، أن أكثر من حالة قرصنة وقعت للمصارف خلال الفترة الماضية في فترة زمنية معينة، إلا أنها لم تبلغ رسميا بأي حادثة اختراق جديدة.

بينما قلل طلعت حافظ؛ الأمين العام للجنة الإعلام والتوعية المصرفية في المصارف السعودية، في حديثه لـ "الاقتصادية"، من تعرض أجهزة الصرافة لمثل هذه الحوادث، خاصة أن المصارف السعودية سبقت الإمارات في تزويد بطاقة الصرف الآلي بالشريحة الذكية، إلا أنه أكد أن محاولات الاحتيال الإلكتروني والعبث بأجهزة الصراف الآلي تعد ظاهرة ومشكلة على مستوى العالم، وليست مقتصرة على أي بلد في العالم دون آخر.


وبالعودة إلى المسؤول الإماراتي، حيث أكد أن اتحاد المصارف لم تصله أي بلاغات عما تم تداوله عن تعرض بعض أجهزة الصرافات الآلية التابعة للمصارف، للاختراق من قبل عصابات خارجية، مشيراً إلى أن الاحترازات المصرفية للتصدي للقرصنة تحدث بشكل مستمر، خاصة بعد أن تم تزويد بطاقات الصرف الآلي بشريحة أمان أخيرا.

وأوضح المسؤول -الذي فضل عدم ذكر اسمه- أنه لم تصلهم في الاتحاد أي شكاوى أو بلاغات رسمية حتى الآن من قبل المصارف حول وقوع عمليات قرصنة لأجهزة الصرف الآلي، مشيرا إلى أن مثل هذه العمليات قد تقع خلال فترات متباعدة في مصرف أو اثنين كحد أقصى، وتقوم المصارف على الفور بمعالجتها والتصدي للقرصنة، مستدركاً أنه في حال تم تسجيل أكثر من حادثة يتدخل الاتحاد والبنك المصرفي في الدولة.

وأضاف، أنه لدى المصارف احترازاتها الأمنية، مبيناً أنه توجد لديها أقسام كبيرة تعمل على تحصين الصراف الآلي وحمايته من القرصنة ومن أي هجوم يمكن أن تتعرض له خدماتها ومنافذها، سواء في أجهزة الصراف الآلي الخارجية أو عبر مواقعها الإلكترونية.

وأكد المصدر، أنه توجد لدى الاتحاد لجنة تسمى بإدارة المخاطر، التي تتدخل في حال كانت عملية القرصنة واسعة، علاوة على إدارة أي أزمة تتعرض لها المصارف، فيما تبحث لجنة العملاء المشكلات المشتركة وتضع خططا وحلولا لمعالجتها.

وأشار المسؤول إلى أن جميع أجهزة الصراف الآلي مزودة بكاميرات رقابية حديثه وأخرى أمنيه، إلا في حالة أن تكون هنالك بعض الأجهزة غير محدثة كالأجهزة القديمة، التي تتعرض لمثل هذه الاختراقات.

وأوضح المصدر، أن الاتحاد يحث المصارف بشكل دائم على تحديث حماية سرقة البيانات والقرصنة والحذر، إضافة إلى تثقيف العملاء ليتمكنوا من تجنب الوقوع في مثل هذه الاختراقات.

وأشار إلى أن هناك نوعين من الاختراقات، إما من خلال حسابات المصارف عبر الإنترنت، وأخرى في أجهزة الصراف الآلي، لافتاً إلى أن اختراقات الإنترنت هي الأكثر حدوثا، أما اختراقات الصراف الآلي فأوضح أن المصرف المركزي الإماراتي أضاف شريحة حماية خاصة في بطاقة الصراف، ما عزز الأمان لديها بشكل أكبر.

وبين المسؤول أنه في حال كانت الأجهزة المصرفية لدى المصارف قديمة وغير محدثة ومطابقة لمواصفات الأمان البنكي التي نص عليها البنك المركزي، سيتحمل المصرف تبعات الاختراق ويتحمل مسؤوليته أمام العملاء.

وأضاف، "أما إذا وقع الاختراق في جميع الأجهزة التي تطابق المعايير المتبعة والموصى بها من المصرف المركزي، فستكون لها في هذه الحالة دراسة مخصصة لتصدي الاختراقات، والاتفاق حول من سيتحمل الأضرار الناتجة".

وبين أن هناك ورش عمل لتطوير الكوادر في المصارف، بهدف تطوير البرامج لديها وتدريب موظفي القطاع المصرفي على كيفية تطوير النظام لديها، للتصدي لأي قرصنة علم بها المصرف.

ويؤكد طلعت حافظ؛ الأمين العام للجنة الإعلام والتوعية المصرفية في المصارف السعودية، أن مشكلة محاولات الاحتيال الإلكتروني والعبث بأجهزة الصراف الآلي تعد ظاهرة ومشكلة على مستوى العالم، وليست مقتصرة ممارساتها على أي بلد في العالم دون آخر، طالما أن هناك من يسيء استخدام التقنيات الحديثة بغرض الاحتيال وسرقة الأموال إلكترونيا.

وفيما يتعلق بمخاوف تعرض أجهزة الصراف السعودية للاختراق، قال "أطمئن الجميع في هذا الخصوص بأن المصارف السعودية وبإشراف ومتابعة مباشرة من مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما"، تتبع كافة الوسائل والسبل والتدابير الاحترازية بغية توفير الحماية اللازمة لأجهزة الصراف الآلي الموجودة والمنتشرة على مستوى المملكة التي يتجاوز عددها 16 ألف جهاز". وأضاف أن "المصارف السعودية تتبع أفضل ممارسات الحماية لأجهزتها المتوافرة عالميا بغية تعزيز قدرات أجهزتها المناعية والحمائية والوقائية ضد احتمالات أي نوع من أنواع الاختراقات، التي لا تحدث عبر اختراق جهاز الصراف الآلي ذاته، وإنما من خلال سرقة البيانات والمعلومات المخزنة في بطاقة الصراف، بقراءة المعلومات الموجودة في البطاقة ومن ثم استنساخها".

وأكد، أن جميع بطاقات الصراف الآلى في المملكة، مزودة بشرائح ذكية يصعب تنفيذ عمليات الاحتيال الإلكتروني عليها.

وكانت وسائل إعلام إماراتية تناقلت أن أجهزة صراف آلي تابعة لمصارف عاملة في الإمارات، تعرضت للاختراق من قبل عصابات خارجية بعد عملية رصد طويلة لهذه الأجهزة. وذكرت، أن هناك بين سبعة إلى ثمانية مصارف تعرضت أجهزة الصراف الآلي التابعة لها لعمليات اختراق منظمة، لافتة إلى أن هذه الأجهزة تفتقر إلى الميزات الأمنية الحديثة التي من شأنها منع الاختراقات الأمنية من قبل عصابات تتمتع باحترافية عالية المستوى، لذلك فإن المصارف المستهدفة تتحمل كامل المسؤولية عن الأموال التي تعرضت للقرصنة.

وأوضحت، أن فريق إدارة الطوارئ في هيئة الاتصالات الإماراتية، رصد مئات المحاولات لاختراق حسابات عملاء في مصارف إماراتية خلال الأعوام الماضية.

وشملت هذه الاختراقات، حسابات مصرفية، ومواقع إلكترونية لجهات حكومية وخاصة، بينما 72 في المائة من الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها مؤسسات في الدولة كانت عبارة عن عمليات تصيد، فيما بلغت حالات اختراق البريد الإلكتروني 13 في المائة من إجمالي الهجمات الإلكترونية، و7 في المائة قضايا متعلقة بتحديد هوية الجناة، و47 في المائة قضايا متعلقة باستعادة المعلومات المسروقة، و33 في المائة تحاليل لكيفية وقوع هذه الجرائم.

اقرأ أيضاً: 

البنوك الإماراتية تحقق أرباح بنسبة 6%

المصارف الإماراتية تقرض القطاع الخاص 906 مليار درهم

الإمارات المركزي يتجه لتطبيق نظام السيولة لدى البنوك

الودائع الحكومية في القطاع المصرفي الإماراتي ترتفع بـ 8.9% خلال ابريل 2015