تشهد دولة قطر حالياً نقصاً في إمدادات الأدوية، وهو ما يعتبره الخبراء نتيجة مباشرة لافتقار المنطقة للإمكانيات اللوجستية، مما يقيد حركة شركات صناعة الأدوية ويحد من مخزون الدواء المتاح للمستهلكين.
هذا ما صرح به ماهر خضر، مدير تطوير الأعمال لدى شركة أدوية العالم القابضة، المزود المستقل الأول والوحيد في مجال الأدوية للخدمات اللوجيستية في منطقة الشرق الأوسط. ويضيف خضر أن شركات صناعة الأدوية العالمية تعتمد بشكل كبير على الموزعين المحليين الذين يفتقرون إلى عوامل أساسية كالأدوات الضرورية أو التدريب المناسب أو الدعم المالي أو البنية التحتية المعلوماتية المحدثة، التي تتيح لهم التعامل مع الزيادة المتواصلة في المتطلبات والاحتياجات اللوجيستية لهذا القطاع.
"تتحمل شركات صناعة الأدوية جزءاً من المسؤولية، فهم غالباً لا يدرسون إمكانيات الموزعين المحليين. يجب أن تكون عملية وضع توقعات العرض عملية مشتركة، يضعها ويوافق عليها كلا الطرفين".
كما يرى خضر أن الموزعين يعملون على أساس الشحن، مما يعني أنه كلما زاد حجم الطلب، كلما ارتفعت الكلفة المالية للشحن. ويلاحظ أن الكثير من شركات التوزيع الصغيرة لا تضم أقساماً مالية متخصصة للتعامل مع ارتفاع الطلب على الأدوية، وبالتالي فإن هذه الشركات تصدر طلبات شراء صغيرة وتنتظر انتهاء المخزون لديها قبل أن تصدر أمراً جديداً بالشراء.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن شركات التوزيع الصغيرة والمتوسطة لا تضم خبراء ماليين متفرغين يقومون بتحليل الأوضاع الاقتصادية للمنطقة، ويقدمون تقارير توقعات دقيقة، حتى وإن كانت هذه الشركات تملك تمويلاً بسعر معوم يتيح لها إصدار طلبات شراء كبيرة.
"وعلى صعيد آخر، فإن النقص في البنى المعلوماتية الحديثة يعتبر عائقاً لوجيستياً كبيراً. حيث أن أحدث إصدارات أنظمة دعم تخطيط موارد المؤسسات (ERP) تضم قاعدة بيانات تجمع العديد من الوظائف كإدارة التصنيع، وإدارة حلقات التوريد، والشؤون المالية، وإدارة علاقات العملاء".
وهذا يعني إمكانية متابعة كافة النواحي المتعلقة بالعملية اللوجيستية بشكل متواصل ومن قبل أطراف متعددة، ومن مواقع متعددة، وبسهولة تامة. والجدير بالذكر أن العديد من الموزعين المحليين لا يملكون رأس المال الكافي للاستثمار في أحدث التقنيات المتوفرة، وحتى إن قاموا بذلك، فإن هذه الأنظمة عادة لا يتم استغلالها بالشكل الأمثل.
وما يزال مفهوم مزود الخدمات اللوجيستية المستقل، كشركة أدوية العالم القابضة، جديداً نسبياً في منطقة الشرق الأوسط، على الرغم من كونه شائعاً خارج المنطقة. ويتمثل دور مزود الخدمات اللوجيستية المستقل في الربط بين المصنعين والموزعين لتحقيق مزيد من الكفاءة والمرونة فيما يتعلق بنقل وتخزين الأدوية وتوفير الخدمات والمعلومات المتعلقة بها – من المصدر إلى المستهلك – وتلبية احتياجات العملاء.
"يضم قسم الشؤون المالية المتكامل لدى أدوية العالم القابضة مجموعة من المحللين الذين يقومون بجمع وتحليل معلومات حول أوضاع الأسواق المحلية لوضع توقعات أفضل لمستويات العرض. وفي حالة النقص في إمدادات الأدوية، تعمل شبكات التوزيع الشاكلة في منطقة الشرق الأوسط على سد النقص في الأدوية خلال 24-48 ساعة، وفقاً لمدى الضرورة.
وتتيح البنى المعلوماتية المتطورة القدرة على توقع حالة النقص في العرض قبل وقوعها، ما يضمن توفير كميات كافية لتلبية الزيادة في الطلب.
ويمكن تحقيق أفضل النتائج في مواجهة مثل هذه الظروف من خلال تركيز شركات صناعة الأدوية على مجالات تخصصها، بما في ذلك الإنتاج والتطوير ومعايير ضبط ورقابة الجودة، بينما يركز الموزعون على مجالات تخصصهم، بما في ذلك جمع المنتجات والمبيعات والتسويق.
"يتميز قطاع تزويد الخدمات اللوجيستية بالقدرة على فتح أسواق الشرق الأوسط أمام شركات صناعة الأدوية العالمية، وذلك من خلال تسهيل عمليات التوزيع وضمان التوافق بين العرض والطلب".
© 2008 تقرير مينا(www.menareport.com)