تهدد الأزمة بين الدوحة والعواصم العربية بإلغاء السعودية والإمارات والبحرين لعقود في قطر تصل قيمتها نحو ملياري دولار للخطر، بحسب مركز قطر المالي المسؤول عن تسهيل الاستثمارات.
ونقلت "الفرنسية" عن يوسف محمد الجيدة المدير التنفيذي لهيئة مركز قطر للمال قوله لصحافيين في الدوحة أمس إن معظم هذه العقود (بقيمة تبلغ نحو 1,5 مليار دولار) هي في قطاع البناء.
وكانت السعودية والإمارات والبحرين قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في 5 حزيران (يونيو) الجاري، واتخذت إجراءات عقابية بحقها بينها إغلاق المجالات البحرية والجوية أمامها والطلب من القطريين مغادرة أراضي هذه الدول بسبب دعم الدوحة للإرهاب.
وحاول المسؤولون القطريون التخفيف من أثار العزلة التي أصبحت تؤثر في الاقتصاد والاستثمارات في قطر، مؤكدين أن الصندوق السيادي لبلاده والبالغ نحو 335 مليار دولار لم يتأثر بدوره بالإجراءات العقابية إذ إن معظم الاستثمارات القطرية خارج منطقة الخليج.
في المقابل، توقع عدد من الاقتصاديين عدم قدرة قطر على الصمود طويلا في ظل العزلة التي فرضتها على نفسها نتيجة دعمها للإرهاب أكثر من شهر، مشيرين إلى أن الدوحة تواجه ضغوطا كبيرة، سواء من دول المقاطعة لها، إضافة إلى ضغط الشعب القطري الذي لن يرضى باستمرار السياسة القطرية المخجلة، فمع تصاعد الأزمة أدرك الشعب القطري تبديد الحكومة القطرية الأموال القطرية لدعم منظمات وجماعات إرهابية عوضا عن تنمية البلاد، يتعاظم غرور قطر السياسي دون الاكتراث لتدهور الاقتصاد وتأثيره في الشعب.
وشدد الاقتصاديون على ضرورة تعديل الحكومة القطرية سلوكها وأن تكون مثابرة للعدول، عوضا عن انتظار قرارات مجلس الأمن الدولي الذي سيصدر قرارات وأنظمة لكيفية توظيف الأموال القطرية أسوة بالعراق.
وأوضح الدكتور أنور عشقي مختص اقتصادي، أن قطر لا تستطيع أن تعيش بالعزلة التي فرضتها على نفسها لسوء سلوكها السياسي في دعم الإرهاب، قطر تكابر فهي تعلم أنها عند موافقتها على الشروط يعد اعترافا منها بدعمها الإرهاب، متناسية نتائج الانعكاس جراء غرورها السياسي.
وأوضح عشقي، أن قطر لن تستطيع الاستمرار بالعزلة أكثر من شهور ولن تستطيع أن تتحمل أكثر من ذلك، قائلا "للأسف عوضا أن تكون قطر مبادرة ومثابرة للرجوع لدول الخليج وقبول الشروط إلا أنها تصر وتكابر متناسية أثر قرارات مجلس الأمن الدولي، الذي يمنع توظيف الأموال في غير مكانها".
وأكد عشقي أن عزلة قطر لن تستمر، نظرا للضغوط التي تواجهها، فضغط المقاطعة والانعكاسات السلبية على الاقتصاد، إضافة إلى ضغط الشعب القطري الذي لن يرضى بهذا الوضع، خاصة بعدما استقبلت قطر أخيرا حملة من البطيخ الإيراني بعد أن رفضته سلطنة عمان، فلن يرضى الشعب القطري بذلك ولن يرضى بتفكك شمل الأسر القطرية السعودية والخليجية.
وأشار الدكتور فهد عبد الرحمن المليكي أستاذ الإعلام الدولي بمعهد الأمير سعود الفيصل، إلى أن قطر لن تستطيع أن تستمر بالعزلة التي صنعتها لنفسها، فهناك قوة كبيرة وهو الشعب القطري الذي لن يرضى بالعزلة، فالترابط العائلي بين قطر والسعودية ودول الخليج أقوى من الحكومة القطرية، قطر اهتمت بغرورها السياسي متناسية حقوق شعبها، قائلا "لن يرضى الشعب القطري بالإهانة التي فرضتها عليهم الحكومة بالاستعانة بدعم من دول غير عربية".
الشعب القطري شعب عربي أصيل حر فمهما استخدمت الحكومة أساليب الضغط فلن تنجح.
وأضاف أن قطر لعبت دورا كبيرا في دول الخليج فتوتر العلاقات ليس بجديد عن قطر، فالخلافات تعود إلى زمن بعيد، فقطر تبحث عن الخروج من دول مجلس التعاون الخليجي وكانت المملكة بمنزلة الناصح لها إلا أنها لم تكترث للنصائح، وتدخلت بشكل مستمر في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي.
فيما أوضح أيمن جوهري محلل سياسي، أن قطر لن تستطيع أن تعيش بعزلتها أكثر من شهر، فالضغوظ التي تعيشها قطر كفيلة بانهيار اقتصادها مهما بلغ حجم الدعم من الدول الأخرى، إضافة إلى عدم قدرة قطر على تفكيك الشعب القطري، كما أن لم شمل الأسر بين قطر ودول الخليج، وإصرار قطر على تصعيد الأزمة وتناسيها الوضع دليل على أن قطر تعيش في غرور وانسياقها خلف دول ومنظمات إرهابية تدعمها.
اقرأ أيضًا:
12.6 مليار ريال قيمة عقود أبرمتها قطر مع شركات أجنبية خلال أبريل
قطر قد تخسر نصف فوائضها المالية في حال استمرت المقاطعة
اقتصاد قطر ما بعد قطع العلاقات... إلى أين سيصل ؟