طمأن وزير المال اللبناني فؤاد السنيورة الى " ان العملة الوطنية مستقرة ولا خوف على وضع الليرة". وأكد :" ان ما يروج من ارقام حول الدين تبقى مجرد تكهنات غير صحيحة"، ومشدداً على عدم وجود " أي مشكلة في تسديد كامل ديون العام 2004 وكذلك تسديد اي دين مستحق في المستقبل".
جاء كلام الوزير السنيورة خلال استقباله أول أمس نقيب المحررين ملحم كرم الذي عرض معه الاوضاع العامة في البلاد، وقال، وكما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط: " هناك ضرورة ماسة للقيام بالاصلاحات المالية والاقتصادية لتتلاءم مع المتغيرات الجارية في العالم، لم تكتمل بعد في انجاز مشروع موازنة عام 2003 مع ان هذه الاصلاحات كانت الاساس. المتابعة في العملية الاصلاحية لم تتم وذلك بسبب التجاذبات السياسية، فالعملية الاصلاحية تتطلب نمطاً آخر من التصرف واسلوباً جديداً في التعامل وتضحية من قبل جميع المعنيين في الوطن كانوا سياسيين ام مواطنين".
واعتبر السنيورة :" إن العجز المالي هو الذي يستدعي القيام بالاصلاحات. وجميع العاملين في الشأن العام مشاركون في عملية تحقيق العجز". ورأى " ان التسديد النهائي للدين العام له طريقان لا ثالث لهما: اما فائض في الموازنة، واما عن طريق عمليات التخصيص" . واشار الى :" أن اصدار سندات خزينة جديدة بقيمة 1900 مليون دولار ليس ديناً اضافياً بل هو لاستبدال دين بدين آخر".
وذكر بأن الدولة اللبنانية ليست الدولة الوحيدة في العالم التي تستدين فهناك نحو 185 دولة تستدين شأنها شأن لبنان، مشددا على عدم وجود أي مشكلة في تسديد كامل ديون العام 2004 وكذلك تسديد اي دين يستحق في المستقبل. وأشار الى ان الدولة تستدين راهنا بفائدة تتراوح بين 7 و8 في المئة بعدما كانت تستدين قبل مؤتمر باريس 2 بفائدة قدرها نحو 16 في المئة، أي ان هناك تحسنا جذريا على هذا الصعيد. ورأى ان هناك امكانية لمعالجة مشكلة العجز والدين ومن بينها تحقيق فائض مستمر في الموازنة، واجراء عملية التخصيص.
وحضّ على ضرورة الابتعاد عن التجاذبات السياسية لانها مضرة بالبلد وخصوصا بالوضع الاقتصادي والمالي، مطالبا الدولة بالمبادرة الى اتخاذ خطوات تغييرية لخفض الإنفاق وترشيده وخفض حجم الدولة والقيام بالاصلاحات الاخرى، لان العملية الاصلاحية ليست نزهة بل هي تتطلب تضحية من جميع المعنيين مسؤولين ومواطنين. وإذا كانت الظروف الداخلية منعت حتى الآن التوافق على سلة الاصلاح، فإن هذا لا يعني أننا يجب أن نستسلم لهذا الواقع بل علينا جميعا أن ندرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا والتصرف من دون تلكؤ او تراجع حتى لا ندفع الثمن مضاعفا عند كل تأجيل او تباطؤ في عملية الاصلاح. وعلينا ان نبذل جهدا استثنائيا لتحصين اوضاعنا الاقتصادية، ويجب ان نلتقط روح العصر ونتكيّف مع المتغيرات. ورأى ان الاوضاع في المنطقة مقبلة على مزيد من الضغوط والمتغيرات في ظل ذروة الارهاب الدولي الذي تمارسه اسرائيل في المنطقة وكان آخرها اقدامها على اغتيال الشيخ أحمد ياسين. وقال:" علينا ان نتنبه الى هذه الاخطار المحدقة بنا بالتحلي بمزيد من الوعي والتضامن في الساحتين المحلية والعربية لمواجهة هذه التحديات". ( البوابة)