صعّد المحتجّون على تصدير المحروقات الى سوريا من وتيرة تحركاتهم وحدة خطابهم، متخذين من المعابر الحدودية الشرعية في الشمال محطة لهم، ما أدى إلى جمود حركة الترانزيت بين لبنان وسوريا، بفعل أعمال قطع الطرق التي طالت اللبنانيين والسوريين على حد سواء، فيما يشهد أهالي منطقة البقاع الشمالي ظاهرة غريبة، حيث تعبر عشرات صهاريج المازوت المهرّب من الداخل السوري إلى المنطقة مجتازة المعابر الجردية غير الشرعية، على مرأى من الأهالي والقوى الأمنية. فقد تجمعت العشرات من الباصات السياحية، وشاحنات النقل الخارجي، والسيارات الخاصة، على المعابر الشمالية (نجلة حمود) أمس، بانتظار أن يسمح لها بالعبور الى داخل الأراضي السورية.
وبعد سلسلة تحركات وبيانات كانت شهدتها منطقة البداوي في اليومين الماضيين، نفذ عدد من أبناء عكار اعتصاما عند الساعة السابعة صباحاً عند معبر العريضة، فقطعوا الطريق بالبراميل والحجــارة والإطارات المطاطية، ومنعوا أي حركة مرور بين البلدين. كما انضم إليــهم عدد من المحتجين الذين أقدموا على قطع معبر العبودية ـ الدبوسية. ولم يجد الركاب أمامهم من حل سوى الرضوخ لسلطة الأمر الواقع، فترجلوا من الفانات والسيارات والعمل على حمل أغراضهم والعبور سيراً على الأقدام باتجاه الجانب السوري. «ما ذنبنا نحن»، يقول السائق بهجت «فنحن متجهون الى ريف حلب وننتظر أن يتم الافراج عنا منذ الساعة السابعة صباحا لكن من دون جدوى». أما الوفد الرياضي السوري الذي يضم مجموعة من النساء والرجال، الذي أمضى أسبوعا في بيروت، فقد أبدى امتعاضا مما يجري.
وقال مسؤول الوفد للصحافيين: «أنظروا نحن كيف نعامل اللبنانيين وهم كيف يعاملوننا!». حال هرج ومرج عمت المعابر الحدودية، حيث بدا واضحا تفاوت في الآراء بين أهالي المنطقة حيال ما يجري من قطع طرق، ففي حين كان أحد المعتصمين يدلي بتصريح ارتفع صوت الصياد هيثم درويش من بلدة العريضة داعياً إلى فتح الطريق بأسرع وقت. وقال درويش: «نريد أن نعيش، لقد قمت صباحا باصطياد السمك داخل المياه الاقليمية السورية لأن الصيد هناك وفير، وما إن تمّ إغلاق الحدود حتى تعرضت لإطلاق نار من الجانب السوري». وقال: «من يصدق أن النظام السوري الذي تصله الإمدادات من إيران وروسيا بحاجة إلى النفط والمازوت من لبنان». وزار النائب معين المرعبي، وربيع ضاهر شقيق النائب خالد ضاهر، معبر العريضة حيث التقى المعتصمين. وأكد المرعبي أن «الحكومة تتواطأ بكل مكوناتها ضد الشعب السوري، ومن يدعي أن ليس له علاقة بما يجري فعليه الاستقالة». أضاف: «نحن نضع هذا الموضوع في عهدة الامم المتحدة والجامعة العربية ومجلس الأمن والمنظمات الحقوقية الدولية». وأشار إلى «قيام الحكومة بإدخال مادة النيترات من مصانع سلعاتا في لبنان إلى سوريا، المادة التي تستخدم لصنع البراميل المتفجرة التي تلقى على الشعب السوري الآمن». أما في البقاع الشمالي («السفير»)، فتبدو المسألة عكسية، حيث أن عشرات صهاريج المازوت يتم تهريبها من الداخل السوري إلى لبنان عبر معابر بلدة عرسال تحت سمع وبصر القوى الأمنية والمواطنين. ويرى أهالي المنطقة، الذين يشاهدون أرتال الصهاريج المتجهة نحو الداخل السوري عبر وسائل الإعلام، ان ما يشهدونه في منطقتهم أحجية تحتاج إلى حلّ.