وقع مجلس التنمية الاقتصادية (EDB) مذكرة تفاهم مع الشركة الكويتية للتمويل والاستثمار (KFIC) صباح امس (الاثنين)، في مقر المجلس بضاحية السيف، وذلك لبناء مدينة جامعية شاملة في مملكة البحرين، ستضم فرع جامعة أمريكية مرموقة، ومركز عالمي متخصص بالدراسات والبحوث، وأكاديميات متخصصة أخرى، إلى جانب العناصر المكملة السكنية والرياضية والترفيهية الأخرى.
ويعد المشروع- الذي سيسهم في تعزيز مكانة المملكة باعتبارها مركزا إقليميا للتعليم الجامعي المتخصص- إحدى المبادرات الهامة التي ستشجع على الابتكار والاتجاه نحو توفير التخصصات المطلوبة حالياً ومستقبلاً في سوق العمل، فضلاً عن مساهمته الفعالة في جذب المزيد من الاستثمارات المباشرة إلى المملكة.
وقع المذكرة كل من الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة، الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية، والسيد عبد الرحمن علي السعيد، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة الكويتية للتمويل والاستثمار.
وبهذه المناسبة، أعرب الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة، عن اعتزازه بالشراكة مع شركة كويتية مرموقة مثل ( KFIC) في إنجاز هذا المشروع التعليمي الهام، وقال بأن "المشروع يعد خطوة أخرى نحو تشجيع الابتكار، وتعزيز مكانة البحرين العلمية" مؤكداً بأن المدينة الجامعية "سوف تحتضن تخصصات مطلوبة في أسواق العمل المحلية والإقليمية في المنطقة، مثل التخصصات الهندسية التي تخدم قطاعي الطاقة والهندسة، وتخصصات أخرى حيوية كإدارة الأعمال والعلوم".
وأوضح الشيخ محمد بأن المدينة الجامعية "ستركز على استقطاب الجامعات العالمية الرائدة، والبرامج المتخصصة في مجالات الهندسة والبحوث العلمية، إذ سيتم توفير كافة البنى التحتية اللازمة، كالمختبرات العلمية، والمرافق المساندة، التي ستجعل من المدينة مركزا تعليمياً إقليمياً مرموقاً، ومقراً لا يضاهى"، مشيراً إلى أن المدينة في الوقت نفسه "سوف تخلق فرص عمل عديدة، لا سيّما المتخصصة منها وذات الأجور المجزية، مثل فنيّي المختبرات، والأساتذة الجامعيين، والمهندسين، وغير ذلك".
من جهته، أعرب السيد/ عبد الرحمن علي السعيد عن سعادته للشراكة والتعاون فيما بين شركة (KFIC) كمطور ومستثمر رئيسي للمشروع، ومجلس التنمية الاقتصادية البحريني. وأكد أن هذا الأمر "يعكس ثقة المجلس بقدرات الشركة وسعي المملكة إلى تشجيع الاستثمار واستقطاب كبار الشركات وخلق المناخ المناسب لجذب الاستثمارات المباشرة إلى البحرين، والعمل الدائم لتذليل جميع الصعوبات وتقديم التسهيلات للمستثمرين، وإتاحة المجال للقطاع الخاص للإبداع ولإنجاز المشاريع ذات القيمة الحقيقية للبحرين وللبحرينيين".
وأكد السعيد بأنه "وبرغم المنافسة الشديدة في منطقة الخليج في جذب الاستثمارات في مجال التعليم والتدريب، إلا أن البحرين تشكل الوجهة الأكثر تفضيلاً لاحتضان هذا المشروع الكبير، وهذا بسبب توافر عوامل مهمة تدعم اختيار الشركة للمملكة، من بينها تمتعها ببنية تحتية ذات مواصفات عالمية، الشفافية وتشريعاتها الفاعلة التي تدعم وتسهّل كافة المشاريع الاستثمارية الطموحة، علاوة على وجود المنافذ الإقليمية المختلفة التي تسهل عملية التنقل من وإلى الدول المجاورة، بالإضافة إلى الانفتاح والأجواء الاجتماعية المريحة، التي تميز البحرين عن سواها".
وتقوم فكرة المدينة على جذب مؤسسات تعليمية وجامعية رائدة، وبرامج وكليات أكاديمية عالمية، لممارسة عملها في المدينة، بالإضافة إلى بناء معامل بحوث وتطوير، خدمة ً للقطاعات الصناعية التحويلية والخدمية، لتحسين وتطوير عملياتها الإنتاجية.
وقد بدأ القائمون على المشروع في استقطاب الجامعات الدولية، التي أبدى بعضها الرغبة في الانضمام للمشروع، واتخاذه مركزا إقليميا، توفر من خلاله للراغبين برامجها التعليمية. ولن يقتصر المشروع على استقطاب الطلاب من المملكة فقط، بل سيسعى ليوفر برامج للطلبة المحتملين من بقية دول الشرق الأوسط والدول القريبة، ليشكل بهذا بديلا جيدا يرقى إلى مستويات عالمية، لمن يرغب في الدراسة في إحدى الجامعات العريقة لكن البعد الجغرافي يشكل له عائقا. إذ سيشكل موقع البحرين في وسط دول المنطقة، خيارا مفضلاً، مع سهولة الانتقال منها وإليها، خصوصا مع وجود جسر الملك فهد، والجسر آخر المخطط إقامته مستقبلاً مع دولة قطر المجاورة.
تجدر الإشارة إلى أن الجانبين قد اتفقا على أن تقوم الشركة الكويتية بالاتفاق مع خبراء دوليين لاستقطاب الجامعات ودور التعليم المتخصصة، وأن تقدم شركة (KFIC) للمشروع أفضل خبرات وذات مستوى عالٍ لتنفيذ مشاريع البنية التحتية، وأن تعمل على جذب أكثر الخبرات والكفاءات التعليمية والتنفيذية تميزاً، من خلال إنشاء تحالف استثماري إستراتيجي، بحيث يثمر عن أقصى ما يمكن تحقيقه من المنافع للمملكة وللشركاء المحتملين، على أن يسعى مجلس التنمية الاقتصادية- من جهته- لتيسير وضمان الحصول على الموافقات الحكومية اللازمة لإنشاء المشروع، والترويج للمشروع ضمن جهود ترويج المملكة لجذب المستثمرين.
حضر مراسم التوقيع، من مجلس التنمية الاقتصادية، الدكتور/ زكريا أحمد هجرس، نائب الرئيس التفيذي للمجلس، والدكتور/ هيثم القحطاني، مستشار للمشاريع الخاصة بالمجلس، ومن الشركة الكويتية للتمويل والاستثمار كل من السيد/ حمزة بهبهاني، نائب الرئيس التنفيذي- قطاع الاستثمار، والسيد/ مبارك الصليلي، مستشار بالشركة، والسيد/ ثامر أبل، مساعد مدير التسويق.
© 2006 تقرير مينا(www.menareport.com)