الصناعة المصرفية سر الاقتصاد العالمي، حين تنهار ينهار الاقتصاد برمته، وحين تتعافى تضخ الدماء في شرايين الاقتصاد من بورصات وعقارات واستثمارات وتجارة معادن ونفط. وجدنا خلال السنوات الماضية يقف وراء تلك الصناعة رجال متميزون، منهم من أطلق بنوكاً، ومنهم من قدَّم خدمات كبيرة نهضت بمصارف يعملون بها، وكان الحصاد أن دخل هؤلاء قائمة «فوربس» الأخيرة لعام 2012 والتي رصدت أسماء المليارديرات في العالم.
صحيح إن ثرواتهم لا تقارن بثروات العاملين في القطاع التكنولوجي أمثال بيل غيتس ولاري بيغ ومارك زوكربرغ وجيف بيزوس، لكنها لا تقل عن مليار دولار. لكن المُلاحظ في قائمة أغنى 22 مصرفياً حول العالم غياب خبراء المصارف في الدول الغنية، فيما احتلت دول مثل المكسيك والبرازيل وروسيا مراكز متقدمة في القائمة. بعض هؤلاء طالتهم الأزمة المالية التي انطلقت من داخل القطاع المصرفي نفسه، وبعضهم دخل دائرة التعافي. القائمة العالمية لأغنى مصرفيين في العالم ضمت 3 من العرب عبدالعزيز الغرير في الإمارات واثنين من عائلة الراجحي.
تقدم قائمة أغنى المصرفيين في العالم جوزيف سافيرا (73 عاماً) من البرازيل صاحب بنك «Qroupo Safire» البرازيلي، حيث تبلغ ثروته 13.8 مليار دولار وقد حل في الترتيب الـ 52 على مستوى العالم في قائمة «فوربس» عن 2012 بـ 12.4 مليار دولار، وحل الكولمبي لويس كارلوس سارمينتو (64 عاماً) والذي يمتلك في كولومبيا 4 مصارف، ويعد من أكبر المصرفيين في مجال التبرعات الخيرية، حيث سلم 400 شقة لمتضررين من الظروف الجوية. وجاء ثالثاً ومن تشيكوسلوفاكيا بيتر كلنر (47 عاماً) والذي تخصص في إنشاء المصارف والمساهمة في أخرى وتبلغ ثروته 8.2 مليار دولار، وحل في الترتيب الـ 110 في قائمة فوربس. سليمان الراجحي وأسرته احتل الترتيب الرابع عالمياً بـ 5.9 مليار دولار، وهو صاحب بنك الراجحي وكان الراجحي قد وزع ثروته على أولاده وقيل وقتها إنها تجاوزت 6 مليارات دولار. ومن ماليزيا وبنحو 5 مليارات دولار حل الملياردير تي هونغ بيو صاحب بنك «Bublic Bank» في الترتيب الخامس، وهو الآن في عمر 83 عاماً، والذي يعتبر بطلاً قومياً في ماليزيا. وفي الترتيب السادس حل الملياردير إليسيلو دي أندريه فاريا (91 عاماً) من البرازيل بثروة بلغت 4.2 مليار دولار وكان إليسيلو قد بنى ثروته من بنك «Banco Real» والذي باع أخيراً معظم أسهمه ومن مؤسسة Banco Aipa. وحل سابعاً من الهند يوداي كوتاك (53 عاماً) مؤسس بنك «Kotak Marhinda Bank» بثروة بلغت 4.1 مليار دولار، ويعتبر كوتاك أغنى مصرفي في الهند. واحتل السنغافوري، وي شو ياو، وأسرته الترتيب الثامن بثروة بلغت 3.8 مليار دولار وهو رئيس بنك «United orerseas Bank». وفي الترتيب التاسع وللمرة الأولى من دولة من الدول الكبرى بريطانيا جاء برونو تشارودير بـ 3.4 مليار دولار عن عمر يناهز 79 عاماً. واختتم أندريه ستفيز (47 عاماً) من البرازيل قائمة العشرة الكبار بـ 3 مليارات، وهو الرئيس التنفيذي للمؤسسة المالية «BTG Pactual».
وبخلاف العشرة الأوائل ضمت القائمة 3 آخرين من المصرفيين العرب فحل عبدالعزيز الغرير (57 عاماً) مؤسس بنك المشرق الإماراتي في الترتيب الحادي عشر بثروة بلغت 2.6 مليار دولار، ومن المغرب حل عثمان بنغالون ضمن أغنى المصرفيين في العالم والثالث عربياً بثروة بلغت 2.3 مليار دولار ويعد بنغالون من رواد صناعة التأمين في المغرب، وتلاه عبدالله الراجحي من السعودية بـ 2.2 مليار دولار والذي يمتلك نصيباً كبيراً «غير محدد» في بنك البركة الإسلامي ومحمد الراجحي وأسرته بـ 1.5 مليار دولار. وفيما حل في ذيل القائمة ومن المكسيك وبمليار دولار ألفريدو هارب، وهو ابن عم كارلوس سليم حلو أغنى رجل في العالم، وضمت القائمة من إسبانيا إيميلي بوتين بـ 1.1 مليار دولار وهو رئيس بنك «Banco Santander» ويبلغ من العمر 77 عاماً. وعلى صعيد القائمة فقد بلغ إجمالي ثروة الـ 22 مصرفياً نحو 84.3 مليار دولار وحظي العشرة الأوائل بنصيب الأسد بنسبة 75.8 % من إجمالي الثروة بنحو 63.8 مليار دولار، وقد احتل المصرفيون من الدول النامية معظم المراكز، خصوصاً من البرازيل والمكسيك مع 5 مراكز للدول العربية ومقعد واحد لكل من إسبانيا وبريطانيا.