معاناة كبيرة، تنتظر أي مواطن مصري، إذا ما أجبرته الظروف على التوجه إلى أي من البنوك والمصارف، خاصة الحكومية منها، بسبب مستوى المعاملة من الموظفين، وسوء النظام المتبع به من القائمين على أمر هذه البنوك، بجانب انعدام الأمن تماما لدرجة اننا نجد انه لا يوجد إلا فرد أمن واحد فقط، يقوم بحراسة أفرع كبيرة ورئيسة للبنوك الحكومية، مما يخلق مساحة وفرصة كبيرة للبلطجية والحرامية الذين يهددون المواطنين بسرقتهم بعد سحب أموالهم.
وسجلت محاضر شرطة مئات الحالات من وقائع السرقة بالإكراه أو بسرية، تحدث في محيط البنوك الحكومية أمام أعين الموظفين وحارس الأمن الأعزل الذي لا يتدخل من قريب أو بعيد. وبات كل الموظفين داخل أي بنك حكومي يرفعون شعار «الشكوى لغير الله مذلة»، وهو يسمعون شكاوى المواطنيين، مؤكدين أنهم ليس بأيديهم ما يقدمونه في حدود الإمكانات البدائية المتاحة على صعيد كل الخدمات. حرصت علي متابعة سير العمل في أحد البنوك الحكومية الكبرى لرصد الكثير من ظواهر الإهمال التي تحدث عنها المواطنون انفسهم ممن يتعاملون مع البنوك الحكومية بشكل يدعو المسؤولين للنظر من جديد في أمر هذه البنوك. وهو ما يجسد لنا المشهد المأساوي الذي يتكرر كل شهر بافتراش الآلاف من كبار السن لأرصفة الشوارع المحيطة بالبنوك انتظارا لصرف معاشهم الشهري.
حيث اكد محمد حسن عباس من المتعاملين مع البنوك الحكومية انه يعاني كثيرا عندما يأتي إلى البنك الحكومي، لصرف قيمة بعض الحوالات التي تأتيه من ابنه المقيم بالخليج، حيث يقف بالساعات على الشباك منتظرا وصول دوره في الحصول على الحوالة، وعندما يحصل عليها ويذهب لأحد شبابيك الصرف، يجد أن وقت ميعاد انصراف الموظفين قد حان، وعليه أن يكرر نفس المعاناة في اليوم التالي.
وأضاف أنهم سبق وقدموا العديد من الشكاوى للمسؤولين عن البنك الحكومي حتى يحسنوا من معاملة المواطنين وفتح شباك إضافي لطالبي الحوالات حتى لا يحدث هذا التكدس الكبير من النساء والرجال في نفس الوقت لكن لم يستجيب أحد. كما لفت ياسر رشاد (مدرس) وأحد المتعاملين مع البنوك الحكومية أن حالة انعدام الأمن الموجودة في البنوك الحكومية منذ زمن بعيد اصبحت من الأمور التي لا يجب السكوت عليها في ظل حالة الأمن المتردية في الدولة وكثرة البلطجية والحرامية في محيط البنوك الحكومية والذين يتحركون بمنتهى الحرية دون أن يعترض رجل الأمن أو موظفو البنك طريقهم.
على نفس السياق قال محمد عبدالوهاب (صيدلي) إن ما يحدث حاليا في البنوك الحكومية أصبح أمرا يفوق الوصف من تجاهل وإهمال حكومي من المسؤولين وغياب أمني واضح جدا يعرض المواطنين للخطر كل يوم من البلطجية والسارقين الذين استوطنوا البنوك واصبحت شغلهم الشاغل مستغلين عدم التواجد الأمني وتجاهل موظفي البنك لهم وترك المواطنين فريسة سهلة لكل البلطجية.