الاقتصاد يعيد احياء العلاقات المصرية السودانية من جديد

تاريخ النشر: 08 أبريل 2013 - 07:04 GMT
قال البشير: نأمل أن تستعيد مصر دورها الريادي في المنطقة العربية
قال البشير: نأمل أن تستعيد مصر دورها الريادي في المنطقة العربية

اتفق الرئيس السوداني ونظيره المصري على ترفيع اللجنة الوزارية بين البلدين إلى أعلى مستوى في قيادة البلدين. وتعد هذه الزيارة الأولى للرئيس المصري الدكتور محمد مرسي منذ انتخابه رئيسًا في العام الماضي. وأثنى الرئيس السوداني عمر البشير في المباحثات التي جرت بين وفدي البلدين بقاعة الصداقة بالخرطوم على مواقف مصر الإيجابية تجاه السودان في المحافل الدولية والإقليمية؛ وخاصة موقفها في قضية دارفور في القمة العربية التي عقدت بالدوحة مؤخرًا.

وأكد البشير قدرة مصر على تجاوز المرحلة الصعبة التي تمر بها؛ وقال: نتمنى أن تتجاوز مصر هذه المرحلة بسلام. وقال الرئيس السوداني: نؤكد حرصنا على بناء علاقات إستراتيجية مع مصر تقوم على التفاهمات والآليات المشتركة في تبادل المنافع والمصالح. وأضاف في هذا الجانب اقترح ترفيع اللجنة الوزارية العليا بين البلدين إلى مستوى رئاسي لمزيد من الدفع في ملفات التعاون حتى يصل إلى مرحلة التكامل بين البلدين؛ لتوفير الأمن الغذائي لشعبي وادي النيل. وأكد الرئيس السوداني حرص بلاده على استقرار مصر؛ وقال إن ما يعتلي مصر من خطب يضار منه السودان. وقال البشير: نأمل أن تستعيد مصر دورها الريادي في المنطقة العربية؛ ونتطلع إلى دور اكبر مع دولة جنوب السودان. وقدّم الرئيس السوداني لنظيره المصري تصديقًا لخريطة بناء مصنع للجلود في مساحة 2 مليون متر مربع.

وقال الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي نتطلع أن تشهد المرحلة المقبلة تكثيف الجهود لوضع أسس شراكة اقتصادية حقيقية مع السودان الشقيق. وأبدى مرسي موافقته الفورية على المقترح السوداني بترفيع اللجان الوزارية إلى مستوى رئاسي؛ ووجه رجال الأعمال المصريين إلى المزيد من الاستثمار في السودان. وأكد مرسي أن مصر ستبقى دائمًا إلى جانب الشعب السوداني؛ بما يحقق المصالح المشتركة ويعمق الروابط بين البلدين؛ وقال: مصر تقف إلى جانب السودان وتدعم استقراره. وعرض الرئيس المصري وساطته بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة من اجل تحقيق السلام في دارفور. وأضاف مصر ستواصل مساعيها الجادة لدفع الحوار البناء السودان ودولة جنوب السودان لتحقيق التسوية الشاملة التي اتفق عليها البلدان. وأكد مرسي دعم بلاده الكامل لاتفاق الدوحة لسلام دارفور؛ ومؤتمر المانحين لإعادة إعمار دارفور الذي سيُعقد بالدوحة في الأيام المقبلة. وأضاف سنسعى للعمل إلى جانب الجهود الدولية والإقليمية للوساطة مع الحركات المسلحة التي لم توقع على السلام في دارفور.

ودعا الرئيس المصري إلى ضرورة تأسيس شراكة سودانية- مصرية لإنتاج الوقود الحيوي. وقال نسعى للتعاون في الثروات المعدنية؛ وأن البلدين لديهما إمكانيات كبيرة في هذا المجال؛ يمكنهما من بناء منطقة تكاملية صناعية على الحدود. وأكد مرسي حرص مصر على إعمار وتنمية شرق السودان؛ وقال: نعتزم مواصلة توفير سبل الدعم في هذا الإقليم؛ من خلال دعم المشروعات الخدمية في التعليم والصحة. وأضاف إن المرحلة المقبلة ستشهد تقاربًا بين السودان ومصر وتلاقي الرؤى في القضايا الدولية والإقليمية وصولاً إلى مرحلة التكامل. واتفق الرئيسان في نهاية المباحثات التي جرت بينهما على إزالة كل العوائق التي تعترض التجارة والاستثمار. ووجه البشير بفتح الطريق الشرقي الذي يجري فيه العمل الآن فورًا؛ ويربط البلدين من ناحية شمال السودان وجنوب مصر؛ على أن يتم الفراغ من العمل في الطريق الغربي والطريق الساحلي على البحر الأحمر نهاية هذا العام. وقال الرئيس السوداني نحن كسياسيين أزلنا كل العوائق والآن الكرة في ملعب رجال الأعمال والمال في البلدين. وتعهد الرئيس المصري بتذليل كافة العوائق من جانب بلاده؛ وقال نأمل أن يتم افتتاح المعابر والطرق الحدودية بين البلدين قريبًا. وقال مرسي: إن مشروعنا الأكبر اكتمال خط سكة حديد من الإسكندرية إلى كيب تاون؛ والذي سيمر بالسودان. ودعا مرسي إلى الاستثمار في التكنولوجيا والموارد البشرية والصناعات البترولية؛ إلى جانب التعليم والصحة.

وتستورد مصر ما يغطي 5 % من احتياجاتها من اللحوم الحمراء من السودان. وقال الرئيس المصري نأمل أن ترتفع هذه النسبة إلى 20 % في المرحلة المقبلة. وشاب العلاقات بين البلدين بعض التوتر في الشهور الماضية نتيجة لتباين وجهات النظر وخلاف حول بعض بنود اتفاقية الحريات الأربعة (التنقل، الإقامة، التملك، العمل). ودعا رجال الأعمال والمال المصريين والسودانيين الرئيسين إلى تفعيل الاتفاقيات المشتركة وتسهيل حركة نقل البضائع والأفراد. ويأمل رجال الأعمال في بناء شراكات القطاع الخاص المصري-السوداني من خلال خطة بعيدة المدى لجعل البلدين من أكبر الشركاء التجاريين في المنطقة. وتعمل العديد من الشركات المصرية في مجالات مختلفة في السودان، الزراعة والصناعة والمشاريع الخدمية. ولم يتطرق لقاء الرئيسين السوداني والمصري إلى أي من القضايا السياسية؛ عدا الأوضاع في دارفور والحوار مع دولة جنوب السودان.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن