نسبة الإنفاق في دبي على قطاع تجارة التجزئة تُعد الأعلى في دول الخليج العربي

تاريخ النشر: 19 أكتوبر 2006 - 08:36 GMT

لم يتوانَ قطاع تجارة التجزئة عن المضي قدماً في تقدمه وتطوره، منذ الانطلاقة الأولى لمهرجان دبي للتسوق في التسعينات، في هذه العاصمة المشتعلة حياةً وحيوية والممتدة على طول الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية. استطاعت دبي التي تُعد جنةً رائعة بالنسبة للمتسوقين وموقعاً ممتازاً بالنسبة لتجار التجزئة ومطوري العقارات، أن تثبت جلياً بأنها المركز التجاري المثالي في مجال التجزئة.

ولطالما ساد منطقة الخليج قلق عارم حول تجاوز مراكز التسوق الحدود من حيث العدد، فيما لم يكفّ النقاد عن تجاذب الكلام حول عدم توفر حاجة لمزيد من المشاريع التجارية، غير أن أصوات المناهضين لهذه الحملة ما لبثت أن طغت على تلك الداعية إلى الحد من انتشار مزيد من مراكز التسوق التجارية. وفي هذا السياق، أشارت بولا الشامي، منظمة المعارض في دي أم جي وورلد ميديا، بالقول:" لقد أظهرت مؤشرات السوق تزايداً في الطلب على المراكز التجارية يصل إلى 400 مركز جديد في منطقة الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وجنوب آسيا، خلال الأعوام العشرة المقبلة."

تعتبر بولا أن المنطقة تحتوي على  ما يقارب ملياري مستهلك، لا سيما في الدول التي تشهد ارتفاعاً متسارعاً في نسبة الناتج القومي الإجمالي التي تخطت الـ5%. إن نسبة السكان الذين هم ما دون سن العشرين تتعدى الـ50% في المنطقة، ومن المتوقع أن تصبح شريحة كبيرة منهم من المستهلكين المحتملين على المدى المتوسط والبعيد.

وبحلول عام 2009، يُتوقع أن تصبح دبي المدينة الأكثر إنفاقاً على قطاع تجارة التجزئة في دول الخليج العربي، بحيث تتقدّم على المملكة العربية السعودية على رغم عدد سكانها الذي يشكل 1/20 بالنسبة لأهل المملكة. ستتم تغطية هذه النفقات من الإقبال الهائل للسياح والمتوقع أن يبلغ 15 مليون شخص.

وفي مجال الإنفاق المالي على قطاع تجارة التجزئة، تبقى دبي في الطليعة مسجلةً مجموعاً يصل إلى 7.6 مليار دولار أميركي بالمقارنة مع المملكة العربية السعودية التي خصّصت قيمة 6 مليارات دولار أميركي في هذا الشأن، وتأتي على أعقابهما كلٌ من أبو ظبي (1.9 مليار دولار)، والبحرين (1.4 مليار دولار)، وقطر ( 1.4 مليار دولار) على التوالي.

لقد استطاعت دبي أن تحقق موقعاً ريادياً قد يصعب الوصول إليه في هذا المجال. وعلى رأس القائمة الطويلة للمشاريع التجارية التي تتضمن مراكز للتسوق من مختلف الأحجام والأشكال والأنواع، والتي تعتزم دبي احتضانها على المدى القريب، يأتي دبي مول الذي سيتم إنشاؤه بمحاذاة برج دبي، بحيث سيصبح أكبر مول في العالم لدرجة أنه سيفوق مساحةً مول ’ويست أدمنتن‘ في كندا، و’مول أميركا‘ في مينيابوليس، الولايات المتحدة الأميركية.

وتجدر الإشارة إلى أن الدول المجاورة لدبي تحاول أن تحذو حذوها أيضاً من خلال إنشاء مراكز تجارية ضخمة متقاربة في المساحة، مثل ’الشبيلي جراند مول‘ في المملكة العربية السعودية الذي تبلغ تكلفته 266 مليون دولار، و’سيتي سنتر‘ في البحرين بتكلفة تصل إلى 400 مليون دولار، و’دار العوادي سنتر‘ في الكويت بتكلفة 52 مليون دولار. 

كل هذه المشاريع تشكل معاً دافعاً أساسياً وكافياً لقيام معارض ضخمة كمعرض إنريتيل InRetail، الذي يضع تحت سقف واحد كبار رجال الأعمال من مختلف أنحاء العالم للتعارف وعقد الشراكات. يستعد هذا المعرض الذي من المقرر أن يفتتح أبوابه للمرة الثانية، لاستقبال الزوار من 3 ولغاية 5 يونيو 2007 في مركز دبي الدولي للمعارض، حيث سيرتكز على استقطاب كلّ من تجار التجزئة ومطوّري مراكز التسوّق ضمن قاعدة مشتركة.

ويُذكر أن معرض إنريتيل الافتتاحي الذي جرى في فترة مبكرة من هذا العام، كان قد حقق نجاحاً هائلاً لدرجة أن كافة العارضين المشاركين أبدوا حماسةً كبيرة واستعداداً كاملاً للمشاركة في المعرض المقبل. وفي موازاة النهضة الاقتصادية العارمة والتطور الهائل في قطاع تجارة التجزئة اللذين تشهدهما مدينة دبي، يترقب معرض إنريتيل حقبة أخرى من النجاح الأكيد.

© 2006 تقرير مينا(www.menareport.com)

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن