حصلت شركة "يسار المحدودة"، المؤسسة الرائدة في مجال الاستشارات الإسلامية، على موافقة لمزاولة أعمالها انطلاقاً من "مركز دبي المالي العالمي". وترى "يسار"، التي تعد أول شركة من نوعها تحصل على هذا الموافقة، أن تطور البيئة التنظيمية ومعايير المحاسبة في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى طرح المزيد من المنتجات المالية المركبة، سيعزز الطلب على الاستشارات المالية الإسلامية.
وقال ماجد داوود، الرئيس التنفيذي لشركة "يسار المحدودة" إن ما تشهده الأسواق المالية في المنطقة من تطورات الآن، سيعزز الحاجة إلى استشارات مكثفة تستغرق وقتاً طويلاً من الفقهاء المسلمين.
وأضاف داوود: "في الوقت الذي تشهد فيه شركات المنطقة نمواً متواصلاً يتفق مع معايير المحاسبة الدولية، فإن هيكليات عمليات التمويل التي تزداد تعقيداً يوماً بعد يوماً، ستطلب المزيد من الاستشارات الفقهية. وكذلك فإن توفر المنتجات المالية المركبة، مثل المشتقات الائتمانية الدخيلة والأدوات المالية المصطنعة، سيعزز حاجة الشركات والمستثمرين إلى استشارات الفقهاء".
ويواصل قطاع التوريق الإسلامي نموه حيث تعتزم "تمويل"، شركة التمويل العقاري المتوافق مع الشريعة الإسلامية، إصدار أوراق مالية بضمان أصول عقارية بقيمة 300 مليون دولار في وقت لاحق من العام الجاري. ومن المتوقع أن يشهد عام 2006 المزيد من عمليات التوريق الإسلامية.
وتشهد أسواق المشتقات المالية تطورات متواصلة بالتوازي مع القطاع المالي التقليدي، وتعمل شركة "سوسيتيه جنرال لإدارة الاستثمارات البديلة" على إطلاق "بركة"، وهو منتج محمي متوافق مع الشريعة الاسلامية للاستثمار في مجموعة منتخبة من الأسهم الإسلامية. ويجري العمل حالياً على تطوير منتجات عديدة منها "التزامات الدين المضمون"(CDO) المتوافقة مع الشريعة الإسلامية ومشتقات الأسهم العادية. ويعكف الخبراء على إجراء تعديلات في هيكلية "مقايضات معدل الفائدة"، بهدف تطوير منتج متوافق مع الشريعة الإسلامية. كما وافقت هيئة "جيرسي" للخدمات المالية على إطلاق أول "صندوق للعائدات الكاملة" متوافق مع مبادئ الشريعة الاسلامية، هذا العام.
وأوضح الدكتور عمر محمد أحمد بن سليمان، محافظ مركز دبي المالي العالمي، أن المركز يوفر لمزودي الخدمات المالية منصة تتيح لهم تلبية الطلب العالمي المتنامي على هيكليات تمويل واستثمار مركبة متوافقة مع مبادئ الشريعة الإسلامية.
وأضاف الدكتور عمر بن سليمان: "تشهد أسواق التمويل الإسلامي تطورات متواصلة. ومن المتوقع أن نشهد نمواً كبيراً في أسواق المال الرئيسية والثانوية خلال عام 2006، الأمر الذي سيعزز بدوره نمو صناديق التمويل الإسلامية وأسواق التوريق. ويوفر مركز دبي المالي العالمي لمؤسسات مثل ’يسار المحدودة‘، منبراً يتيح لها الوصول إلى الفرص الكبيرة المتوفرة في الأسواق الخليجية وكافة أنحاء العالم الإسلامي".
وأبرمت "يسار المحدودة" مؤخراً اتفاقية شراكة مع مجموعة "فوتسي"، المزود العالمي لمؤشرات أسواق المال، تهدف إلى إطلاق مؤشر آسيوي يعكس أداء أقوى 100 سهم متوافق مع الشريعة الإسلامية. وتعتزم الشركتان إطلاق مؤشرات في مناطق أخرى من العالم. كما تنوي "يسار المحدودة" إطلاق برنامج خاص لتأهيل أعداد أكبر من المتخصصين في قضايا التمويل الإسلامي.
وشهد قطاع الصيرفة الإسلامية، الذي يقدر حجمه بـ 300 مليار دولار أمريكي، نمواً بمعدل 15% في عام 2005. ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو مدفوعاً بعدة عوامل أبرزها زيادة رؤوس المال في منطقة الخليج، وتنامي الاهتمام بالمنتجات والخدمات المصرفية الإسلامية، وابتكار المزيد من المنتجات المالية المتطورة.
© 2006 تقرير مينا(www.menareport.com)