إن التنقل المستمر بين الوظائف (كل سنتين حسبما تشير معظم المصادر) قد يؤدي إلى فشل الحياة المهنية للإنسان.فالأسباب التي تقال لصاحب العمل الجديد غير مقنعة على الإطلاق، ومنها:
·
صعوبة
الوظيفة: لا شك أن نفور المرء من مواجهة التحديات هو أحد الصفات التي لا تثير إعجاب أصحاب العمل. إذا كان عملك صعبا، فعليك فعل ما يلزم للتغلب على المعوقات. وعلى سبيل المثال، يمكنك أن تطلب الخضوع لمزيد من التدريب أو تنمية المهارات.
·
الشعور
بالملل: من المحتمل أن يتسبب هذا الأمر في إعاقة تطورك المهني، كما أنه لا يعد مبررا منطقيا لترك العمل. حاول البحث عن فرص أخرىداخل الشركة ذاتها ولا تأل جهدا في ذلك.
·
عدم الانسجام مع الآخرين: لا بأس في تغيير الوظيفة
إن لم تلائمك بيئة العمل، أما إذا كنت دائم التنقل بين الوظائف بسبب خلافاتك مع رئيسك أو زملائك في العمل، فقد تكون أنت المخطئ وعليك حينها مراجعة تصرفاتك وتعديل سلوكك.
·
السعي وراء المال: إن كان هدفك الرئيسي من تغيير الوظيفة هو الحصول على راتب ومزايا مادية أعلى فهذه غلطة فادحة، لأنك لن تشعر بالرضا مهما بلغت من مناصب.
أعتقد أن بإمكان المرء أن يحرز تقدما أكبر من الناحيتين المادية والمهنية إذا بقي في وظيفة واحدة بدلا من التنقل المستمر. إذ إن الهوس بفكرة “الوظيفة المثالية” قد يعمي عينك عن الفرص الأفضل التي قد تحظى بها من خلال الارتقاء في عملك الحالي. أقدم لكم هنا 10 أسباب منطقية للبقاء مدة أطول في العمل ذاته:
1. الأسبقية:
إن بقاءك في الشركة ذاتها فترة طويلة سيتيح لك التمتع بميزة الأسبقية بدلا من أن تبدأ من الصفر وأن تكافح من أجل إيجاد مكانة بارزة في كل عمل جديد.
2. فرص القيادة: يمكنك من خلال التمتع بميزة الأسبقية أن تقود الآخرين وتعلّم المبتدئين وسيضاف كل هذا إلى رصيد نجاحاتك وازدياد مهاراتك- وبذلك تكون قد بنيت فريقا من الموظفين الذين يعرفونك حق المعرفة ويحترمونك وينصاعون لأوامرك بدلا من أن تكافح للحفاظ على السلطة التي مُنحتها حديثا في أي شركة جديدة.
3. الاستقرار:
إذا اعتراك القلق بشكل دائم تجاه مصيرك المهني، فلن تتمكن من وضع خطط بعيدة المدى. أما إن كنت تنعم بالاستقرار في عملك فهذا سيساعدك في التأقلم بصورة أكبر وأكثر فاعلية مع التوترات التي لا بد أن تحدث بين الفينة والأخرى.
4. تكاليف السكن والادخار:
يضطر المتنقلون بين الوظائف إلى دفع مبالغ أعلى في استئجار المنازل أو امتلاكها وفي أقساط الادخار أيضا، نظرا لتغير أماكن سكناهم والتي قد لا تكون تكاليفها ملائمة أغلب الأحيان. كما أن الاستقرار الوظيفي صفة محبذة لدى المصارف، حيث تفضل التعامل مع الأشخاص الذين يحافظون على عملهم لمدة طويلة لا تقل عن سنتين وربما أكثر.
5. تنامي المزايا:
تقوم العديد من الشركات بزيادة مدة الإجازة للموظفين الذين يمكثون لديها لفترة معينة من الزمن. وبهذا يستطيع المرء أن يقضي وقتا أطول مع عائلته وأن يحقق الأهداف التي وضعها لتحسين أسلوب حياته أثناء هذا الوقت الإضافي الذي يحصل عليه بسبب محافظته على عمله.
6. تطوير الذات:
إذا سمحت للآخرين بالتعرف عليك عن كثب خلال فترة كافية من الوقت، فسوف تكسب ثقتهم وتظفر بنصائحهم القيمة لتصحيح النقاط السلبية التي تمتلكها دون أن تشعر. فضلا عن ذلك، يمكنك أن تدرك وتعالج نقاط ضعفك بصورة أنجع اذا أنت بقيت في العمل ذاته وتغلبت على ما يواجهك من تحديات بدلا من الهروب منها إلى وظيفة أخرى والإلقاء باللوم على رئيسك وزملائك السابقين في العمل.
7. اكتساب الثقة:
إن كنت قادرا على البقاء في الوظيفة ذاتها لمدة 10 سنوات، فهذا يبرهن على أنك تجيدعملك. وبالتالي ستحظى باحترام الناس وثقتهم بفضل الالتزام والاتقان اللذين تظهرهما.
8. المرونة:
معظم الأشخاص الذين يمكثون في الشركة ذاتها لعقد من الزمان أو أكثر يحرزون تقدماملحوظا في مسيرتهم المهنية من خلال التعرض للكثير من المواقف الصعبة التي يمارسونفيها أدوارا مختلفة وبالتالي يكتشفون المجالات التي يفضلون الانخراط فيها لاحقا. إنالفرق بين العمل لدى شركة واحدة والتنقل بين الشركات هو أنك تحصل على المكانةوالمزايا ذاتها، ولكن في الوقت ذاته يمكنك أن تخوض التجارب بحرية وتختبر أشياءجديدة.
9. المثابرة:
من السهل على المرء تقديم الاستقالة عند تعرضه للإجحاف أو العقبات الصعبة، ولكنتجاوز تلك التحديات يبرهن على وجود شخصية أقوى، وكذلك بالنسبة لاكتشاف الحلولوإصلاح الأضرار ولعب دور فاعل في تحويل الفشل إلى نجاح. (رغم ذلك، إن كنت تعمل فيبيئة خانقة ومجحفة فعليك الرحيل عنها بأسرع وقت ممكن والمضي قدما في مكان آخر).
10.
لعبدور بارز في مستقبل الشركة: يمكنك أن تحظى بتأثيرإيجابي على مسار شركتك عبر السنين، وذلك بالارتكاز على ما لديك من خبرة ومعرفةبشرط أن تقف إلى جانبها في السراء والضراء.
هل نجحت في إقناعكم؟ ربما يكون تغيير العمل هو التوجه السائد لدى أغلبية الموظفين حاليا، ولكن علينا أن نستقي العبر والدروس من أندادنا في الدول الأوروبية وغيرها بما يخص هذه المسألة. أنصحكم بالتأمل في الاحتمالات المؤكدة للنجاح على الصعيد المهني من خلال المشاركة في بناء شركة قوية على المدى البعيد،والنظر في المزايا التي ستحصلون عليها بفضل الوقوف إلى جانب رب العمل لمدة طويلة.
لعل الوقت قد حان كي تكرس وقتك وجهدك لعملك الحالي وازدهاره، بدلا من إضاعتهما في التنقل المستمر بين الوظائف.(فوربس الشرق الأوسط)
اقرأ أيضًا:
تعرف على قواعد التواصل مع أصحاب العمل
تعرف على أوامر ونواهي التفاوض على الراتب