إرشادات طبية دولية جديدة للحوامل اللواتي خضعن لجراحة إزالة السمنة

نُشرت مؤخراً توجيهات دولية جديدة أسهم بها أحد أعضاء الهيئة التدريسية في وايل كورنيل للطب - قطر الغاية منها تقديم المشورة الطبية بشأن الرعاية المقدّمة للنساء اللواتي سبق لهن أن خضعن لجراحة السمنة ومن ثم قررن الحمل.
ويلجأ الأطباء إلى جراحة السمنة لإنقاص الوزن في حالات السمنة المفرطة أو المرضيّة، وتقلّص التدخلات الجراحية المندرجة تحت جراحة السمنة القدرة الاستيعابية للمعدة، وهو ما يتسبب بإنقاص الوزن بقدر كبير. ويتزايد الإقبال على جراحة السمنة بين النساء في سن الإنجاب.
وفي هذا السياق، أجرى عشرون خبيراً من أنحاء العالم مراجعة تقييمية منهجية للأوراق البحثية المتاحة في هذا المجال سعياً منهم للتوافق على إرشادات طبية محدّدة بشأن عدد من المسائل التي قد تؤثر في الحوامل اللواتي خضعن لجراحة السمنة وكذلك النساء اللواتي يحاولن الحمل. وتشمل تلك المسائل منع الحمل، والحمية الغذائية، ومستويات المغذيات، وزيادة الوزن أثناء الحمل، والرضاعة الطبيعية.
وأسهم الدكتور شهراد طاهري، أستاذ الطب ومدير البحوث الإكلينيكية في وايل كورنيل للطب - قطر، إلى جانب خبراء عالميين، في الورقة البحثية المعنونة "الحمل بعد جراحة السمنة: توصيات متوافق عليها بشأن الرعاية المقدّمة للنساء خلال المرحلة المحيطة بالحمل وما قبل الولادة وما بعدها".
وفي هذا السياق، قال الدكتور طاهري: "التدابير الجراحية لإزالة السمنة متاحة على نحو متزايد وتتسبب في تغييرات فسيولوجية في جسم الإنسان، وهذه التغييرات تؤثر في عمليات مثل توازن الطاقة واستقلاب الدهون. وينطوي الحمل على تحديات فسيولوجية وتغذوية عدة، وهنا تبرز الأهمية الخاصة لصحة الحوامل اللواتي خضعن لجراحة السمنة. لذا، لا بدّ من رصد الحالة بتأنٍ بما يكفل حصول الحامل على المغذيات الكافية لصحتها وصحة جنينها ونموّه على السواء".
يُذكر أن نسبة السمنة في أنحاء العالم تضاعفت ثلاث مرات تقريباً في الفترة بين عامي 1975-2016، واليوم يصنَّف قرابة 650 مليون نسمة ضمن فئة السمنة الإكلينيكية. وبالنسبة للنساء، تزيد السمنة من احتمال حدوث مضاعفات خلال الحمل، ويمكن لسوء تغذية الحامل أن يؤثر في صحة الطفل في الأجل الطويل، لذا من المستحسن أن تعمد المرأة إلى إنقاص وزنها قبل الحمل. غير أن التقرير يبيّن أيضاً أنه يتعين على الرجل إنقاص وزنه إلى جانب زوجته إذا ما اعتزما إنجاب أطفال.
وتشمل الإرشادات الجديدة تأجيل حمل النساء اللواتي خضعن لجراحة السمنة إلى حين استقرار أوزانهن، وتجنبهن للكربوهيدرات سريعة الامتصاص، وأن تتضمن وجباتهن عوضاً عنها البروتين والبدائل الغذائية منخفضة مؤشر نسبة السكر في الدم. وكما هو الحال في حالات الحمل الاعتيادية، يتعين على الحوامل اللواتي خضعن لجراحة السمنة أن يتناولن مكمّلات غذائية عدة، وأن تراقب مستويات المغذيات الدقيقة لديهن قبل حملهن، ومن ثم كل ثلاثة أشهر خلال الحمل. وفي سياق آخر، وجدت المراجعة التقييمية المنهجية أن حليب الأم المرضعة لا يتأثر بعد جراحة إزالة السمنة، وعليه يتعين تشجيعهن على الرضاعة الطبيعية.
وختم الدكتور طاهري قائلاً: "الحمل فترة مربكة ومشوشة للأمهات في حملهن الأول، إذ عليهن أن يستوعبن الكثير من المعلومات عن التغذية المثالية، والمكمّلات الغذائية، والتمارين البدنية، إلى جانب حقيقة أن جسم الحامل يشهد تغيرات كثيرة مثلما تتغير متطلباته. وقد تتفاقم هذه الحالة المربكة بالنسبة للحوامل اللواتي سبق لهن أن خضعن لجراحة إزالة السمنة، لذا من المؤمل أن تبسّط هذه التوجيهات الطبية الدولية غير المسبوقة، التي أسهمت بها إلى جانب باحثين آخرين، الرسائل المراد إيصالها إلى الحوامل وأن تزيدهن اطمئناناً طوال حملهن".
خلفية عامة
وايل كورنيل للطب - قطر
تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل من بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. يتمّ التدريس من قبل هيئة تدريسية تابعة لجامعة كورنيل ومن بينهم أطباء معتمدين من قبل كورنيل في كل من مؤسسة حمد الطبية، مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، مؤسسة الرعاية الصحية، مركز الأم والجنين وسدرة للطب. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. كذلك تسعى إلى تأمين أرفع مستوى من التعليم الطبي لطلابها، بهدف تحسين وتعزيز مستوى الرعاية الصحية للأجيال المقبلة وتقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين للقطريين وللمقيمين في قطر على حدّ سواء.