استبيان ديلويت الشرق الأوسط للشركات العائلية: المواءمة مع المستقبل

أجرت ديلويت الشرق الأوسط مؤخراً استبيانها لعام 2021 حول الشركات العائلية (الشركات التي تدير أموال واستثمارات العائلات الثرية) للوقوف على آراء وأوضاع أبرز مجموعات الشركات العائلية في المنطقة. سعى الاستبيان لاستكشاف الخطط والأولويات التي توليها هذه الشركات لعملية التحوّل سواء في أعمالها وثرواتها وعلى مستوى العائلات نفسها. وشمل الاستبيان عدداً من الشركات العائلية العاملة في منطقة الشرق الأوسط والتي تدير عملياتها واستثماراتها بصفتها الخاصة في مختلف القطاعات الاقتصادية والمناطق الجغرافية إقليمياً ودولياً.
أظهرت نتائج الاستبيان بشكل عام أن مشهد الشركات العائلية يعكس مستويات عالية ومذهلة من النشاط والتخطيط في طيف واسع من الأعمال. فقد ذكر 38% من المشاركين في الاستبيان أن شركاتهم العائلية قد انتهت من وضع خطة التحوّل، وبدأت الآن بتنفيذها، بينما أفاد 59% من المشاركين أن شركاتهم تعكف في الوقت الراهن على مناقشة استراتيجيات التحوّل لديها وتصميمها.
تعقيباً على نتائج الاستبيان، قال سكوت والان، الشريك المسؤول عن الاستشارات المالية للشركات العائلية في ديلويت الشرق الأوسط: ”لقد أمضت الشركات العائلية الشهور 18 الماضية في مناقشة وإعادة تقييم أولوياتها واستراتيجياتها حيث بقيت بعض المسائل المهمة مثل إدارة رأس المال العامل، وخفض التكاليف والمواهب تتصدر أجندة تلك المناقشات. وعلى ضوء النتائج الأولية لعملية التحوّل التي بدأ عدد من هذه الشركات بتنفيذها، تبيّن أن هذه الشركات تركز اهتمامها حالياً على ثلاثة مجالات رئيسية، هي: النمو والابتكار وتبسيط العمليات التشغيلية،“ وخلص سكوت إلى نظرة تفاؤلية حول مستقبل الشركات العائلية في المنطقة حيث قال: ”بعد اطلاعنا على الحجم الكبير من التخطيط والتنفيذ لعملية التحوّل التي شرعت هذه الشركات بتنفيذها، تبيّن لنا بوضوح أن منظومة الشركات العائلية في الشرق الأوسط قد بدأت بالفعل مرحلة جديدة من النمو بمعدلات سريعة.“
أوضحت نتائج الاستبيان عن جانبين يحتلان أهمية قصوى لدى الشركات العائلية في سعيها للمنافسة في مجال الاستثمارات، وهما: الرقمنة والموظفون حيث اصبح استمرار هذه الشركات في الاستثمار في مجال التحوّل الرقمي أمراً أساسياً للنجاح في أنشطتها الاستثمارية. فقد ذكر 21% من المشاركين أن شركاتهم قد خصصت أكثر من 20% من ميزانياتها لعمليات التحوّل الرقمي خلال السنوات القادمة.
من جانب آخر، كشفت نتائج الاستبيان عن مجموعة من المخاوف لدى الشركات العائلية. من جهة أولى، لا تزال المخاوف القديمة مثل أسعار النفط، والأوضاع الجيوسياسية، وتكلفة الاقتراض والضرائب تحتل صدارة تفكير وأولويات هذه الشركات. من جهة ثانية، بدأت مجموعة أخرى من المخاوف مثل التضخم وتغيير معنويات السوق تشغل اهتمام هذه الشركات. وجدد المشاركون التأكيد على أن إدارة رأس المال العامل وتقليص التكاليف لا تزال في مقدمة أولوياتهم مثلما كانت في السنة الماضية.
كذلك، أشار المشاركون في الاستبيان أن شركاتهم قد خصصت قسماً من مواردها لعمليات الاستحواذ والاندماج في الساحتين الإقليمية والدولية، وأنها تعيد تموضع محافظها الاستثمارية الحالية بشكل متزايد، وتعمل في الكثير من الحالات على تبسيط هذه المحافظ بحيث تتوافق مع التعديلات الحديثة على توجهها الاستراتيجي. كما أكد المشاركون على أن التقدم الحاصل في الميدان الرقمي والتكنولوجي والبيانات لا يزال يشكل الركيزة الأساسية في مسيرة التحوّل التي بدأتها الشركات العائلية في منطقة الشرق الأوسط.
من الاتجاهات المفاجئة التي كشفت عنها إجابات المشاركين مدى اتساع وتنوع القطاعات التي تخطط الشركات العائلية الاستثمار فيها وتصفية أعمالها فيها. فقد ذكر 78% من المشاركين أن شركاتهم سوف تضخ رؤوس أموال جديدة لتوظيفها في مزيج من الأنشطة الاستثمارية مثل حقوق الملكية، والديون والتمويل قصير الأجل.
كان من اللافت للانتباه في إجابات المشاركين في استبيان ديلويت الشرق الأوسط أن شركاتهم قد اتخذت إجراءات حاسمة مغايرة لنهجها السابق ’انتظر لنرى‘ حيث أفاد 72% من المشاركين أنهم يعطون الأولوية لاستملاك شركات جديدة تستجيب لاستراتيجياتهم المستقبلية. ويمثل هذا الاتجاه 45% من تجزئة أسهم هذه الشركات في بلدانها الأم، و 30% في منطقة الشرق الأوسط و 25% في دول العالم.
في هذا السياق، خلص دايفيد ستارك، الشريك المسؤول عن خدمات القطاع الخاص في ديلويت الشرق الأوسط بقوله: ”لقد وصلت الشركات العائلية الآن إلى لحظة مفصلية بدأت فيها تحصد ثمار النقاشات والتخطيط والتحليلات التي أجرتها خلال الشهور 18 الماضية لتصل بعدها إلى مستويات ربما غير مسبوقة في تاريخها من الاستعداد للمستقبل. وبموازاة ذلك، تنطوي البيئة التشغيلية الإقليمية على فرص غنية بعد أن بدأ العديد من الصناعات والبلدان بتنفيذ برامج التحوّل الرقمي، وظهرت مهارات جديدة على سطح مشهد الأعمال. لذلك، ليس غريباً أن نرى هذه الشركات العائلية تصيغ الآن خططاً متماسكة وتعمل على تنفيذها في سعيها لتحسين مستقبل أعمالها وما بعد ذلك بالفعل.“
لتنزيل كامل التقرير، يُرجى النقر هنا.
يُرجى ممن يرغب بمناقشة نتائج التقرير بمزيد من التفصيل الاتصال مع فريقنا المختص:
سكوت والان: الشريك المسؤول عن الاستشارات المالية للشركات العائلية في ديلويت الشرق الأوسط
ديفيد ستارك: مسؤول الاستثمارات الخاصة في ديلويت الشرق الأوسط
ريتشارد نان: الاستثمارات الخاصة، ديلويت الشرق الأوسط