الدبلوماسي الأمريكي السابق "مايكل بومبيو" يُسلّط الضوء على مستقبل أوكرانيا في جلسة نقاشية بمؤسسة قطر

شارك مايكل بومبيو، والذي يُعدُّ إحدى الشخصيات السياسية الأمريكية رفيعة المستوى، ووزير الخارجية الأمريكي الـ70 السابق، والرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وجهات نظره حيال القضايا الدولية المعاصرة، ومن بينها الحرب الدائرة في أوكرانيا، وذلك خلال حديثه في جلسة نقاشية عقدتها مؤسسة قطر ضمن سلسلة محاضرات المدينة التعليمية.
عُقدت الجلسة النقاشية في مكتبة قطر الوطنية بالمدينة التعليمية بعنوان" أمريكا: لا بُدّ من التحرّك لأجل السلام العالمي"، وحضرها سعادة السيد أندري كوزمينكو سفير أوكرانيا لدى الدولة، حيث قال لـ"بومبيو" أن:" أوكرانيا هي وطنُ المُحاربين، وهي وطنٌ مُسالم يرغب بالعيش في وئام مع العالم". وتوجه سعادة السفير الأوكراني بسؤال إلى بومبيو تناول كيفية منع وقوع أي تحديات مستقبلية في أوكرانيا كتلك التي تواجهها الآن؟
وقد أجاب بومبيو الذي شغل منصب وزير خارجة الولايات المتحدة الأمريكية من عام 2018 إلى 2021، ولعب دورًا محوريًا في صياغة السياسية الخارجية للبلاد:" هناك قدر هائل من العمل الذي يتوجب القيام به من أجل مساعدة أوكرانيا وإعادة الوضع كما كان عليه في الأسابيع الماضية. يتعين علينا القيام بذلك معًا من خلال الموارد العالمية وتعزيز الإنتاجية والإبداع على مستوى العالم ولفترة طويلة".
أضاف بومبيو: "أشعرُ بالقلق عندما تتراجع وتيرة الأخبار التلفزيونية المتعلقة بأوكرانيا، لأن هذا سيؤدي بالعالم إلى التوقف عن التفكير بمستقبلها، حيث ستتجه أنظار العالم إلى مشكلة جديدة في مكان آخر، وآمل ألّا يكون ذلك صحيحًا. فالدرس الذي لا بُدّ من تعلّمه هنا، أنه في حال تقاعس العالم عن إظهار ما يحدث في أوكرانيا من انتهاكات للمبادئ الإنسانية الأساسية، ستتوّلد المزيد من هذه الحالات حول العالم".
ورأى بومبيو في حديثه للحضور أن "الحنكة السياسية" هي الاستجابة العالمية المتوقعة لما يدور في أوكرانيا، وقال: "يجب أن يكون حجم المشاركة هائلًا من جميع الأطراف ومن كلّ مكان وذلك في مساعٍ عالمية مشتركة لإيجاد الطريقة التي تُساعد في الحدّ من الخسائر بالأرواح على الجانبين الروسي والأوكراني على حدّ سواء، ولا بُدّ من تجنّب الانتقال إلى مرحلة تصعيدية قد تكون مروعة".
في سياق حديثه عن المساعي الأمريكية من أجل السلام العالمي، أعرب بومبيو عن اعتقاده أنه من "شبه المستحيل" تحقيق الأهداف الأمريكية دون فهم تصوّر الآخرين عن المساعي الأمريكية. وقال مُشيرًا إلى الفترة التي تولّى فيها مهامه في وزارة الخارجية الأمريكية: "لطالما أدركنا أن دورنا هو أبعد من إيجاد أرضية مشتركة مع الآخرين، وأن أهدافنا تكمن في بناء العلاقات حول العالم، ونسج التحالفات مع الأفراد الذين لديهم تصوّرات مختلفة تمامًا في كيفية إدارة شؤون بلادهم. وقد عملنا بلا كللٍ لإيجاد الأرضية المشتركة التي تُمكننا من العمل على هذه الأهداف". وتابع بومبيو:" إنّ عملية إدراك الحقائق والإمكانات والأهداف تكمن في مراعاة مصالح الآخرين، وهذا ما يُتيح للعالم بناء غدٍ أفضل للشعوب".
وحول ضرورة فهم القضايا الدولية المعاصرة، قال بومبيو: "من الجيد أن يكون للمرء حسابًا على تويتر وتيك توك، حيث يُمكن للفرد التعلّم من هذه المنصات، ولكن لن يتمكّن الأفراد من فهم الأساسيات أو من إدراك إمكانية التغيير الذي قد يحدث في حياة كلّ فرد وعائلة ومجتمع وسيرورة الدول من خلال هذه المنصات وحدها".
وأضاف بومبيو:" التعلّم الأكثر عمقًا يكون باستكشاف أفكار المحافظين والليبراليين على حدّ سواء، والقراءة بتعمق على نطاق أوسع، وبما يتجاوز الـ180 حرف على هاتفك المحمول. كذلك يأتي التعلّم من مشاركة أفكارك مع أفرادٍ من ثقافات مختلفة واهتمامات متنوعة. هذه هي الطرق التي يُمكننا من خلالها المُضي قدمًا من أجل السلام العالمي".
تُعتبر هذه الجلسة النقاشية التي أدارها الدكتور ليزلي بال، العميد المؤسس لكلية السياسات العامة بجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، النسخة الأحدث من سلسلة محاضرات المدينة التعليمية، وهي منصة عالمية للحوار تستضيف فيها المؤسسة الخبراء وقادة الفكر، وتطرح الموضوعات والقضايا العالمية، وتتيح الفرصة لمختلف أفراد المجتمع حول العالم لمتابعتها والمشاركة بها.
لمزيد من المعلومات عن سلسلة محاضرات المدينة التعليمية، والاطلاع على الجلسات النقاشية المستقبلية، يمكن زيارة الرابط التالي: www.qf.org.qa/ecss
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.