أكد تقرير صادر عن موقع بيوت، البوابة العقارية الرائدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، أن السوق العقاري في أبوظبي حافظ على قدرته التنافسية خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2020، مع انخفاض متوسط أسعار العقارات المعروضة للبيع والإيجار بمعدلات تراوحت بين 1% إلى 6% في المناطق الأكثر طلباً مقارنة بالأسعار المسجلة خلال النصف الأخير من عام 2019 بالرغم من التحديات التي فرضها انتشار فيروس كورونا المستجد.
وأكد تقرير بيوت عن سوق عقارات أبوظبي للنصف الأول من 2020 أن أسعار العقارات في المناطق الأكثر طلباً في العاصمة لا تزال جاذبة للمستثمرين و المستأجرين على حد سواء، حيث شهدت أسعار العقارات انخفاضات طفيفة في معظم المناطق، مشيراً إلى أن المناطق الراقية مثل جزيرة الريم، شاطئ الراحة، جزيرة السعديات، وجزيرة ياس كانت الأكثر جذباً للمستثمرين الراغبين بشراء العقارات، فيما كانت مناطق الخالدية، مدينة خليفة أ، ومدينة محمد بن زايد الأعلى طلباً من قبل المستأجرين.
تأتي هذه النتائج لتتوافق مع البيانات الصادرة عن دائرة البلديات والنقل في أبوظبي، والتي أشارت بدورها إلى محافظة حركة سوق أبوظبي العقاري على نشاطها الملحوظ من خلال المعاملات العقارية المسجلة على الرغم من قيود التنقل التي شهدتها الإمارة خلال الأشهر الماضية. كما أكد تقرير الدائرة أن قيمة المعاملات العقارية في أبوظبي قد ارتفعت بنسبة 34% لتصل إلى 6.3 مليار درهم بنهاية أبريل 2020 من 2,617 معاملة، مقارنة بـ 4.6 مليار درهم تم تسجيلها من 1,840 صفقة خلال نفس الفترة من العام الماضي.
كما أفاد مسؤولون من دائرة البلديات والنقل أن حزم التحفيز التي أطلقتها حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة لمواجهة التداعيات الاقتصادية والحد من انتشار وباء فيروس كورونا كانت عاملاً رئيسياً في الحفاظ على حيوية وحركة سوق العقارات في أبوظبي.
وأشار تقرير بيوت كذلك إلى توجه المستثمرين والمستأجرين بشكل متزايد نحو المناطق التي تضم عروض عقارية متنوعة بأسعار وإيجارات تنافسية وعوائد استثمارية مجزية، بالإضافة إلى اهتمامهم بالمرافق والمنشآت الخدمية التي توفرها هذه المناطق.
وبالنظر إلى الشقق، أكد تقرير بيوت أن جزيرة الريم حافظت على مركزها كأكثر المناطق استقطاباً للمستثمرين الراغبين بشراء الشقق في أبوظبي، مشيراً إلى انخفاض متوسط سعر القدم المربع للشقق فيها بنسبة 2.9% من 998 درهم في نهاية النصف الثاني من 2019 إلى 970 درهم في النصف الأول من 2020. في حين استمرت الريف بكونها الأكثر استقطاباً لمشتري الفلل السكنية، والتي شهدت بدورها انخفاض متوسط سعر القدم المربع بنسبة 3.1% من 616 درهم إلى 596 درهم.
وأشار تقرير بيوت إلى أن منطقة الريف تصدرت قائمة المناطق ذات أعلى متوسط لعوائد الإيجار بالنسبة للفلل، والتي وصلت إلى نسبة 7.1%في حين ظلت منطقة الغدير هي الخيار الأفضل لشراء الشقق فيها، بمتوسط عائد استثماري عالي يقدر بـ 8.5%.
ومن ناحية أخرى، حافظت جزيرة الريم على مكانتها أيضاً متصدرةً قائمة أكثر المناطق طلباً لاستئجار الشقق تليها منطقة الخالدية. وكانت الإيجارات في جزيرة الريم قد شهدت استقراراً بشكل عام، حيث تراوح إيجار الشقق المكونة من غرفة نوم وغرفتي نوم بين 63 ألف درهم و90 ألف درهم على التوالي. في حين شهد إيجار الاستوديوهات انخفاضاً طفيفاً بمعدل 6.1% ليصل إلى 46 ألف درهم خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2020 بعدما كان عند معدل 49 ألف درهم في الأشهر الستة الأخيرة من 2019.
وظلت مناطق مدينة محمد بن زايد ومدينة خليفة أ الأكثر طلباً لاستئجار الفلل في أبوظبي خلال النصف الأول من عام 2020. ويذكر أن الإيجارات في هذه المناطق ظلت خلال هذه الفترة بأسعار في متناول المستأجرين، مما يعكس الطبيعة التنافسية للسوق. وشهدت إيجارات الفلل المكونة من 3 غرف نوم في مدينة محمد بن زايد انخفاضاً بنسبة 6.3% لتنخفض من 95 ألف درهم في النصف الثاني من 2019 إلى 89 ألف درهم إماراتي، في حين ظلت أسعار الفلل المكونة من 4 و5 غرف نوم ثابتة عند 121 ألف درهم إماراتي و143 ألف درهم إماراتي على التوالي.
ونوه التقرير إلى مواصلة المشاريع قيد التنفيذ في مناطق التملك الحر مثل جزيرة ياس، جزيرة الريم، جزيرة السعديات، وجزيرة المارية في جذب اهتمام المستثمرين والمشترين المحتملين. ومن الجدير بالذكر أن مشروعي ياس ايكرز الواقع في جزيرة ياس وجواهر السعديات في جزيرة السعديات كانا الأكثر طلباً من قبل المشترين الراغبين بشراء الفلل، في حين كان كل من مشروع شمس أبوظبي في جزيرة الريم، المارية فيستا في جزيرة المارية، ذا جيت في مدينة مصدر هم الأكثر بحثاً على الموقع من قبل المستخدمين الباحثين عن شقق فاخرة قيد الإنشاء للبيع بحسب تقرير بيوت.
وتعليقاً على نتائج التقرير، قال حيدر علي خان، الرئيس التنفيذي لموقع بيوت: "نجح السوق العقاري في أبوظبي بالحفاظ على ثباته وحيويته رغم التحديات والتداعيات غير المسبوقة التي تسبب بها وباء فيروس كورونا المستجد، ويعود بذلك الفضل إلى توجيهات القيادة الرشيدة والإجراءات الاحترازية الأولية التي اتخذتها الحكومة وتداركت من خلالها الموقف في الوقت المناسب، بالإضافة إلى الحزم الاقتصادية التي قدمتها لدعم المُلاك والمستأجرين، مما أدى إلى ظهور مؤشرات إيجابية تثبت قابلية تعافي السوق العقاري وتبين مدى تكيفه مع الوضع الراهن. لقد أظهرت البيانات الصادرة عن دائرة البلديات والنقل زيادةً ملحوظة في المعاملات العقارية المسجلة خلال شهر أبريل الماضي بقيمة تجاوزت 6 مليار درهم، الأمر الذي تزامن مع زيادة عمليات البحث والطلب على العقارات المسجلة على موقع بيوت خلال الفترة ذاتها. كما وصل إجمالي عمليات البحث على العقارات في أبوظبي إلى ما يقارب 5 ملايين عملية بحث خلال الشهرين الماضيين، الأمر الذي يعكس بدوره الاهتمام المتزايد بسوق العقارات في العاصمة. وبالرغم من أن التنقل بين الإمارات لم يعد إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا، إلا أن عدم وجود قيود تمنع الانتقال إلى منازل أو أماكن إقامة جديدة ساهم بتسهيل هذه العملية أمام المشترين والمستأجرين لإيجاد فرص استثمارية جيدة والاستفادة منها."
واختتم حيدر علي خان: "مع تعافي سوق أبوظبي العقاري بشكل أكبر في الفترة المقبلة، فإنه من المرجح أن نلحظ تزايد مستمر على الطلب على العقارات، وسيعود ذلك إلى إقبال المزيد من المستثمرين والمستأجرين الذين يسعون نحو استغلال الفرص الواعدة التي توفرها سوق العاصمة."
للمزيد من التفاصيل، يمكنكم الاطلاع على تقرير بيوت عن سوق عقارات أبوظبي للنصف الأول 2020
