تقرير من ديلويت وهيئة "تقييم" حول قيمة الأصول غير الملموسة في تقييم الشركات

أصدرت ديلويت الشرق الأوسط والهيئة السعودية للمقيّمين المعتمدين "تقييم" تقريراً جديداً يسلط الضوء على الأصول غير الملموسة في المملكة العربية السعودية ومساهمتها المتزايدة في مجموع قيمة قطاع الأعمال. يدرس التقرير الاتجاهات الرئيسية لهذه الأصول بالاستناد إلى مؤشر وكالة ستاندارد وبورز 500 خلال العقود الثلاثة الماضية، ويتتبع حركة انتقال مؤشر الوكالة نفسها من شركات الصناعات الثقيلة ذات القاعدة الضخمة من الأصول غير الملموسة إلى شركات أكثر اهتماماً بالمعلومات والأصول غير الملموسة، وبرزت شركات الاتصالات والإعلام والرعاية الصحية، كأكثر القطاعات التي تشّكل أصولها غير الملموسة جزء كبير من قيمتها السوقية.
علاوة على ذلك، يقدم تقرير ديلويت تحليلاً مقارناً مع مؤشر السوق المالية السعودية ”تداول“ ليخلص إلى أن اقتصاد المملكة العربية السعودية بدأ يشهد انتقالاً مماثلاً. ويدعم تقرير ديلويت هذه النتيجة باستعراض لمجموعة مختارة من حركة التعاملات الأخيرة في دول المنطقة والتي تشير بوضوح إلى تنامي دور الأصول غير الملموسة كمساهم رئيسي في قيمة قطاع الأعمال في المنطقة.
وتعقيباً على هذه النتائج، قال محمد الأعرج، مدير في قطاع الاستشارات المالية في ديلويت الشرق الأوسط وعضو معتمد في ”تقييم“: ”لقد شهدت السنوات القليلة الماضية نمواً ملحوظاً في مساهمة الأصول غير الملموسة والسمعة التجارية في قيمة قطاع الأعمال، وخير دليل على ذلك عملية الاستحواذ الضخمة التي شهدتها المنطقة مؤخراً بعد استحواذ أمازون دوت كوم على ”سوق دوت كوم“ حيث لم تكن قيمة هذه الصفقة البالغة 672 مليون دولار سوى ثمناً مقابل الأصول غير الملموسة والسمعة التجارية الجيدة. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الإعلان عن قيمة هذه الأصول الملموسة بتاريخ سريان عملية الاستحواذ لا يعني البتة أن قيمة هذه الأصول لم تكن موجودة من قبل ذلك التاريخ، ولكن في الحقيقة كانت قيمتها قد بدأت تتشكل وتنمو مع مرور الأيام مع توفير المساندة والحماية لها على مدار عدة سنوات حتى جاء تقديرها يوم تنفيذ هذه الصفقة لأغراض إعداد التقارير المالية.“
ومن المتوقع أن يتواصل ازدياد اهتمام الأطراف المعنية، بما في ذلك الإدارات والمساهمين والجهات المختصة بالأصول غير الملموسة في المستقبل القريب بعد أن تحوّل تطوير الأصول غير الملموسة وتنميتها وحمايتها إلى حجر الأساس لتأسيس شركات ناجحة وزيادة رأس المال.
يوصي تقرير ديلويت الشركات الراغبة بتحفيز فوائدها من الأصول غير الملموسة باتباع النهج التالي الذي يتألف من ثلاث مراحل:
- المرحلة الأولية (التشخيص والقياس): تحديد الأصول التي تمتلكها وتقييم قيمتها، إذ من الملاحظ أن 52% من هذه الشركات لم تحقق أي تقدم بعد هذه المرحلة.
- مرحلة السيطرة والتحكم (الانخراط وخلق القيمة): انخراط المسؤولين البارزين في الشركة في إدارة الأصول غير الملموسة والمؤشرات غير المالية المرتبطة بنتائج الأعمال وذلك بغرض خلق القيمة. أظهر تحليل ديلويت أن 45% فقط من الشركات قد وصلت إلى هذه المرحلة.
- المرحلة المتقدمة (التمايز): تستطيع الشركات أن تدمج إعداد استراتيجيات متميزة والاستفادة من الأصول غير الملموسة في صلب أعمالها. أظهر تحليل ديلويت أن 3% فقط من الشركات قد وصلت إلى هذه المرحلة.
وتابع محمد الأعرج قائلاً: ”نشهد الآن ارتفاعاً في عدد الأطراف المعنية من دول مجلس التعاون الخليجي الذين يطلبون تحليل الأسعار ما قبل عملية الاستحواذ / الشراء حيث سبق لنا أن عملنا مع بعضهم في المملكة العربية السعودية. وهذا يشير بوضوح إلى رغبة المستثمرين بالحصول على معرفة مسبقة عن الأصول غير الملموسة التي سيدفعون ثمنها وقيمة هذه الأصول في الشركات التي يستهدفون شراءها. وهذا ما يفسر الدفعات المقدمة التي تزيد عن سعر الشراء المقترح التي يدفعها هؤلاء المستثمرين.“
من جهته، تناول سلطان الجريس، الأمين العام لـ”تقييم“، هذا الموضوع من وجهة نظر الجهات المنظمة حيث قال: ”مع ازدياد أهمية الأصول غير الملموسة في اقتصاديات العالم المعاصر، أصبحت الحاجة لوجود معايير تقييم أمراً ملحّاً لهذا الغرض، وضعت ”تقييم“ هيكلاً قوياً لتقدير قيمة الأصول غير الملموسة، كما تبنت المعايير المعترف بها دولياً التي وضعها مجلس معايير التقييم الدولية (IVSC)، وقد أسفر ذلك عن تعزيز الشفافية والثقة في الاقتصاد السعودي. وهذا من شأنه المساهمة في تنفيذ برنامج تنمية القطاع المالي الذي يشكل أحد الركائز الحيوية لتحقيق رؤية 2030.“
للاطلاع على التقرير، يُرجى النقر هنا