حماية التراث السمعي والبصري العربي في أمسية ثقافية بالمكتبة الوطنية

احتفت مكتبة قطر الوطنية بالقيمة الرفيعة للتراث السمعي والبصري الفريد لدولة قطر والعالم العربي في أمسية ثقافية بالشراكة مع كلية لندن الجامعية في قطر والمكتبة البريطانية ومؤسسة قطر كان عنوانها "قبل فوات الأوان: حماية التراث السمعي والبصري العربي والحفاظ عليه".
أكدت الأمسية، التي أقيمت بمناسبة اليوم العالمي للتراث السمعي والبصري، الحاجة الملحة والأهمية البالغة للحفاظ على موادنا السمعية والبصرية، مثل التسجيلات الصوتية والصور المتحركة، وضرورة التعاون من أجل استكشاف الحلول والجهود المتاحة على نطاق واسع للتعاون والاستفادة من الخبرات والتجارب المشتركة لحفظه من الاندثار والضياع.
تضمنت الأمسية محاضرة بعنوان "الخليج والتراث السمعي البصري العربي: الأهمية العاجلة للحفظ والوسائل المتاحة"، قدمها السيد حازم جمجوم، منظم ومشرف المحتوى المسموع وأخصائي الفهرسة بالمكتبة البريطانية، الذي حكى قصة واحد من أكبر مشاريع الرقمنة الصوتية وأكثرها طموحًا في العالم، ثم ناقش بعد ذلك إمكانية تطبيق هذا النموذج لإنقاذ التراث السمعي العربي.
أعقب المحاضرة ندوة نقاشية بعنوان "الحفاظ على تراثنا السمعي البصري: التحديات والفرص" بمشاركة الإعلامية شايعة الفاضل، المذيعة البارزة في الإذاعة والتلفزيون، والمذيع عبدالسلام جادالله، مقدم ورئيس البرامج في صوت الخليج، والسيدة باميلا إرسكين لوفتوس، مدير متحف "مجلس الإعلام" في جامعة نورثويسترن في قطر.
ومن جمهور المحاضرة، علق قاسم محمد قاسم قائلًا: "قلما تتناول مؤسسة ثقافية قضية حفظ التراث السمعي والبصري، وهذا ما حمسني لهذه المحاضرة المهمة في المكتبة لأنها تسلط الضوء على المخاطر المحدقة بالتراث السمعي البصري خلال السنوات العشر أو العشرين المقبلة، وهي مخاطر لا يدرك إلحاحها وأهميتها الكثيرون. ويجب علينا الإسراع بحفظ هذا التراث ورقمنته حتى يتسنى لأجيال المستقبل مشاهدة هذا التراث الثقافي القيم والاطلاع عليه، وكل التحية والتقدير للمكتبة لأنها كانت من المؤسسات المبادرة لطرح هذه القضية المحورية".
وقال عبد الرحمن بلحاج، من رواد المكتبة الذين حضروا المحاضرة: "أشكر المكتبة لتنظيم هذه المحاضرة التي كانت ثرية بالمعلومات المهمة حول التراث السمعي والبصري، وجعلت الحاضرين يدركون مدى التحديات التي تهدد هذا التراث الثمين سواء في قطر أو في العالم العربي. ولعل هذه المحاضرة تؤدي إلى إسراع الخطى في حشد الجهود الرامية لصون تراثنا وتاريخنا بكافة وسائله ووسائطه: المطبوعة والمسموعة والمرئية".
خلفية عامة
مكتبة قطر الوطنية
تضطلع مكتبة قطر الوطنية بمسؤولية الحفاظ على التراث الوطني لدولة قطر من خلال جمع التراث والتاريخ المكتوب الخاص بالدولة والمحافظة عليه وإتاحته للجميع. ومن خلال وظيفتها كمكتبة بحثية لديها مكتبة تراثية متميزة، تقوم المكتبة بنشر وتعزيز رؤية عالمية أعمق لتاريخ وثقافة منطقة الخليج العربي. وانطلاقاً من وظيفتها كمكتبة عامة، تتيح مكتبة قطر الوطنية لجميع المواطنين والمقيمين في دولة قطر فرصاً متكافئة في الاستفادة من مرافقها وتجهيزاتها وخدماتها التي تدعم الإبداع والاستقلال في اتخاذ القرار لدى روادها وتنمية معارفهم الثقافية. ومن خلال نهوضها بكل هذه الوظائف تتبوأ المكتبة دوراً ريادياً في قطاع المكتبات والتراث الثقافي في الدولة.
وتدعم مكتبة قطر الوطنية مسيرة دولة قطر في الانتقال من الاعتماد على الموارد الطبيعية إلى تنويع مصادر الاقتصاد والحفاظ على استدامته، وذلك من خلال إتاحة المصادر المعرفية اللازمة للطلبة والباحثين وكل من يعيش على أرض دولة قطر على حدٍ سواء لتعزيز فرص التعلُّم مدى الحياة، وتمكين الأفراد والمجتمع، والمساهمة في توفير مستقبل أفضل للجميع. وقد تفضلت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، بالإعلان عن مشروع مكتبة قطر الوطنية في 19 نوفمبر 2012. وكان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، قد تفضل بإصدار قرار أميري بإنشاء مكتبة قطر الوطنية بتاريخ 20 مارس2018.