خبراء في الطب يؤكدون وجود فجوات في المساواة العرقية في أنظمة الرعاية الصحية

تؤثر العنصرية المؤسسية سلبًا على الصحة الجسدية والعقلية، وعلى المجتمعات الطبية في جميع أنحاء العالم أن تبذل جهدًا كبيرًا في المستقبل لتصحيح تلك الاختلالات، هذا ما أكّده الخبراء في الحلقة الخاصة من برنامج #DearWorldLive التابع لمناظرات الدوحة من مؤسسة قطر، وذلك خلال مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش" لعام 2020.
شدد الخبراء المتحدثون على أن المواجهة العالمية لجائحة كوفيد-19، أظهرت مرة أخرى أن أصحاب البشرة الداكنة والأقليات غالبًا ما يتلقون علاجًا طبيًا أدنى من الرعاية الصحية المقدمة للأغلبية أصحاب البشرة البيضاء.
وقالت الدكتورة ماتشيديسو مويتي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في إفريقيا، والمولودة في بوتسوانا: "إن وباء كوفيد-19 لم يسلط الضوء على حالات عدم المساواة وتفاقمها فحسب، بل سيزيدها سوءًا في المستقبل".
وحثت الدكتورة مويتي قادة العالم على المساعدة في تصحيح تلك التفاوتات من خلال ضمان أن يكون الأشخاص الأكثر عرضة للخطر في الجنوب العالمي من بين أول من يتلقون لقاح فيروس كورونا. وأضافت "نأمل أن يتم أخذ الفئات المستضعفة في الاعتبار عندما تقوم تلك الدول بتحديد أولوية الحصول على اللقاح".
من جانبه، دعا الدكتور كامران عباسي، المحرر التنفيذي للمجلة الطبية البريطانية، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الاختلالات العرقية في الرعاية الصحية. وقال: " كل نظام صحي يواجه ضغوطات، وفي أوقات كهذه، تتفاقم عدم المساواة، وللأسف فقد زادت سوءًا مع انتشار هذا الوباء، لأن الكثير من الأشخاص الذين كانوا عرضة للخطر خلال محاولتهم إنقاذ الأرواح هم من مجتمعات الأقليات".
كما دعا الدكتور عباسي الحكومة وقادة الرعاية الصحية إلى اتخاذ إجراءات تصحيحية. وقال: "من الواضح أننا نعلم أن الأقليات تتأثر سلبًا. الحكومات لديها تلك البيانات، والخدمات الصحية لديها تلك البيانات، لكنها لا تتخذ الإجراءات وفقًا لهذه البيانات. إنهم لا يتخذون الإجراءات الفورية اللازمة لمعالجة عدم المساواة العرقية في الرعاية الصحية".
بدورها، قالت دورين مورا موراشا، وهي مواطنة كينية: "إن جائحة فيروس كورونا تذكرنا بعدم المساواة التي يعاني منها السود والأقليات المصابة بفيروس نقص المناعة البشرية. يعاني المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية حاليًا من وصمة العار والتمييز، وقد رأينا كيف أن جائحة كوفيد-19 بدأت تشهد وصمة مشابهة. تشعر وكأنك غير مقبول من المجتمع لأنك قد تكون مصابًا بكوفيد".
وأضافت موراشا، التي أسست مبادرة "أنا قصة جميلة" للدعوة إلى مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية: "أشعر أن أفريقيا قد تتخلف مرة أخرى عن الركب، أو قد يتم تجربة أساليب غير مجدية أو لا تؤثر على النحو المطلوب".
من جهتها، اتفقت خديجة أوسو، طالبة الطب في المملكة المتحدة التي أسست منظمة "مسعفو الميلانين" غير الربحية، مع المتحاورين على ضرورة بذل جهود أكبر لمعالجة عدم المساواة العرقية في الرعاية الصحية.
وقالت: "سيكون هذا طريقًا طويلاً لاكتساب نوع من الحياة الطبيعية. يجب أن يحدث التغيير على المستوى الحكومي ولكن أيضًا في أنظمة الرعاية الصحية لدينا." ودعت إلى مزيد من التنوع في القيادة لمواجهة التحديات. مضيفةً: "التمثيل هو أحد القضايا الرئيسية الموجودة في الطب اليوم".
شاهد الحلقة مباشرة أكثر من 400 ألف مشاهد حول العالم، قد سُجلت أعلى نسبة مشاهدة للعرض المباشر من البرازيل وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية والأرجنتين والفلبين.
يمكن مشاهدة هذه الحلقة وكافة مقاطع الفيديو عند الطلب عبر صفحات مناظرات الدوحة على تويتر، فيسبوك، تويتش، ويوتيوب، وعبر DohaDebates.com/DearWorldLive
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.