خبراء في مؤسسة قطر يناقشون تساؤلات الأُسر "طفلي من ذوي التوحد، هل سيتغير سلوكه حين يكبر؟"
أكد خبراء في مؤسسة قطر أن طيف التوحد هو اضطراب لا علاج له، بل حالة تستمر مدى الحياة، ولكن يمكن للتدخل المبكر أن يحسن من النتائج على المدى البعيد. كان ذلك خلال ندوة افتراضية عقدت مؤخرًا بعنوان:""التوحد: الأمراض المصاحبة والتحديات السلوكية".
تم عقد الندوة كجزء من سلسلة نقاشات مشتركة حول التوحد والتي تقام على مدار شهر أبريل - وهو شهر التوعية بالتوحد - حيث جمعت خبراء من جميع أنحاء مؤسسة قطر لتسليط الضوء على اضطراب النمو الذي، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يؤثر على طفل واحد من كل 100 طفل حول العالم.
قالت كيمبرلي هندون، أخصائي التوحد واستشاري السلوك في مركز التعلّم، عضو التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر:" من أكثر التحديات التي تواجهنا نحن الخبراء، هو سؤال أولياء أمور الأطفال من ذوي التوحّد عن علاج يمكن أن يجعل أطفالهم كبقية الأطفال، فأسئلة مثل:" متى سيتوقف طفلي عن القيام بهذا السلوك؟ هل سيتغير سلوكه بشكل كامل حين يكبر؟ هي أسئلة لا نملك أي إجابة لها، ونحن نرجو من الجميع تفهّم أنه لا يوجد علاج للتوحد".
ولكن وفقًا للخبراء، يلعب التشخيص المبكر والتدخل دورًا كبيرًا في التأثير على الحالة بشكل إيجابي. وقال الدكتور فؤاد الشعبان، عالم أول بمركز بحوث الاضطرابات العصبية بمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، التابع لجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر:"كلما تم تشخيص اضطراب طيف التوحد مبكرًا، كانت النتائج أفضل". وأضاف:" على الرغم من صعوبة تشخيص الحالة خلال السنة الأولى من العمر، إلا أن ذلك ممكن، وفي حال تم تشخيص الطفل دون سن الثانية، فهذا يمنحه فرصة أكبر للتدخل والعلاج".
وبدورها، أكدت كيمبرلي هندون على دور التدخل المبكر قائلة:" يعزز التدخل المبكر فرص تحقيق أقصى قدر من نتائج العلاج، وتوفير كافة الاحتياجات التي قد يحتاجها الطفل من ذوي التوحد، والتشخيص المناسب لا يقل أهمية عن التدخل المبكر". وأوضحت أن لكل طفل احتياجات مختلفة، لذا فإن الأمر يتعلق بتقييم ما يحتاجه الطفل من حيث الخدمات والعلاجات وخطط المراقبة المستمرة، لأنه مع تقدم الطفل في العلاج، ستظهر سلوكيات جديدة، وأحيانًا قد تتراجع".
وأضافت هندون أن خطط التطوير ستتغير مع تقدم الطفل في السن، حيث تختلف المهارات الاجتماعية في رياض الأطفال تمامًا عن المهارات في مستوى الصف الثاني عشر عندما ينتقل الشاب إلى الحياة العملية خارج المدرسة. وأردفت:" إذا لاحظت أن علاجًا معينًا لا يعمل، أو إذا كنت لا ترى أي تغيير أو تحسن، فلا تتراجع بل قم بتجربة علاجات أخرى، لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع".
من بين المدارس التي تندرج تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، تُعنى أكاديمية ريناد المتخصصة بالطلاب من ذوي التوحد، وتدعم أكاديمية العوسج الطلاب ممن لديهم احتياجات تعليمية معينة.
لمزيد من المعلومات حول هذه المدارس وغيرها من مدارس مؤسسة قطر، الرجاء زيارة www.qf.org.qa/education/pre-university
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.