خبراء من TED بالعربي يؤكدون قدرة لغة الضاد الهائلة على التكيف والإبداع

بيان صحفي
تاريخ النشر: 26 أكتوبر 2022 - 07:19 GMT

خبراء من TED بالعربي يؤكدون قدرة لغة الضاد الهائلة على التكيف والإبداع
خلال الحدث
أبرز العناوين
عندما تجتمع نخبة من متحدثي TED بالعربي ومعهم نشطاء تربويون من مختلف البلدان العربية، في مكان واحد ويتحدثون لغة واحدة، لإيصال آرائهم وأفكارهم وتقاسم مهاراتهم وتجاربهم مع الجمهور العالمي الواسع

عندما تجتمع نخبة من متحدثي TED بالعربي ومعهم نشطاء تربويون من مختلف البلدان العربية، في مكان واحد ويتحدثون لغة واحدة، لإيصال آرائهم وأفكارهم وتقاسم مهاراتهم وتجاربهم مع الجمهور العالمي الواسع، فإن ذلك يعكس الأدوار الطلائعية التي تقوم بها مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع في سبيل النهوض باللغة العربية وفق مقاربة شمولية، ومن جهة أخرى، يُسلط الضوء على قدرة لغة الضاد الهائلة في التكيف والإبداع بمختلف الموضوعات العلمية والأدبية والشعرية.

من هذا المنطلق، شهدت الفعالية الإقليمية لـ TED بالعربي التي نظّمتها مؤسسة قطر واستضافتها جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية في ابن جرير بالمغرب، عدد من ورشات العمل التفاعلية الجلسات النقاشية التي سلطت الضوء على ثراء اللغة العربية باعتبارها واحدة من العناصر الأساسية التي توحد تاريخ وإرث وحضارة العرب، وتُبيّن سماتها وخصائصها التي تجعل منها لغة حية ومتطورة ومواكبة لروح العصر.

وفي هذا الصدد، قالت موزه خالد الهاجري، من جامعة جورجتاون في قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر، "لطالما كانت مؤسسة قطر رائدة في الشراكات الدولية، وأن تعاونها مع TED لإطلاق منصة TED بالعربي أتاحت للشباب العربي فرصة لإيصال وسرد قصص رائعة عن نجاح باحثين وخبراء عرب في مجالات عملهم المختلفة". وأضافت أن: "الشباب يؤمن بأهمية اللغة العربية كحجر أساس في هويتنا، وأن أي تغيير نريد أن نصنعه في العالم يجب أن يكون مرتكزًا على هويةٍ متجذرة".

وأضافت الهاجري، التي توّلت تقديم الكلمة الرئيسية للفعالية، أن "المؤتمر مكّننا كطلاب وباحثين من مختلف الدول العربية الأخرى من مناقشة أفكارنا وهمومنا حول اللغة العربية، وإنشاء شبكات اجتماعية مثمرة ستساعدنا على المضي قدمًا في الخطوات القادمة".

من جانبها، قالت الكاتبة والشاعرة اللبنانية والمناصرة لاستخدام اللغة العربية، سوزان تلحوق، إن:"الشراكة التي تجمع مؤسسة قطر وTED تكتسي أهمية كبرى لكونها تبني الجسور مع الشباب وتعطيه الأمل في تحقيق النجاح الذي ينشده عبر مشاركة فكرته وتجربته مع الناطقين باللغة العربية في مختلف أنحاء العالم".

وعن الطرح القائل بأن اللغة العربية باتت تواجه صعوبة في مواكبة التطور المطرد الذي يعرفه مجال العلوم والعالم الرقمي، قالت سوزان: "أرى أن تحديد دور اللغة في مجال معين هو أمر خاطئ ويحيل على ثقافة الإلغاء التي تعوّد البعض عليها"، لافتة إلى أن هناك ثمة مجالات يمكن للغة العربية أن تبدع فيها، من قبيل الشعر والمسرح والأدب والعلوم الإنسانية.

وتساءلت المتحدثة قائلة: "لماذا نقتصر فقط على أهمية مواكبة اللغة العربية للعلوم التي تبقى، برأيها، محدودة المدى، بينما لغتنا تعبر عن أشياء لامتناهية".

وبخصوص تأثير اللهجات العربية على تطوير اللغة العربية، أشارت المتحدثة إلى أن "التصور القائم على محو اللهجات - إنْ نحن أردنا تطوير اللغة العربية الفصحى - هو أمر لا يستقيم وغير قابل للتطبيق". ولفتت إلى أن هذه اللهجات تدخل ضمن الموروث الثقافي لكل بلد على حدة وأن "لهجاتنا تستطيع أن تتعايش مع الفصحى، على نفس النحو الذي تعايش فيه الأدب مع العلوم - قديمًا وحديثًا".

من جهته، قال الدكتور السوري شارل مهند ملك، باحث في علم الأحياء الجزيئي والخلية وعلم الأورام، "إن التطور الذي تشهده اللغة العربية على مستوى الأدب والعلوم الإنسانية والفن دليل على أن هذه اللغة قادرة أيضًا على أن تحقق ذات التقدم في المجال العلمي، وهو ما يفنّد الادعاء بأن "اللغة العربية لغة متحجّرة".

وأبرز ملك أن الشراكة بين مؤسسة قطر وTED تبقى محطة مهمة في سبيل الارتقاء باللغة العربية، مضيفًا أن هذه المنصة تتيح لكل شخص طموح التعريف بشخصه وعمله وفكره ليوصله إلى عدد لا محدود من الناس، مشيرًا إلى أن هذا المسار ينبغي أن تعززه الرغبة القوية في التغيير، مرورًا بالبحث عن الأفكار الملهمة المؤدية إلى هذا التغيير.

من جهته، قال مدير مدرسة الهندسة المعمارية والتخطيط العمراني والتصميم في جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، الأكاديمي حسن رضوان، إن إتقان اللغة العربية يبقى من الركائز الكبرى لتفوق الطلاب، بما يبقيهم على دِراية بموروثهم الحضاري. وأضاف أن الجامعة تضطلع بدور أساسي في تنمية محيطها سواء الثقافي والعمراني أو الاجتماعي، وذلك عبر الانخراط في مشروعات استراتيجية تنمي الهوية العربية.

وأضاف أن الاستثمار في البحوث العلمية على المستوى العربي والدولي يُعد من بين أهم أسس نجاح الجامعات العربية، لافتًا إلى أنه رغم تعدد اللغات المستخدمة، فإن توجه الجامعات المغربية متعمق في الحضارة والهوية العربية والإفريقية المنفتحة على الحضارات والثقافات الأخرى، سواء كانت محلية أو إقليمية.

أما محمد عبد الرحيم الجناحي، مُصمم تعليم محترف بمعهد التطوير التربوي التابع لمؤسسة قطر، فقد أكد أن فعالية TED بالعربي باتت مبادرة رائدة تتيح للعقول العربية مساحة لنشر أفكارهم والمساهمة في الحراك الثقافي والعلمي على الصعيد الدولي.

وأعرب المُتحدث عن سعادته بالمشاركة في الفعالية الإقليمية الثالثة لـ TED بالعربي، التي مكّنته من التعرّف على عدد كبير من الطلبة والخريجين من مختلف الدول. وأوضح أن ورشة العمل التي أدارها تمحورت حول تسليط الضوء على نشأة قواعد النحو وبُحور الشعر العربي، مع الحرص على تبسيط هذه القواعد للحضور ليزرع فيهم حب هذا النوع من الأدب. وقال: "لقد أدهشني تفاعل الحاضرين واستطاعة عدد منهم إبداع أبيات شعرية في نهاية الورشة"، مضيفًا أن الحضور كان هو النجم الحقيقي لهذه الفعالية الأدبية، وأنه "بالرغم من اختلاف لهجاتنا المحلية بشكل كبير، إلا أن العربية الفصحى جمعتنا وألفت بين قلوبنا وألسنتنا."

من جانبه، أبرز محمد سلمان علي، مدرب مناظرات في مناظرات قطر، أن ورشة العمل التي أشرف عليها تمحورت حول مهارات الاقناع والتأثير، مشيرًا إلى أنها لاقت تجاوبًا كبيرًا مع الحضور الذي حرص على التفاعل مع فقراتها من خلال ابداء الرأي ومشاركة الأفكار.

وشدّد على أن هذه الورشة استهدفت تعريف الطلاب بمهارات التقديم الأساسية وطرق الاستحواذ على اهتمام الجمهور، لا سيّما في المناقشات الحاسمة، وبالأدوات الواجب توفرها في سبيل الوصول إلى هذه النتيجة.

أما ورشة العمل التي أدارتها فاطمة المهدي، مدير تنظيم شؤون الطلاب في التعليم ما قبل الجامعي ورئيسة برنامج "ثيمن قطر" الذي يحاكي أدوار الجمعية العامة للأمم المتحدة، فقد تمحورت حول أهمية استكشاف أنفسنا كمواطني البلدان العربية، على أن يطال هذا الاستكشاف أيضًا أشقاءنا في البلدان المجاورة لنحكي عن قصصنا وتراثنا من موسيقى وفن وشعر. ولفتت إلى أن المعلومات المتاحة عبر محركات البحث تنقصها الكثير من الدقة بشأن ما يقال ويكتب عن البلدان العربية.

وعلى سبيل المقارنة التكاملية، قالت المهدي إنه "إذا كانت منصة TED تحكي القصص الملهمة عن التعليم، من جهة، وعن التكنولوجيا، من جهة أخرى، فإن مؤسسة قطر تُعلّم، وفي نفس الوقت، تنخرط في مشروعات تكنولوجية رائدة على أرض الواقع".

في سياق متصل، أعرب العديد من الطلاب العرب الذي حضروا الفعالية برعاية متاحف قطر أن دولة قطر تبذل جهودًا كبيرة من أجل الحفاظ على اللغة العربية على المستويات الأكاديمية والتعليمية والبحثية. وأشادوا بالشراكة التي تجمع بين مؤسسة قطر وTED التي أتاحت لهم التعرف على ثقافات وطلاب من بلدان أخرى شقيقة، وأن ما يجمعهم هو "هاجس اللغة العربية وسبل الارتقاء بها."

وأكدوا أنهم تعرفوا أيضًا على العديد من المتحدثين والخبراء الذين سردوا لهم قصص نجاح رائعة توضح كيف حققوا أهدافهم في الحياة، مع الحرص على ربط اللغة العربية بمجالات اهتمامهم.

والجدير بالذكر أن هذه الفعالية الثالثة التي استضافتها المملكة المغربية تندرج ضمن سلسلة فعاليات TED بالعربي الإقليمية التي تسبق الفعالية الرئيسية المقرر انعقادها بالدوحة، عاصمة دولة قطر، في مارس 2023، والتي ستضم 16 متحدثًا ومتحدثة من العالم الناطق باللغة العربية، ممن سيتم اختيارهم عبر منصة "شارك أفكارك مع TED بالعربي". فرصة التقديم متاحة إلى غاية 31 أكتوبر 2022 لأي شخص قادر على مشاركة فكرته باللغة العربية، وذلك من خلال الرابط التالي:

https://tedinarabic.ted.com/ideasearch/ar/

 

خلفية عامة

مؤسسة قطر

تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.

توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.

اشتراكات البيانات الصحفية


Signal PressWire is the world’s largest independent Middle East PR distribution service.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن