خبراء يناقشون كيفية مساهمة المدن في الحلول المناخية خلال ندوة عقدتها مؤسسة قطر في منتدى الدوحة

بيان صحفي
تاريخ النشر: 29 مارس 2022 - 10:51 GMT

خبراء يناقشون كيفية مساهمة المدن في الحلول المناخية خلال ندوة عقدتها مؤسسة قطر في منتدى الدوحة
خلال الحدث
أبرز العناوين
تم تسليط الضوء على أهمية تبنّي المدن لنظرة شمولية لمفهوم الاستدامة، والعمل جنبًا إلى جنب مع الطبيعة بدلاً من العمل ضدها، وذلك خلال نقاش رفيع المستوى نظمته مؤسسة قطر في منتدى الدوحة السنوي.

تم تسليط الضوء على أهمية تبنّي المدن لنظرة شمولية لمفهوم الاستدامة، والعمل جنبًا إلى جنب مع الطبيعة بدلاً من العمل ضدها، وذلك خلال نقاش رفيع المستوى نظمته مؤسسة قطر في منتدى الدوحة السنوي.

أدار النقاش بعنوان "بناء نموذج استدامة جديد"، الدكتور غونزالو كاسترو دي لا ماتا، المدير التنفيذي لمركز "إرثنا – مركزٌ لمستقبل مستدام"، وهو مركز غير ربحيّ، أسسته مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، تتمحور مهامه حول وضع السياسات وإسداء المشورة وتحقيق التأثير المنشود في مجال الاستدامة على المستويين المحلي والدولي. وكان من بين المتحدثين سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر بن أحمد بن علي آل ثاني، وزير البيئة والتغيّر المناخي.

وفي معرض حديثه عن الإجراءات الملموسة التي اتخذتها دولة قطر للحد من انبعاثاتها وزيادة استدامتها، قال سعادة الشيخ الدكتور فالح آل ثاني: "نجحنا في خفض حرق الغاز من حقل غاز الشاهين، أحد أكبر حقول الغاز في العالم، بمقدار 80 بالمائة".

وأضاف سعادته: "بالإضافة إلى ذلك، نحن بصدد بناء مصنع لاحتجاز الكربون وتخزينه، والذي من شأنه عزل 5 ملايين طن من انبعاثات الكربون سنويًا، من منشآت الغاز الطبيعي المسال لدينا بحلول عام 2025، مع خطط لتوسيع سعة التخزين إلى 9 ملايين بحلول عام 2030".

فيما يتعلق بالحفاظ على الطبيعة في قطر، قال سعادته: "في قطر، يُمكن لأشجار المنغروف، وهي الأشجار والشجيرات التي تعيش في مناطق المد والجزر الساحلية، عزل الكربون بمقدار أربعة أضعاف ما تستطيع الغابات المطيرة عزله، وهي محمية بموجب القانون، ونبذل جهود مستمرة للحفاظ عليها".

 

من جهته، أشار السيد دي لا ماتا إلى أن هناك العديد من الأسئلة المحورية التي يجب الإجابة عليها عندما يتعلق الأمر ببناء مدن مستدامة، قائلاً: "أولاً، كيف يمكننا دعم تطوير نظرة محلية وشاملة للمدن المستدامة، والتي تربط بين الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية للاستدامة؟".

تابع: "ثانيًا، كيف يمكننا تعزيز المرونة في ضوء التحديات المتعلقة بتغير المناخ؟ ثالثًا، كيف ولماذا يجب أن نشجع المزيد من الحلول التي تأخذ الطبيعة بعين الاعتبار فيما يتعلق بتصميم وبناء المدن؟".

في حديثها عن مفهوم تناغم البناء مع الطبيعة والحفاظ عليها لتعزيز مرونة المدن ومستقبلها، قالت جين مادجويك، الرئيسة التنفيذية لشركة ويتلاندز الدولية: "النقطة الأولى التي يجب توضيحها هي أن الحفاظ على الطبيعة وتعافيها يسيران جنبًا إلى جنب مع كافة عناصر المرونة المناخية".

 

أردفت مادجويك: "فإن تكلفة التمدّن السريع، الذي يؤدي إلى تدمير النظم الطبيعية، إنما هي تكلفة باهظة بل ومتصاعدة، لا سيما فيما يتعلق بمخاطر المياه والفيضانات وندرة المياه، بالإضافة إلى هبوط مستويات الأرض في مدن بأكملها بسبب الاستخراج المفرط للمياه الجوفية، ما يجعل الطبيعة تُشكل تهديدًا للمدن التي تتطلّع للتمتّع بالمرونة والصمود على المدى الطويل".

وأوضحت أن تناغم البناء مع الطبيعة ينطوي على التفكير فيما وراء البنية التحتية التقليدية الثابتة، ذات الغرض الواحد، والعمل مع النظم الطبيعية، قائلةً: "إن الحلول القائمة على الطبيعة تتمحور بشكل رئيسي حول الربط بين التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية".

بخصوص الدور الحاسم الذي يجب أن يلعبه عنصر التمويل في معالجة أزمة المناخ، قال سعادة اللورد فنسنت توماس كيفيني، عمدة لندن: "التمويل هو بلا شك عنصر حاسم ويقع في صميم الحل لهذا التحدي العالمي الهائل".

وأشار إلى أن الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم تُعد أحد المقومات الرئيسية في أي مدينة، وأن الحكومات بحاجة إلى دعمها في تحقيق الأهداف التي حددتها المدينة المعنيّة. قائلًا: "إن الإجراءات التي يجب اتخاذها للوصول إلى هذه الأهداف ليست دون تكلفة، بل يمكن أن تُشكّل تحديًا بالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة، لذلك من الضروري أن تحصل على الدعم من الحكومات".

وفي سياق مفاوضات المناخ في جميع أنحاء العالم، قال مانويل بولجار فيدال، مدير الممارسات العالمية للمناخ والطاقة بالصندوق العالمي للطبيعة: "لحسن الحظ، طورت بعض المدن رؤية صفرية صافية، لكن في المقابل هناك مدنًا أخرى لم تقم بذلك، وبالتالي، يجب على جميع المدن تطوير رؤية صافي الصفر، فهذه هي الخطوة الأولى".

وتطرق فيدال إلى مسألة كيفية تعزيز الممارسات المستدامة في الدول الأقل نموًا، قائلًا: "علينا أن نكافئ التقدم وليس النجاح فقط، حيث لا يمكننا أن نتوقع من الدول الأقل نموًا أن تتخذ تدابير جذرية فيما يتعلّق بتحويل وسائل النقل والمواصلات لديها إلى وسائل مواصلات تعمل بالطاقة الكهربائية؛ فبعض تلك الدول لا تمتلك حتى نظام نقل عام، وهذا أمر محزن ولكنه الواقع".

وأضاف فيدال: "يجب أن ندرك حقيقة أنه لا يمكن لجميع البلدان اتخاذ نفس الإجراءات، ويجب علينا ضمان عدم تخلّف أي دولة عن الركب وأن نتحرك جميعًا إلى الأمام في نفس الوقت لتحقيق أهداف المناخ".

وشددت مادجويك على الحاجة إلى نهج شامل للتنمية المستدامة والمتجددة، قائلةً: "دعونا نربط بين الطبيعة والمناخ، ونعمل معًا بدلاً من العمل بمعزل عن الآخر، سواء في المناطق الحضرية أو الريفية، فلننظر معًا على الصورة الأكبر، ونجمع بين مختلف القطاعات والأطراف المعنية على كافة المستويات، ونربط ذلك كله بالتمويل الذي أصبح متوفرًا بشكل أكبر على المستوى العالمي".

وقد شهدت مشاركة مؤسسة قطر في منتدى الدوحة استضافة جامعة حمد بن خليفة لجلسة بعنوان "إدارة أزمات المناخ العالمية: آفاق جديدة"، وترأست القمة العالمية للابتكار في الرعاية الصحية، مبادرة الصحة العالمية لمؤسسة قطر، جلسة بعنوان "توزيع اللقاح: حلول تعاونية من أجل نظام عادل".

خلفية عامة

مؤسسة قطر

تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.

توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.

اشتراكات البيانات الصحفية


Signal PressWire is the world’s largest independent Middle East PR distribution service.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن