خريجة مؤسسة قطر تستخدم فنها كأداة تعبيرية
من الحجر الصحي إلى الكمامات، من معقمات اليد، والتباعد الاجتماعي إلى مشاعر القلق والتكيف. هكذا ألقت جائحة (كوفيد-19) بالبشر في جميع أنحاء العالم في دوامة من الأفكار والمشاعر التي قد يستحيل تجاهلها.
لقد شعرت سارة البوعينين، خريجة جامعة فيرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، والحاصلة على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة، أن حياتها قد توقفت لفترة مع تفشي الوباء. وحتى تساعد نفسها في التغلب على مشاعر القلق وعدم اليقين التي اجتاحت وجدانها – قررت البوعينين – بصفتها فنانة متخصصة في الفن الرقمي – أن تصوّر كيفية تعامل الأشخاص مع تلك الظروف غير المألوفة، وكيفية تأقلمهم من خلال مجموعة من اللوحات الفنية في معرض رقمي بعنوان "يوميات الحجر".
تقول البوعينين: "في بداية الأمر كنت أشعر بالخوف- الخوف من المجهول- فقد شعرت وكأن حياتي قد وصلت فجأة إلى طريق مسدود. ولكن كوني أؤمن بالتغيير المستمر وأن الحياة لا يمكنها أن تبقى على ذات الحال، فقد قررت المضي قدمًا، وأن أحوّل كل تلك الأفكار المختلطة داخل ذهني إلى عمل إيجابي، وأن أستخدم فني كأداة يمكنها أن تخفف من وطأ هذا الوضع – ليس فقط بالنسبة لي ولكن أيضًا للآخرين، فقد يجدون في أعمالي الفنية مصدر راحة لهم".
بدأت الفنانة الشابة القطرية تدوين ملاحظاتها حول تجاربها اليومية في ضوء الوباء، والتغيرات التي شهدتها بشكل شخصي، وكذلك تلك التي مرت بها عائلتها وأصدقائها.
تقول البوعينين: "إن مصدر الإلهام وراء معرضي الفني "يوميات الحجر" جاء من خلال ملاحظة تلك الصراعات اليومية التي مررت بها بشكل شخصي وكذلك المحيطين بي وكيفية مواجهتنا وتعاملنا مع الوباء، والذي ما زلنا نحاول التكيف معه حتى الآن". أضافت: "تعبر كل لوحة في المعرض الفني عن لقطة أو ذكرى تعكس مواقف تعرضنا لها أو مشاعر أصابتنا جراء تفشي الوباء".
لجميع اللوحات في معرض البوعينين مكانة خاصة في قلبها، إلا أن اللوحة بعنوان "إنه المظهر الجديد" هي الأقرب لها. وهي لوحة ذاتية، تعكس صورتين لها، تنظر كل منها في الإتجاه المعاكس، إحداهما ترتدي كمامة، والأخرى من دون كمامة، وهو عمل يوضّح المظهر الجديد حيث إرتداء الكمامة أصبح أساسيًا في حياتنا.
تختم البوعينين: "لقد كانت تلك فترة تأملية بالنسبة لي. وقد كان معرضي بمثابة توثيق للتجربة الإنسانية خلال تفشي الوباء من خلال عين فنية، حيث سعيت لتصوير الحالة الذهنية المختلطة التي عانينا منها جميعًا جراء تفشي الوباء، وهو إنجاز أفتخر به".
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.