خريج مؤسسة قطر يتخذ إرساء العدل والمساواة مهمة له

يحلم بأن يكون صوتًا لمن لا صوت له، بتسخير كل ما تعلّمه خلال مسيرته الدراسية والمهنية في تحقيق العدل والمساواة وترك الأثر الإيجابي في العالم. يؤمن بأن العلم غاية لا وسيلة، بل رحلة حياة لا تنقضي ببلوغ سن أو منصب ما.
"اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد"، عبارة قرأها عبد الرحمن سعد القحطاني، مستشار في بنك قطر للتنمية، وخريج دفعة عام 2023 الحاصل على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد والتمويل الإسلامي من جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، كل يوم في طابور الصباح في مدرسته، وامتد أثرها في نفسه منذ كان طفلاً صغيرًا وحتى بلغ أشده.
تمحور شغف عبد الرحمن منذ طفولته حول القانون. فقد رأى في أبيه، الذي درس القانون بدوره وتدرج في المناصب الوظيفية حتى شغل منصب محامي
يقول عبد الرحمن: "أنا فخور للغاية أنني قد حققت حلم والدي بالحصول على درجة الدكتوراه، حيث لم يتمكن من الانتهاء منها بسبب مسؤولياته في رعايتي وإخوتي. كانت رحلة صعبة، ولكن من خلال العمل الجاد والتفاني والمثابرة، تمكنت من تحقيق هذا الهدف وجعل حلم والدي حقيقة".
ترعرع عبد الرحمن في كنف أسرة تضم 17 من الإخوة والأخوات، وكان حصولهم على أفضل تعليم، بل والتدرج في الدرجات العلمية، على رأس الأولويات بالنسبة لوالدهم الذي نجح في تشجيعهم ومساندتهم حتى تخرج أغلبهم في تخصصات المحاماة والهندسة، والاستدامة وغيرها. وقد درس تسعة منهم في المدينة التعليمية في جامعتي حمد بن خليفة، وتكساس أي أند إم، من بينهم سبعة خريجين حتى الآن، بما فيهم عبد الرحمن القحطاني، ومنيرة القحطاني، التي تحتفي بدورها هذا العام إلى جانب أخيها، بحصولها أيضًا على شهادة الدكتوراه في الطاقة المستدامة من كلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة.
لذلك، حتى وبعد حصول عبد الرحمن على الدكتوراه التي توّجت رحلة دراسية حافلة بالمحطات الهامة منذ كان طالبًا ببرنامج الجسر الأكاديمي التابع لمؤسسة قطر في عام 2003، مرورًا بدراسته وحصوله على درجة ليسانس بكالوريوس الحقوق
يقول عبد الرحمن: "خلال عملي كمستشار قانوني لأكثر من عشر سنوات في مؤسسة قطر، علمتُ بأن قيادات مؤسسة قطر تؤمن في ثقافة التعلّم مدى الحياة وتسعى إليها وتطبقها بشكل مستمر، وقد كانت تلك نقطة تحول في حياتي".
أردف: "فإن رؤية قيادات بارزة تواصل تعلّمها بإصرار وشغف كان مثالاً حيًا على أن رحلة العلم لا تنتهي وأن علينا أن نسعى دائمًا للنمو الشخصي والفكري. فقد ألهمني إصرار قيادات مؤسسة قطر وشغفها بالتعليم لتحقيق أهدافي الأكاديمية الخاصة والقيام بتأثير إيجابي على المجتمع من خلال معرفتي ومهاراتي. فإن السعي المستمر لطلب العلم يمكنه أن يحول الأفراد، بل والمجتمعات".
ألِف عبد الرحمن الثقافة البحثية على مدار سنواته الدراسية والمهنية، وشكّلت جزءًا محوريًا في بناء استنتاجات يمكن الاستفادة منها في تقييم الأداء الاقتصادي المحلي. حيث تناولت أطروحته بعنوان "نحو اقتصاد قائم على المعرفة: تقييم النظام الاقتصادي وعوامل خلق القيمة من خلال الأمن السيبراني والأصول غير الملموسة وتكنولوجيا البلوكتشين في قطر"، تقييم وضع الاقتصاد المبني على المعرفة في قطر من خلال نظرية الاقتصاد المؤسسي الجديد وقياس مؤشر الأداء العالمي لريادة الأعمال. والتي أثبتت أن دولة قطر ضمن الدول المتقدمة في مجال الاقتصاد المبني على المعرفة. وقد تم نشر جزء من أطروحته في مجلات الأبحاث العلمية المحكمة في سويسرا في مجال الاستدامة (MDPI).
يؤمن عبد الرحمن بأن الدين منهج حياة، ومن هذا المنطلق، يطمح إلى تدريس القانون وممارسته، حيث يقول: " أحلمُ بتدريس القانون في جامعة حمد بن خليفة، وافتتاح مكتب محاماة يخدم من لا يقدر على دفع تكاليف وأتعاب المحامين. فأنا شغوف بالقانون، وأؤمن بأن مهمتي هي استخدام معرفتي ومهاراتي لمساعدة أولئك الذين هم في أشد الحاجة إليها ويكون ذلك وقفًا لله سبحانه وتعالى. فسواء من خلال التدريس أو ممارسة القانون، أنا عازم على تحقيق تأثير إيجابي في العالم والنضال من أجل تحقيق العدل، وأتمنى أن ألهم الآخرين وأمكّنهم من الانضمام إلى هذه المهنة".
بينما يتطلّع عبد الرحمن للمشاركة في حفل تكريم خريجي مؤسسة قطر لدفعة 2023 الذي سيقام في 10 مايو القادم احتفاءً بإنجازاتهم الدراسية، والتطلّع إلى مستقبل واعد لتحقيق أحلامهم، يعزي عبد الرحمن نجاحه إلى ما تعلّمه من والده، ولتشجيعه وإلهامه على مدار سنوات. حيث يقول: "هذا الإنجاز يعني لي الكثير، حيث أنه لا يمثل فقط إنجازي الأكاديمي، ولكن يكرم أيضًا تضحيات والدي وعمله. فأنا ممتن له على إرشاده ودعمه، وأتمنى أن أضيف إلى إرثه من خلال إحداث إسهامات مهمة في مجال دراستي وللمجتمع بأكمله".
·يُعقد ملتقى خريجي مؤسسة قطر السنوي يوم السبت 13 مايو، حيث يلتقي خريجو المؤسسة مُجددًا ضمن المنظومة التعليمية الفريدة من نوعها التي جمعتهم، بما يُساعدهم على تعزيز التواصل، وبناء الروابط، ومناقشة الفرص الوظيفية فيما بينهم ومع مختلف الجهات الوطنية. يعكس ملتقى خريجي مؤسسة قطر جهود المؤسسة وسعيها نحو بناء مجتمع الخريجين على المستويين الوطني والدولي، وتوفير منصة لهم ليتمكّنوا من خلالها التعبير عن أفكارهم والتحديات التي تواجههم واهتماماتهم خلال حياتهم المهنيّة.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.