دراسة ديلويت: الشركات العائلية في الشرق الأوسط تعيد تموضعها للازدهار من جديد

في إطار اهتمامها بتغطية شؤون جميع القطاعات في الشرق الأوسط، أجرت ديلويت استبيانها الثاني المخصص للشركات العائلية (الشركات التي تدير استثمارات وأموال العائلات الثرية) شمل أكثر من 80 من أبرز مجموعات الشركات العائلية في الشرق الأوسط. وقد أصدرت ديلويت تقريرها حول نتائج هذا الاستبيان الذي يستكشف كيف واجهت هذه الشركات الأزمة الناجمة عن تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وما هي المجالات التي تركز عليها، بالإضافة إلى نظرتها إلى المستقبل.
من النتائج اللافتة للانتباه سيطرة التفاؤل بالرغم من التحديات والمخاطر الراهنة التي أشار إليها المشاركون حيث أبدت 75% من الشركات العائلية التي شملها الاستبيان تفاؤلها بعودة إيراداتها إلى مستوياتها المعهودة في عام 2019 في غضون الشهور 18 القادمة رغم أن 70% من هذه المكاتب قد أكدت انحسار إيراداتها بنسبة 10% أو أكثر خلال الشهور 12 الماضية. ليس بعيداً عن هذه النظرة التفاؤلية، أشارت نتائج الاستبيان إلى أن الشركات العائلية تولي أولوية فائقة لتوسيع أعمالها من خلال إنتاج منتجات جديدة أو دخول أسواق جديدة بالإضافة إلى تقليص تكاليفها وتوسيع نطاق التحوّل الرقمي فيها. من جانب آخر، استطلع الاستبيان القدرة على الصمود في مواجهة هذه التحديات على مستوى الدولة، وأظهرت إجابات المشاركين أن الاقتصادات الكبرى هي الأكثر تضرراً من جراء الأوضاع الراهنة، لكنها في الوقت نفسه الأكثر استعداداً للتعافي.
في هذا السياق، أفاد سكوت والان، الشريك المسؤول عن الاستشارات المالية للشركات العائلية في ديلويت الشرق الأوسط: ”لقد حرصنا على أن يتناول استبيان ديلويت الثاني للشركات العائلية جميع جوانب منظومة الشركات العائلية ابتداءً بالحوكمة والخلافة العائلية، مروراً بالتحديات والفرص التي تكتنفها شركات هذه العائلات واستثماراتها، وانتهاءً بهيكلية والآفاق المستقبلية لثرواتها الخاصة. وقد كانت نتائج هذا الاستبيان مثيرة للاهتمام ومفاجئة بالمقدار نفسه حيث كنا نتوقع أن يحتل التفاؤل مرتبة متدنية في نتائج هذا الاستبيان أو حتى أن يغيب عن كل موضوعاته.“
جاءت الخلافة العائلية في الصدارة بالنسبة للحوكمة العائلية حيث اختار نصف المشاركين بالاستبيان تقريباً هذا الجانب من بين الجوانب الثلاثة الأولى التي تتصدر مجالات تركيزهم. ومن اللافت للانتباه أن 59% من المشاركين قد أعربوا أن الإطار القانوني للحوكمة العائلية المتبع حالياً في مكاتبهم لم يعد صالحاً للغرض منه. من جانب آخر، حافظت الاستدامة على أهميتها بالنسبة لمجموعات الشركات العائلية في دول المنطقة، وعلى وجه الخصوص، قدرة هذه المجموعات على نقل قيادة أعمالها. فقد أعرب 14% من المشاركين عن قناعتهم بقدرة الجيل التالي من العائلة أن يتولى مباشرة قيادة هذه المجموعات، بينما اعتقد 64% من العائلات المشاركة أن الجيل التالي سيكون مستعداً لتولي القيادة خلال السنوات الخمس القادمة.
من ناحية الثروات الخاصة، أظهرت نتائج استبيان ديلويت أن عدداً كبيراً من العائلات كانت قد هيأت نفسها استعداداً لمواجهة آثار هذه الأزمة؛ غير أنها أشارت في الوقت نفسه إلى حاجة الشركات العائلية هذه إلى اتخاذ إجراءات سريعة في بعض جوانب أعمالها من أبرزها التكنولوجيا وإدارة المخاطر اللذان كانا أكثر عرضة لآثار جائحة فيروس كورونا. أما بخصوص النظرة المستقبلية، فقد أعطى المشاركون في الاستبيان الأولوية إلى تحديث استراتيجيات الاستثمار لديهم، فقد أفاد 67% من الشركات العائلية المشاركة أنهم يخططون للاستثمار خلال الشهور 12-18 القادمة في الأسواق الإقليمية والعالمية.
وختم والان تعليقه بالقول: ”لقد وضعت هذه الجائحة قدرة منظومة الشركات العائلية بأكملها على الصمود تحت الاختبار، فبينما نجح عدد كبير من هذه الشركات في التكيّف مع الأزمة وآثارها وفي إعادة ترتيب أولوياتها، غير أن النتائج أظهرت أنها لا تزال بحاجة للمزيد من العمل في بعض المجالات مثل تخطيط الخلافة العائلية، وهياكل الثروات الخاصة، وتحسين أداء أعمالها ومحافظها الاستثمارية. لكن ما يبعث على الأمل أن المسحة السائدة في نتائج هذا الاستبيان قد انتقلت من التشاؤم إلى التفاؤل مع تركيز هذه الشركات لجهودها على التموضع من جديد لمعاودة ازدهارها.“
لتنزيل كامل التقرير، يُرجى النقر هنا.
في حال رغبتكم بمناقشة نتائج الاستبيان بمزيد من التفصيل، يُرجى التواصل مع الفريق المتخصص:
سكوت والان، مسؤول الاستشارات المالية للشركات العائلية، ديلويت الشرق الأوسط
ديفيد ستارك، مسؤول الثروات الخاصة، ديلويت الشرق الأوسط