سراج في مؤسسة قطر يستخدم القصص والرسوم المتحركة لتعليم الأطفال القيم الإسلامية

تعرض مؤسسة قطر، في رمضان، سلسلة من الحلقات الخاصة من مسلسل "سراج"، المسلسل التلفزيوني التعليمي الترفيهي ثلاثي الأبعاد، ذات الأهمية الدينية، وذلك بهدف توفير طريقة جذابة للأطفال لتعلم القيم والأخلاق الإسلامية.
ساعد سليمان تيمبو باه، مسؤول التواصل والمشاركة المجتمعية في مبنى ذو المنارتين "جامع المدينة التعليمية"، في مراجعة المحتوى الديني لبرنامج "سراج"، ويقول: "في هذا العصر الرقمي، مع كون التكنولوجيا والإنترنت تشغل جزءًا كبيرًا من حياتنا، من الضروري أن يكون لدينا برنامج مثل "سراج" لأطفالنا، فهو مبادرة ضرورية لتعليمهم القيم الأخلاقية".
وأضاف باه: "يقدم البرنامج حلقات حول الأنبياء وتعاليمهم، وهذه فرصة رائعة لغرس القيم الضرورية لتنمية الأطفال وتطورهم بشكل عام. تركز كل حلقة على قيمة أخلاقية أو معنوية محددة، من منظور إسلامي، مثل الصبر والشجاعة، وهذه طريقة رائعة لتعليم الأطفال صفات الأنبياء وكيفية الاقتداء بهم في حياتهم".
وتابع: "على الرغم من أن الإسلام يوفر لنا ثروة من المراجع، إلا أنني أعتقد أن بعض هذه الموارد تفتقر إلى عنصر المتعة، ومن هنا خرجنا بفكرة حلقات "سراج" الرمضانية، والتي نهدف من خلالها إلى تفسير القيم والعبر الإسلامية بطريقة ممتعة وغنية بالمعلومات للأطفال".
وفقًا لباه، عندما تم إنشاء المحتوى، حرص القيّمون على البرنامج، على استخدام لغة بسيطة للأطفال، وحاولوا أيضًا تخيل كيف سيفهم المشاهدون هذه القصص، حيث يحتاج البعض منهم إلى معرفة أساسية معينة لتقدير وفهم كامل للدروس.
وأوضح باه، قائلًا: "نظرًا لأنها قصص حدثت في عهد الأنبياء، فمن المهم وضعها في سياق حديث يتناسب مع عصرنا، لهذا السبب نبدأ بسيناريو يتعلق بما يحدث بين راشد ونورة، الشخصيتين الرئيسيتين في البرنامج، ثم نربطها بالقصص والعبر التي تشملها قصص الأنبياء عليهم السلام، إنه لأمر رائع أن نرى مقدار ما يمكننا تعلمه من تاريخنا الإسلامي وتطبيقه على الحاضر".
وأشار باه إلى أن هذه القصص الأنبياء ليست موجهه للأطفال فحسب، بل للكبار أيضًا، قائلاً: "عندما نعرض هذه القصص، يجب أن نركز على التحدي الذي واجهه الأنبياء، والإطار الذي استخدموه، والحلول التي وجدوها بناءً على التوجيه النبوي، يمكننا بعد ذلك تطبيق الطريقة نفسها على المواقف المماثلة التي نواجها اليوم".
وتابع باه: "من المهم أن ندرك أن بعض المفاهيم قد تكون معقدة للغاية بحيث يتعذر على الأطفال فهمها بالكامل في البداية. ومع ذلك، فنحن نعلم أن القصص تأسر الأطفال، فمن خلال مشاركة قصص الأنبياء عليهم السلام، في الماضي وصولًا إلى خاتم النبيين، النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- يمكننا مساعدة الأطفال على رؤية كيف واجهوا وتغلبوا على التحديات المختلفة".
وأردف بالقول: "كما أنه من خلال هذه القصص، يمكننا أن نوضح كيف كانت حياة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – والخصال التي تحلّى بها مثل الصبر والحلم وبهذه الطريقة، يمكننا حث الأطفال على اتخاذ الرسل والأنبياء عليهم السلام، كنماذج يحتذى بها في حياتهم".
يرى باه أن رواية قصص الأنبياء جزء لا يتجزأ من الإسلام، قائلاً: "نؤمن بأن الله بعث بالأنبياء والمرسلين جميعًا، وأننا نتعلم من قصصهم دروسًا قيمة، من التعامل مع المواقف العائلية الصعبة إلى التغلب على العقبات الشخصية، فقصص الأنبياء تمدنا بالإرشاد والإلهام".
وشدد باه على أنه يجب على الآباء توخي الحذر بشأن ما يتعرض له أطفالهم على الإنترنت، قائلاً: "في عالم اليوم، أصبحت حماية عقول أطفالنا أكثر تحديًا من أي وقت مضى، فمع توفر مجموعة كبيرة من المحتوى عبر الإنترنت، نحتاج إلى الانتباه لما يتعرض له أطفالنا".
وأضاف باه: "إذا فشلنا في توفير محتوى ممتع ومتوافق مع قيمنا، فسيملأ غيرنا هذا الفراغ، ومن مسؤوليتنا سرد قصصنا بطريقة تلقى صدى لدى أطفالنا، وبرامج مثل "سراج"، تروي قصص المسلمين بلغة وأسلوب يروق للأطفال أمر ضروري وحتمي".
ويؤكد باه على أهمية مشاهدة أولياء الأمور لحلقات "سراج" مع أطفالهم، قائلًا: "لا تكمن أهمية البرنامج في فهم القيم الأخلاقية فحسب، بل أيضًا في تطبيقها في حياتنا، لذا أشجع الآباء على إجراء محادثات مع أطفالهم حول كيفية تطبيق هذه القيم الأخلاقية في حياتهم الخاصة".
يستمر عرض حلقات برنامج "سراج" الرمضانية طوال شهر رمضان المبارك، وذلك يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع. يمكن مشاهدة الحلقات عبر تلفزيون قطر، كما سيتم نشر جميع الحلقات على قناة اليوتيوب المخصصة لبرنامج "سراج".
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.