صحفية أمريكية تكشف عن معركتها ضدّ التحيّز الذي تعانيه المرأة في عالم وسائل الإعلام
كشفت صحفية أمريكية مشاركة في إنتاج أحد أشهر البرامج الإخبارية التلفزيونية الأمريكية عن التحديات التي واجهتها كامرأة خلال مهنتها في مجال صناعة الإعلام، وذلك أثناء الجلسة الحوارية التي عقدت في إطار سلسلة محاضرات المدينة التعليمية.
وقالت ماجالي لاجير ويلكينسون، وهي صحفية حائزة على جوائز عدّة ومنتجة في شبكة "سي بي إس الإخبارية:" لقد تخطّاني الكثير بطريقة غير منصفة، ولكن يتوجب علينا ألا نصمت حيال ذلك".
كلام لاجير جاء في إطار مشاركتها بالنسخة السابعة من سلسلة محاضرات المدينة التعليمية، والتي كشفت خلالها عن تجاربها في مواجهة ما وصفته بـ"التحامل على المرأة في مكان العمل"، مشيرةً إلى أن اليوم هو الوقت المناسب للمرأة لكي تعمل مجال الصحافة والإعلام.
في هذا السياق، شاركت الصحفية ماجالي لاجير ويلكينسون الحضور بآرائها ووجهات نظرها حول واقع التقارير الإخبارية بما في ذلك تغطيات الشبكات الإخبارية في الولايات المتحدة الأمريكية لقضايا الشرق الأوسط، متطرقًة إلى "الأخبار المزيفة" والطريقة التي يستجيب فيها الناس لهذا النوع من الأخبار، وذلك في الجلسة الحوارية التي عقدت بعنوان "هل أحظى باهتمامك؟ تحديات الصحافة في عصر المحتوى السريع"، في ميدان الصحافة بجامعة نورثوسترن في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر.
في معرض حديثها عن معركتها ضدّ التمييز العنصري والتحيّز ضد المرأة والذي واجهتهُ في عالم الإعلام، قالت لاجير ويلكينسون:"لقد مررت بهذه التجربة على مدى 30 عامًا، وفي ذلك الوقت كان من الصعب مواجهة ذلك، عندما يكون لديك فكرة معينة تعتبرها قيمة وجيدة، وترفعها إلى المعنيين بهدف تسليط الضوء عليها إعلاميًا، ولا تلقى أي جواب سواء بالسلب أو بالإيجاب.، وعوضًا عن ذلك يقوم زميل لك بالعمل على تنفيذ فكرتك دون العودة إليك. تتساءل لماذا قام بذلك؟".
وأضافت: "أحيانًا تطرح أفكارك ولا تلقى آذانًا صاغية ومن ثم يقوم أحدهم بطرح الفكرة نفسها ويتم قبولها منه واحتضانها، وهذا يُشبه وجودك في رحلة سريعة وخاطفة. لكني تعلّمتُ من تجربتي التركيز على ما أقوم به وما أنجزه خصوصًا عندما أجد نفسي في مواقف غير منصفة".
في تعليقها على سؤال طُرح من قبل أحد الحاضرين، أوضحت لاجير:" إن ردود الفعل على الأفكار المطروحة يكون مختلفًا للغاية في كثير من الأحيان إذا لم يُدرك المسؤولين عن تقييمها ما إذا كان المتقدّم بها ذكر أم أنثى"، وأضافت:" هذا الواقع كان بمثابة معركة شاقة من نواحي عديدة، لكنّ واقعنا اليوم أفضل بكثير مما كان عليه في السابق حين بدأت العمل في مجال الصحافة". وتابعت:" "لقد واجهتُ الكثير من المواقف غير المناسبة في حياتي المهنية، لكنني أعتقد أن الصحافيات اليوم محظوظات لأنهنّ يعملن في هذه المهنة كما هي عليه الآن".
الصحفية الشهيرة التي تعمل منتجة في برنامج "60 دقيقة" منذ عام 2005، والمراسلة أيضًا لمحطة "كوني" التلفزيونية، والتي تشارك أيضًا في مجلس المسؤولية الأخلاقية في العالم الرقمي، اعتبرت أن التغطية الإخبارية الأمريكية لأخبار الشرق الأوسط وقضاياه، تحسنت إلى حدّ ما، وإن كان ذلك جزئيًا نتيجة لوجود مزيد من مراسلي الحرب الذين يتخذون من المنطقة مقرًا لهم.
وأوضحت ماجالي لاجير ويلكينسون للجمهور الذي حضر النقاش:" إننا نقوم اليوم بعمل يعدّ أفضل بكثير عن السابق في مجال تغطية الحياة اليومية واكتشاف الجماليات التي تتسم بها منطقة الشرق الأوسط، وقد تجنبنّا تغطية القضايا المتكررة ومن بينها قضية حجاب المرأة على سبيل المثال. وأعتقد أنه لا يزال بوسعنا أن نفعل ما هو أفضل من ذلك".
أما فيما يتعلق بالأخبار المزيفة وما وصفته لاجير ويلكين بـ"سحق الحقائق"، أكدت الصحفية الأمريكية على أنه:" عندما نستعرض الحقائق ونشجع الناس على التحدث عن أنفسهم، فهذا أقصى ما يُمكننا تقديمه- ولكن إذا أصرّ أحدهم على التشبث بأفكاره وتصديق ما تمليه عليه التيارات الحزبية التي يؤيدها، فإن وظيفتنا لا تقتضي إقناعه بخلاف ذلك".
وختمت:" مهمتي هي الاستمرار في القيام بعملي، والتعمق في كلّ قصة بخلفية تُشبه ورقة ناصعة البياض".
تعدّ سلسلة محاضرات المدينة التعليمية منصة تفسح المجال أمام التعلّم من خبرات الآخرين، من قادة الفكر وروّاد الأعمال، من شتى أنحاء العالم والتعرّف على أفكارهم وإبداعاتهم وجهودهم الرائدة؛ وتستضيف متحدثين من شتى التخصصات والتوجهات، من الرياضيين والمؤلفين وروّاد الأعمال والعلماء، غير أن العنصر المشترك بينهم جميعًا هو أنهم أصحاب أفكار خلّاقة ومبادرات رائدة تحدث التغيير في شتى مناحي الحياة.
وكانت المحاضرة السابقة من الموسم الثاني لسلسلة هذه المحاضرات، قد استضافت كلّ السيد أوفيس سرمد مساعد الأمين العام لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.