طلاب مؤسسة قطر يوظفون مهاراتهم الإعلامية في التصدي للتنمّر

احتفت أكاديمية قطر– الدوحة، إحدى المدارس العاملة تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، بعدد من طلابها لقيادتهم حملة بعنوان "التنمّر يجرح الكل" وذلك خلال حفل تكريم خاص نظّمته لهم بحضور أولياء الأمور وتسليم شهادات التقدير لأبنائهم. وأُتيحت لهم الفرصة للاطلاع على ثمرة جهود الطلاب التي استمرت على مدار ستة أشهر، منذ لحظة التحضير إلى حين إطلاق الحملة.
مدفوعون بحسّ القيادة والرغبة في التعبير عن أفكارهم منذ سن مبكرة، وبدعم من التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، وإدارة الاتصال في المؤسسة، ومجموعة من خريجيها، أجمع طلاب أكاديمية قطر- الدوحة على اختيار ظاهرة التنمّر لتسليط الضوء على آثارها وذلك من خلال حملة إعلامية متكاملة موجّهة للمجتمع المدرسي.
وقد قام الطلاب باستخدام مهاراتهم في تسليط الضوء على التنمّر وأشكاله المختلفة، وإبراز آثاره السلبية على ضحاياه بصورة مباشرة وعلى المدى الطويل عبر مجموعة متنوعة من الوسائط الإعلامية.
وقالت علياء أحمد المعاضيد، الطالبة بالصف الرابع بأكاديمية قطر- الدوحة: " اجتمع طلاب من المدرسة الابتدائية والثانوية في جلسة عصف ذهني، وبعد المناقشات التي أجريناها، اتفقنا على أهمية التوعية بمخاطر التنمر، ومحاولة إيجاد حلول يمكنها المساهمة في التصدي لتلك السلوكيات".
وركّزت الحملة على كيفية تأثير التنمر على الجميع بمن فيهم ضحايا التنمّر، ومن يمارسونه، وكذلك من يشاهدون مواقف التنمر على الآخرين، وكيف ينعكس سلبًا على صحتهم النفسية ويُعرّضهم للمعاناة من الاكتئاب ومشاعر الاضطراب، والتهرب المستمر من الذهاب إلى المدرسة.
عبرت حصة الهتمي، الطالبة بالصف التاسع بأكاديمية قطر– الدوحة، والتي تمتلك شغف خاص بتصوير مقاطع الفيديو وإنشاء المحتوى باستخدام الوسائط المتعددة، عن حماسها الشديد نحو حملة مكافحة التنمر، حيث تقول: "بدأ الأمر في مارس 2020 عندما تلقت مجموعة طلاب أكاديمية قطر - الدوحة ممن أطلقوا حملة لحظر الأكياس البلاستيكية الاستخدام الواحد في قطر، رسالة من صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، يهنئهم فيها على مجهوداتهم".
أردفت: " تم تسجيل ردة فعل الطلاب عند تلقيهم الرسالة وكان لي شرف العمل على مقطع الفيديو. بعد ذلك، تلقيتُ تعليقات إيجابية من فريق الاتصال في مؤسسة قطر، والتي ساعدتني كثيرًا في تحسين جودة الفيديو. ورأى الفريق مدى شغفي باستخدام الوسائط المتعددة لتوصيل رسالة ما، وهو ما أثار فكرة صقل مهارات التواصل لدى الطلاب لتوصيل رسالة تمثّل أهمية بالنسبة لهم ومشاركتها مع المجتمع، وقد كانت محاربة التنمّر هي الرسالة التي اختارها الطلاب".
تابعت: "حضرنا كطلاب فصولاً صمّمها فريق الاتصال في مؤسسة قطر، أتاحت لنا فرصة الاطلاع عن كثب على مختلف وظائف وأساليب التواصل. وبدأ الطلاب بعد ذلك في مناقشة كيف يمكننا نشر الوعي حول هذا الموضوع، وتحديد الجمهور المستهدف، وما هي الطريقة الأكثر فاعلية لإشراكهم. وقام كل طالب بطرح طرق مختلفة لتفعيل الوعي بظاهرة التنمر من خلال الصور، والتجارب الاجتماعية، والرسائل الإخبارية".
قررت حصة العمل على فيديو للرسوم المتحركة قائلة: " شعرتُ أن فيديو الرسوم المتحركة سيجذب انتباه الجمهور لمشاهدته والاستماع إلى رسالته لما به من عناصر مرئية وصوتية".
كذلك قامت علياء بالتعاون مع مجموعة من الطلاب الآخرين المهتمين بالتصوير الفوتوغرافي باستخدام قوة الصور في سرد القصص التي تسلط الضوء على مشاعر ضحايا التنمّر عبر الصور، حيث قالت: " التصوير هو فن التقاط اللحظة وتسجيلها بما فيها من مشاعر. فعندما نرى الصور، خاصة التي تم التقاطها باحترافية، تنتقل إلينا المشاعر التي حدثت في تلك اللحظة. فإن كل صورة التقطناها تحكي قصتها الخاصة عن التنمّر".
وقد شاركت دانا الغزال، أخصائية اتصال أول في إدارة الاتصالات بمؤسسة قطر، وخريجة أكاديمية قطر - الدوحة، إلى جانب زملاء آخرين في قسمها في تصميم وإعداد فصول مناسبة للطلاب، لتعريفهم على مختلف الوظائف الإعلامية. وتأمل في أن تعمل تلك الفصول، بالإضافة إلى الإرشاد الفردي على تمكين الطلاب من استكشاف رواة القصص بداخلهم، وتزويدهم بالأدوات اللازمة لتعلّم كيفية مشاركة قصصهم الخاصة ونقلها إلى العالم.
وقالت دانا: "لا يسعني سوى التفكير في القول المأثور "عندما تُعلّم الآخرين، فإنك تتعلم أيضًا". لقد كانت رحلة لا تُقدر بثمن مع هؤلاء الطلاب، فقد شاهدنا سفراء شباب يدعون إلى مكافحة التنمر من خلال أعمالهم الفريدة. أتذكر كيف كان الأمر مخيفًا بالنسبة لي وأنا في مرحلتهم العمرية عندما كنت أتواجد وسط بالغين في بيئة مهنية، ورؤيتي اليوم لهؤلاء الطلاب وثقتهم بأنفسهم ومشاركتهم وحماستهم تجعلني فخورة بهم، وبمدرستي، وبالمؤسسة التي أعمل لديها، وبمدى الترابط والتكامل بين مختلف القطاعات داخل منظومة مؤسسة قطر، ودفعها لإتاحة مثل تلك التجارب الفريدة لكافة أفراد مجتمعها".
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.