عضو مؤسسة قطر يساهم في علاج سرطان الثدي

قدمت دراسة أجراها تجمّع بحوث قطر جينوم بقيادة الدكتور لطفي شوشان من وايل كورنيل للطب – قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، في فبراير الماضي أول مشهد لطفرات السلالة الجينية السرطانية – السرطان الموروث – لدى سكان دولة قطر.
ومنذ ذلك الحين، تعاون العلماء في قطر جينوم، عضو مؤسسة قطر، مع الأطباء في مؤسسة حمد الطبية للبناء على هذه النتائج، واستخدامها لتعزيز مستوى الرعاية الصحية الحالي في الدولة.
ينتقل السرطان الموروث أو السلالة الجينية السرطانية من الآباء إلى الأبناء، ويزيد من خطر وقابلية الإصابة بالسرطان. من هنا، يتيح استخدام المعرفة والفهم المسبق لهذه الطفرات الوراثية تطوير تدابير وقائية تقلل من احتمالية الإصابة بالمرض الخبيث.
وكجزء من تعاون العلماء في قطر جينوم مع الدكتورة صالحة بوجسوم، استشاري أول أمراض السرطان بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان التابع لمؤسسة حمد الطبية، جرى تحديد المشاركين في قطر بيوبنك، عضو مؤسسة قطر، الذين يحملون متغيرات السلالة الجينية السرطانية (BRCA) - جين سرطان الثدي - المسببة للمرض. حيث تزيد هذه المتغيرات من خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء وسرطان البروستاتا لدى الرجال.
جرى فحص عينات الدم الجديدة التي جُمعت من المتطوعين الحاملين للمتغيرات، وتحقق خبراء مؤسسة حمد الطبية تجريبيًا من صحة المتغيرات الموجودة في قاعدة بيانات قطر جينوم. إثر ذلك، قامت الدكتورة ريم السليمان، أستاذ مساعد و خبير العلوم الوراثية المعتمد من البورد الأمريكي في المركز الوطني لعلاج و أبحاث السرطان التابع لمؤسسة حمد الطبية بمعاينة هؤلاء المشاركين وإحالتهم إلى عيادة الكشف عن المورثات السرطانية عالية المخاطر أو عيادة المسالك البولية لإدارة مخاطر الإصابة بالسرطان.
يعتبر سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات شيوعًا في قطر حيث يمثل 31 بالمئة من إجمالي حالات الإصابة بالسرطان لدى النساء، في حين يصل خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى اللواتي يحملن طفرات سرطان الثدي إلى 87 بالمئة على مدى حياتهن.
يسمح فحص هذه الطفرات عند النساء بإدارة المخاطر استباقيًا من خلال برامج الكشف المبكر المطورة والوقاية الكيميائية والجراحة الوقائية وغيرها من الطرق، كما يمكن أيضًا إجراء فحوصات لأفراد عائلات حاملات طفرة سرطان الثدي لتقييم خطر إصابتهم بالمرض.
وحول هذا، تقول الدكتورة صالحة بوجسوم: "وفّرت لنا البيانات الواردة من قطر جينوم فرصة لإنقاذ الأرواح من خلال تحديد الأفراد المعرضين لخطر إصابة مرتفع والذين يحملون طفرة BRCA".
وتضيف: "سيستفيد من هذا أفراد أسرهم أيضًا ممن قد لا يكونون مؤهلين للفحص القياسي لسرطان الثدي إما بسبب السن أو لأنهم ذكور، وسيمنحهم فرصة ترصّد سرطان الثدي إلى جانب أنواع السرطان الأخرى المرتبطة به مثل سرطان المبيض والبروستاتا".
يستهدف البرنامج الوطني للكشف المبكر عن سرطان الثدي في قطر النساء اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 45 و69 عامًا، وذلك باستخدام التصوير الإشعاعي للثدي (الماموجرام). كما جرى تخصيص عيادة الكشف عن المورثات السرطانية عالية المخاطر في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان التابع لمؤسسة حمد الطبية، لتقييم الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالسرطان سواء بسبب التاريخ الشخصي أو العائلي، بما في ذلك سرطان الثدي.
اليوم، وبعد مضي نحو سبع سنوات على إطلاقه، تمكن برنامج قطر جينوم من تحليل سلسلة الحمض النووي لأكثر من 30 ألفًا من سكان قطر، وإنشاء وتحليل كمية هائلة من البيانات الجينومية عالية الجودة، إضافة إلى نشر النتائج التي توصل إليها في مختلف المجلات العلمية المرموقة وعرضها في العديد من الندوات المختصة على الصعيدين المحلي والدولي.
وفي هذا الإطار، يقول الدكتور سعيد إسماعيل، مدير قطر جينوم: "يمثّل هذا التعاون مع مؤسسة حمد الطبية إثباتًا تجريبيًا للمبدأ، حيث تُستخدم البيانات التي جُمعت من الدراسة السكانية لزيادة فعالية التدخل الإكلينيكي، ونتطلع إلى توسيع هذا النهج الذي ينقل نتائج الأبحاث من المختبر إلى التطبيق السريري ليشمل الاضطرابات الوراثية العائلية الأخرى".
من جانبها تقول الدكتورة أسماء آل ثاني، رئيس اللجنة الوطنية لقطر جينوم: "قامت المشاريع الوطنية، مثل قطر بيوبنك وقطر جينوم، بفحص عشرات آلاف العينات من الجينوم القطري لأغراض البحث، والآن تثبت هذه المشاريع إمكانية استخدام هذه البيانات سريريًا، خاصة في مجال علم الجينوم التنبؤي والطب الوقائي".
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.