قطر والسويد تتبادلان أحدث تطورات الذكاء الاصطناعي والطب الدقيق

كانت التطورات المبتكرة في عالم الذكاء الاصطناعي والطب الدقيق محطّ نقاش في الندوة الإلكترونية المشتركة التي نُظمّت بمبادرة من سفارة السويد في الدوحة، وبالشراكة، مع غرفة التجارة السويدية في قطر، والمؤسسة السويدية لقطاع الصحة (سويكير)، وقطاع البحوث والتطوير والابتكار في مؤسسة قطر.
شهدت الندوة مشاركة نخبة من الخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي والطب الدقيق من دولة قطر ودولة السويد، في نقاشات حول المستجدات والفرص في تقنيات الذكاء الاصطناعي.
قال سعادة السيد أندرس بينجتسن سفير مملكة السويد في الدوحة: "لقد سعدت كثيرًا بهذه الفرصة التي أتيحت لنا الشراكة مع قطاع البحوث والتطوير والابتكار في مؤسسة قطر. لقد نجحنا من خلال هذه الندوة الافتراضية المشتركة في إنشاء شبكات التواصل ومدّ جسور المعرفة بين قطر والسويد في مجالين مهمين للغاية، يكرس لهما البلدان الكثير من الموارد، ويبحثان فيهما عن آفاق كبيرة وواعدة".
أضاف قائلًا: "لقد حققت السويد العديد من الإنجازات الكبيرة والتطبيقات الصناعية البارزة في مجاليّ الذكاء الاصطناعي والطب الدقيق، وهو ما عرضناه خلال هذه الندوة الافتراضية، ونتطلع للتعاون مع دولة قطر لاستكمال ما حققته من تقدم بارز في هذين المضمارين".
في كلمتها الافتتاحية، صرحت سعادة السيدة آنا هالبيرغ، وزير التجارة الخارجية وشؤون بلدان الشمال الأوروبي بالحكومة السويدية، قائلة: "من العناصر الرئيسية في استراتيجية السويد للابتكار هو أننا ننظر للمجتمع ككل أثناء بحثنا عن الفرص الجديدة فيما يتعلق بأسلوب حياتنا وسفرنا وتواصلنا وأدائنا للأعمال. وقد زادت أهمية تطبيق نهج شامل ومتكامل بينما نسعى لإدارة البيئة والموارد والحفاظ عليهما من أجل تحقيق التنمية المستدامة".
أضافت قائلة: "كما يُدرك الكثيرون، لدينا تاريخ حافل نعتز به من الابتكار، وسنستمر في حصد المراكز الأولى دوليًا في هذا المجال، إذ تمثل الموضوعات التي ناقشتها ندوة اليوم، ألا وهي الذكاء الاصطناعي والطب الدقيق، أمثلة ممتازة للمجالات التي تزخر بالفرص الواعدة لكلا البلدين. وأتطلع إلى العمل معًا في الوقت الحالي، وفي المستقبل، من أجل استكشاف فرص التعاون الثنائي، لكي نبني غدًا أفضل لبلدينا".
تابعت: "لقد اتخذت دولة قطر مبادرات مهمة لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر من خلال الحوافز الاقتصادية، مثل إنشاء مناطق اقتصادية خاصة وبنية تحتية ممتازة. وتشيد الحكومة السويدية بتشريعات العمل الجديدة التي سنتها قطر هذا العام. أرى أن هذه الخطوات المهمة قد جعلت دولة قطر تتبوأ مكانة فريدة في المنطقة فيما يتعلق بجذب الاستثمار الأجنبي والمواهب الأجنبية".
من جانبه، رحّب الدكتور ريتشارد أوكيندي، نائب رئيس البحوث والتطوير والابتكار في مؤسسة قطر، بهذه الندوة والفرص التي تتيحها: "لقد كانت هذه الندوة بفضل برنامجها الشامل ومشاركة خبراء بارزين من قطر والسويد، لقاءً مثمرًا تناول مجالين على قدر كبير من الأهمية بالنسبة للبحوث والتطوير والابتكار، ألا وهما الذكاء الاصطناعي والطب الدقيق. ويسرّ قطاع البحوث والتطوير والابتكار في مؤسسة قطر الاشتراك مع السفارة السويدية في تنظيم هذه الفعالية وإقامتها، كما نتطلع إلى تبادل المعارف والخبرات ووجهات النظر في هذين المجالين".
أضاف: "تحظى إنجازات السويد وريادتها في مجالي الابتكار والتكنولوجيا، خاصة الذكاء الاصطناعي والطب الدقيق، بتقدير كبير حول العالم. تأتي هذه الندوة في الوقت المناسب، إذ تعمل مؤسسة قطر، من خلال قطاع البحوث والتطوير والابتكار فيها، على تعزيز تركيزها على هذين المجالين لما فيه خير المجتمع وصالحه".
شارك في الندوة كل من وكالة الابتكار السويدية (فينوفا)، ومعهد كارولينسكا، وهو أكبر مركز فردي للبحوث الأكاديمية الطبية في السويد، وجامعتي لينكوبنج وأوبسالا، كما شارك ممثلون من شركات سويدية عالمية مثل ألفا لافال، ومجموعة إندبندنت بيزنس جروب، وأسترا زينيكا، وإليكتا، وأولينك بروتيوميكس، وإريكسون، وفولفو.
وشملت الندوة خبراء من قطاع البحوث والتطوير والابتكار بمؤسسة قطر، ومجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار، ووزارة الصحة العامة في قطر، ومؤسسة حمد الطبية، وواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، وبرنامج جينوم قطر، وقطر بيوبنك، ومركز قطر لبحوث الحوسبة، ومركز قطر لبحوث الطب الحيوي، ومركز قطر للابتكار التكنولوجي، ومركز سدرة للطب، وجامعة تكساس إي أند إم في قطر، و وايل كورنيل للطب - قطر.
من دولة قطر، علّق السيد عمر الأنصاري، الأمين العام لمجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار، قائلًا: "لقد أطلق المجلس استراتيجية قطر للبحوث والتطوير والابتكار 2030 مستشرفًا المستقبل خلال السنوات العشر القادمة ومستلهمًا رؤية قطر الوطنية وتوجهاتها نحو الاقتصاد القائم على المعرفة. وتدعو هذه الاستراتيجية إلى وضع برنامج مستقبلي لأهداف التحول والتطوير، يُركز بشكل خاص على إنشاء بيئة شاملة ومتكاملة، تستفيد من الأصول القديمة، وتحشد الكيانات المختلفة في جميع أنحاء الدولة".
يُعد الطب الدقيق أكثر تطوّر واعد في مجال الرعاية الصحية اليوم، من شأنه تعزيز الرعاية الصحية والتوجه نحو الوقاية في الوقت نفسه. في هذا المجال، تتمتع السويد بخبرة كبيرة في تطوير حلول شاملة للطب الدقيق وتنفيذها، بينما يجمع تطبيق المفهوم الشامل "للطب الشخصي أو الفردي" في منظومة الرعاية الصحية السويدية بين البحث وطرق التشخيص الحالية وعلاجات التقييم الفردي والوقاية والعلاج من الأمراض لدى الفرد أو جزء من السكان.
وحدّد السيد لارس هامارستروم، مدير ورئيس قطاع الصحة في وكالة الابتكار السويدية (فينوفا)، أربعة عناصر هي الجودة، والموهبة والمعرفة، والبنية التحتية، والتعاون، كمقومات جوهرية وأساسية لتمكين الدول الصغيرة جغرافيًا، مثل السويد وقطر، من التنافس على الساحة العالمية في مجال الطب الدقيق.
من ناحية أخرى، يمثل الذكاء الاصطناعي والطب الدقيق أولويتين رئيسيتين لجهود قطاع البحوث والتطوير والابتكار بمؤسسة قطر التي تركز على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والرعاية الصحية واستدامة البيئة والطاقة.
لهذا الغرض، تم إنشاء مركز الذكاء الاصطناعي في معهد قطر لبحوث الحوسبة، التابع لجامعة حمد بن خليفة، لتعزيز تقنيات الذكاء الاصطناعي المحلية من خلال البحوث وصياغة السياسات والحلول العملية.
كذلك يمثّل التعاون ركيزة أساسية في استراتيجية الطب الدقيق في دولة قطر. لهذا، كانت الجهود التعاونية في الأبحاث بين الهيئات الحكومية والمراكز البحثية الأكاديمية هي المبادرة الأولى لبحث وتحديد مدى انتشار العيوب والأمراض منذ الولادة في قطر، والتصنيف الوراثي لها.
وتقود جهود قطر للأمام في مجال الطب الدقيق المؤسسات البحثية التابعة لقطاع البحوث والتطوير والابتكار بمؤسسة قطر، وهي قطر بيوبنك، وبرنامج جينوم قطر، بالتعاون الوثيق مع الجهات المعنية المحلية من كيانات في مؤسسة قطر مثل معهد قطر لبحوث الطب الحيوي في جامعة حمد بن خليفة، وسدرة للطب، بالإضافة إلى الشركاء من المؤسسات والجهات الدولية.
انطلاقًا من هذه الندوة رفيعة المستوى عبر الإنترنت، سيتم إصدار تقرير برعاية مؤسسة قطر من قبل وحدة المعلومات الاقتصادية بعنوان "القيام بعمل جيد؟ الوفاء بوعد الطب الدقيق"، في 15 نوفمبر، خلال مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية 2020. وسوف يناقش التقرير، ما يتم تقديمه حاليًا، والتحديات المرتبطة بتطبيق الطب الدقيق على نطاق أوسع في النظم الصحية الكبيرة. للتسجيل في الفعالية، تفضل بزيارة: https://2020.wish.org.qa/
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.