قمّة إرثنا تسعى لبناء مسارات استدامة جديدة تُراعي خصوصيتنا وتُلبّي احتياجاتنا

بيان صحفي
تاريخ النشر: 02 مارس 2023 - 04:30 GMT

قمّة إرثنا تسعى لبناء مسارات استدامة جديدة تُراعي خصوصيتنا وتُلبّي احتياجاتنا
جونزالو كاسترو دي لا ماتا
أبرز العناوين
هل من الإنصاف أو حتى من المنطقي أن يتم استخدام مسارات استدامة واحدة لتصنيف دولة مثل قطر تقع في واحدة من أصعب البيئات الصحراوية والأكثر تواضعًا من ناحية التنوع الحيوي

هل من الإنصاف أو حتى من المنطقي أن يتم استخدام مسارات استدامة واحدة لتصنيف دولة مثل قطر تقع في واحدة من أصعب البيئات الصحراوية والأكثر تواضعًا من ناحية التنوع الحيوي، ودولة مثل جمهورية الكونغو التي تضمّ أهم النظم البيئية للغابات في العالم؟ نستنج من هذا السؤال أنّ مسارات الاستدامة العالمية الحالية لا تأخذ في الاعتبار الاختلافات البيئية والحيوية المختلفة لكلّ دولة. 

في هذا الإطار، يُعلّق الدكتور جونزالو كاسترو دي لا ماتا، المدير التنفيذي لمركز "إرثنا"، عضو مؤسسة قطر بالقول: "الاختلاف الشديد بين الأنظمة البيئية يعني حُكمًا أنّ لكلّ بلد رحلته الخاصة والمختلفة نحو مستقبل مستدام. بل يجب أن تكون هذه الرحلة مختلفة عن مثيلاتها، لأنها تتشكّل بناء على التحديات المختلفة التي تواجهها كلّ بلد أو كل منطقة، بما يُمكّنها من ابتكار حلول تُلبي الاحتياجات الخاصة لكلّ منها".

ويضيف جونزالو كاسترو دي لا ماتا: "لا يمكننا استيراد الممارسات أو الحلول أو حتى السياسات من دول تختلف كثيرًا عمّا نواجهه في بيئتنا، بل يتعين علينا إعادة صياغة الأسئلة والمناقشات لنتمكن من التوصل إلى حلول محلية وانشاء مسارات للاستدامة تُناسبنا، وهذا بالضبط ما ستُركز عليه قمة إرثنا القادمة". التي ينظمها "إرثنا – مركز لمستقبل مستدام"، بالتعاون مع وزارة البيئة والتغير المناخي، في مشيرب قلب الدوحة يومي 8 و9 مارس 2023.

تُقام هذه القمة بعنوان: "بناء مسارات جديدة لاستدامة البيئات الحارة والجافة"، وتُركز على أربعة محاور رئيسية تشمل بناء مسارات استدامة جديدة للبيئات الحارة والجافة، والأمن الغذائي، والقدرة على الصمود والتكيّف مع تغير المناخ، إضافة إلى العلاقة بين المناخ والطاقة. ناهيك عن التنوع الحيوي والنظم البيئية، وابتكار الحلول النابعة من البيئة المحلية. 

ومن بين العوامل العديدة التي تضفي أهمية خاصة على أعمال هذه القمة هو تركيزها على دمج المعارف المحلية في جميع مساراتها، وإتاحتها الفرصة للخبراء وصانعي السياسات في مجال الاستدامة على رؤية الواقع البيئي والاحتياجات البيئية بعيون أهل البلد وسكّانها، حيث تسعى قمة إرثنا إلى تجديد الاهتمام بدراسة الحلول التي توصّل إليها الأجداد في مواجهة تغيُّر المناخ، والاستفادة منها، والانطلاق منها كركائز  لتعزيز الاستدامة حاليًا وفي المستقبل.

 ينبع الاهتمام بما توصّل إليه الأجداد، من حقيقة أنّ المناخات الحارة والجافة كانت جزءًا من نسيج البيئة التي نعيش فيها على مدى قرون، وعليه فإن الماضي يحمل المعرفة التي يمكن أن ينتفع بها الحاضر والمستقبل.

ويقول الدكتور جونزالو: "لقد طوّر السكان المحليون ممارسات أتاحت لهم التعايش مع الطبيعة والاستفادة منها وذلك من خلال احترام الموارد الطبيعية والقيم الثقافية". ويرى الدكتور جونزالو أننا كثيرًا ما نكتفي بالتركيز على التقنيات الحديثة أثناء البحث عن الحلول، وهي تقنيات مهمّة بلا شك، لكنّ ما يعادلها في الأهمية هو "التعلّم من ممارسات وأساليب التكيّف التي تَطورت على مدار عقود والتي يمكن أن نبني عليها حلول مُعاصرة". 

وبَهدف انبثاق حلولِ عملية وإثراء النقاشات العالمية المتعلقة بتغيُّر المناخ، تَجمع قمة إرثنا 2023 بين خبراء يتمتعون بمهارات عالمية في مجال الاستدامة، ومن يمتلكون معرفة مباشرة ببيئتهم وبمراحلها التاريخية المختلفة، ومحيطون بالأساليب المتفرّدة التي اتبعها أسلافهم في مواجهة تحديات الاستدامة.

بالإضافة إلى ذلك، تهدف قمّة "إرثنا" إلى خلق فرص التواصل والتعاون، وتبادل المعارف المتوارثة والمتراكمة على مرّ عقود، وذلك عبر التفاعل المباشر بين العلماء والباحثين ومُطّوري التكنولوجيا من جهة، والمعنيين بالبيئة المحلية عبر تجارب حيّة وملاحظات ميدانية. 

من جهة أخرى، تُركّز القمّة على إنشاء مسارات جديدة ومهمة للتكيّف مع تغير المناخ والتخفيف من حدته. وبذلك ستمهّد القمّة الطريق أمام تأسيس معارف جديدة لا يمكن لأي من الفريقين الوصول إليها دون الآخر.

أما فيما يتعلّق بالتحديات المختلفة التي تواجهها البلدان الحارة والجافة خاصة، رأى الدكتور جونزالو أن بيئاتها الطبيعية الأقلّ إنتاجية مقارنة بغيرها يعود لظروفها القاسية، وبالتالي هي غير قادرة على دعم الاقتصاديات الوطنية، ولذلك أنشأت العديد من هذه البلدان بما في ذلك قطر ودول مجاورة أخرى، اقتصادات تعتمد بشكل أساسي على الهيدروكربونات.

يضيف الدكتور جونزالو: "إذا نظرنا إلى المستقبل، فإننا نعلم أن الاستدامة تتعلق بتنويع الاقتصادات. لذلك، فإن التحدي الأكبر هو تحديد المسارات نحو اقتصاد متنوع، وذلك فيما يخص بلدان هذه المنطقة التي تعتمد اقتصاداتها بشكل أساسي على الهيدروكربونات.

وفي تحدي آخر، يبرز تأثير تغيّر المناخ على البلدان الحارة والجافة بشكل غير متناسب، وبحسب الدكتور جونزالو إذا كان المناخ جافًا اليوم، سيُصبح أكثر جفافًا غدًا، والجو الحار سيزداد حرارة، وسيؤثر ذلك على ارتفاع مستوى سطح البحر بشكل غير متناسب في المدن الواقعة على الساحل، مثل الدوحة.

في الخاتمة، يثق الدكتور جونزالو أنّه من خلال النسخة الأولى من قمة "إرثنا" التي تجمع مختلف الأطراف الفاعلة عبر القطاعين الخاص والحكومي، والأكاديميين، والباحثين، وواضعي السياسات، والمجتمعات المحلية، "سنتمكن من الشروع بخلق فهم جديد فيما يخص الاستدامة، وإطلاق حوارات جديدة، من أجل إنشاء مسارات استدامة جديدة نرسم معالمها بما يراعي خصوصيتنا ويُلبّي احتياجاتنا".

تُقدّم قمّة "إرثنا" المقبلة 6 جلسات نقاشية متاحة للجمهور، ويمكن التسجيل للمشاركة فيها عبر الرابط https://www.earthna.qa/ar/open-public-sessions . ستستضيف القمّة "قرية إرثنا" التي تقدّم تجربة تفاعلية للحاضرين وتظهر الممارسات المحليّة المستدامة التي تشمل الاستدامة الثقافية والبيئية والاجتماعية. كما ستوفر المساحة المفتوحة للمعرض قسمًا خاصًا للمشاركين لتقديم نقاشات تفاعلية قصيرة عن عروضهم مع الجمهور.

خلفية عامة

مؤسسة قطر

تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.

توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.

اشتراكات البيانات الصحفية


Signal PressWire is the world’s largest independent Middle East PR distribution service.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن