كرة القدم تمنح صوتًا للشباب

كرة القدم ليست مجرد لعبة، إنما وسيلة لتعزيز التواصل بين الأفراد. وتعكس بطولة كأس العالم للأطفال الدوحة 2022، التي ستُقام في المدينة التعليمية هذا الأسبوع دور الرياضة كأداة لإحداث التغيير الإيجابي، ورفع صوت الشباب، بغض النظر عن أعمارهم وثقافاتهم وجنسياتهم.
تضمّ هذه المنافسة التي تستمر على مدار ثمانية أيام، والتي تُقام بالشراكة مع مؤسسة قطر 28 فريقًا من 25 دولة. وتهدف إلى تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها الأطفال من مجتمعات متواضعة، والحقوق الأساسية التي يفتقرون إليها، بالإضافة إلى منحهم منصة لدفع عجلة التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم وخارجها.
وتقام هذه البطولة بنسختها الرابعة في الفترة التي تسبق بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، وتضم فريقين من قطر يتألفان من طلبة مدارس السَّلم في الدوحة، التابعة لمؤسسة التعليم فوق الجميع من خلال مشروعها "سويًّا"، وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في دولة قطر، بالإضافة إلى أكاديمية قطر – الدوحة وأكاديمية قطر - السدرة، اللتان تندرجان تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر.
قال محمد جهاد من الأردن، 14 عامًا، طالب في مدرسة السَّلم: “أنا متحمس لهذه البطولة، فالأمر لا يتعلق بكرة القدم فحسب، إنه يتعلق بحقوق الأطفال أيضًا، والهدف من هذه البطولة هو محاولة إيصال رسالتنا إلى بقية العالم، وهي أن للأطفال حقوق يجب أن يحصلوا عليها".
وتابع جهاد: "لقد بدلت بطولة كأس العالم للأطفال الدوحة 2022، رؤيتي للحياة، وجعلتني أكثر تفهمًا وتعاطفًا مع الأطفال الآخرين الذين يواجهون ظروفًا صعبة. ستتيح لنا هذه البطولة كطلاب، الفرصة لتسليط الضوء على التحديات التي يواجهها العديد من هؤلاء الأطفال، وآمل من خلال مشاركتنا، أن نساهم في زيادة الوعي وتحسين حياتهم للأفضل".
إلى جانب الدورات التدريبية، والتي حدد خلالها الطلاب الفرق واللاعبين، وعملوا معًا كفريق، فقد تعلموا أيضًا الكثير حول حقوق الأفراد الأساسية وبشكل أكثر تحديدًا حقوق الأطفال والسياسات الموضوعة لحمايتهم.
قال محمد بني حسين، طالب في أكاديمية قطر – الدوحة، والذي يبلغ من العمر 15 عامًا: "أردت أن أكون جزءًا من هذه المبادرة لأنني أعتقد أن كل فرد يحق له أن يحصل على فرصة وأن يكون صوته مسموعًا، وأن يتم تلبية احتياجاته الأساسية".
وتابع بني حسين: "أعتقد أن هذه فرصة رائعة بالنسبة لي للتعرف على الصعوبات التي واجهها الآخرون في سني. يجب أن تتاح لهؤلاء الشباب فرصة للتعبير عن أنفسهم، وعن احتياجاتهم ورغباتهم".
يلعب الإرث دورًا مهمًا في بطولة كأس العالم للأطفال الدوحة 2022، وإلى جانب بطولة كرة القدم، سيشارك المشاركون أيضًا في الجمعية العامة، حيث سيدافعون عن حقوق الأطفال الآخرين من خلفيات متواضعة، ومن خلال تعهد رسمي بعنوان "التزام قطر".
قال ريتشارد جيه بوستيد، منسق ألعاب القوى في مدرسة أكاديمية قطر الثانوية، ومدرب فريق البنين: "أكاديمية قطر- الدوحة هي مدرسة للبكالوريا الدولية، لذا فإن الكثير من التدريس الذي نقوم به يدور حول التفكير الدولي".
وتابع بوستيد: "كأس العالم للأطفال الدوحة 2022، ستكون تجربة تعليمية قوية لطلابنا، وستساعدهم على فهم ما يحدث هنا وحول العالم، بالإضافة إلى فهم كيف يمكنهم المساعدة". حيث يتمثل أحد المكونات الرئيسية في هذه البطولة في تمكين الشباب من إحداث تغيير داخل مجتمعاتهم المحلية.
وتابع بوستيد: "على سبيل المثال، ما هي الحقوق التي لم يتم الوفاء بها، وماذا يمكننا أن نفعل حيال ذلك، ومن خلال أي قنوات، ما هو الإجراء الذي يمكن اتخاذه لإحداث فرق، سواء كانت قضية إقليمية أو قضية عالمية، وكيف يمكننا المساعدة؟".
وفقًا لبوستيد، كان هناك استجابة قوية من طلاب مؤسسة قطر، حيث تقدم العديد من الشباب للمشاركة في البرنامج، وقد تم اختيار الطلاب بناءً على مستوى اهتمامهم واستعدادهم للمساعدة، وليس فقط وفقًا لمهاراتهم الكروية.
تقام البطولة في حديقة الأكسجين بالمدينة التعليمية، وهي مفتوحة للجمهور. سيكون التعليق الوصفي الصوتي، باللغة العربية، متاحًا أثناء المباريات للحضور من المكفوفين أو ضعاف البصر.
للحصول على التفاصيل الكاملة لجميع الأنشطة التي ستقام خلال كأس العالم للأطفال الدوحة 2022، يرجى زيارة https://www.qf.org.qa/events/
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.