كيف تواجه الأمهات الجدد والنساء الحوامل تحديات الصحة النفسية خلال الوباء؟

بيان صحفي
تاريخ النشر: 07 مايو 2020 - 07:44 GMT

كيف تواجه الأمهات الجدد والنساء الحوامل تحديات الصحة النفسية خلال الوباء؟
لآربي أبو حانيان
أبرز العناوين
 بينما لا يزال العالم يعيش حالة من الاضطراب وعدم اليقين نتيجة أزمة جائحة (كوفيد-19)، تواجه النساء الحوامل تحديًا من نوع آخر وربما واحدة من أكبر مشاكل الصحة النفسية.

 بينما لا يزال العالم يعيش حالة من الاضطراب وعدم اليقين نتيجة أزمة جائحة (كوفيد-19)، تواجه النساء الحوامل تحديًا من نوع آخر وربما واحدة من أكبر مشاكل الصحة النفسية.

تُشكل المفاجآت والتحديات جزءًا طبيعيًا من رحلة كل أم خلال فترة الحمل والولادة، لكن مواجهة القيود التي تفرضها ظروف انتشار الوباء هي أمر لم يضعنه في الحسبان. يسلط اليوم العالمي للصحة النفسية للأمهات - الذي يقام في السادس من مايو- الضوء على صراع الأم قبل الولادة وبعدها. وفي هذا العام تحديدًا، اتسع نطاق تلك الصراعات النفسية في ظل ظروف الأزمة الحالية.   

لا تواجه تلك الفئة من النساء فقط نقص المعلومات حول تأثير وباء (كوفيد-19) على النساء الحوامل، بل أيضًا طبيعة الفيروس المعدية التي تعرضهن للخطر في كل زيارة للطبيب.

إن القلق حيال التغييرات المحتملة لخطط الولادة، والسماح بحضور عدد قليل من أفراد العائلة أثناء الولادة، ومشاعر التوتر بشكل عام أصبحت جميعها جزءًا لا يتجزأ من التجربة التي تخضع لها النساء اللاتي يستعدّن للولادة في كافة أنحاء العالم.

تقول مها العاكوم، وهي أم حامل بطفلها الأول، والتي تخطط لولادة طفلها في سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر، بأن كل تلك الأحداث غير المتوقعة المصاحبة لفترة حملها شكلت عبئًا كبيرًا عليها، ووصفت نفسها بالشخص الذي يخطط بدقة قائلة: "عندما بدأت تلك الأزمة، وجدت نفسي في موقف صعب للغاية. لم يعد بإمكاني التخطيط لليوم التالي أو للأسبوع المقبل، ناهيك عن ما تبقى من فترة حملي وولادتي".

ومع النصائح التي حاوطتها من كافة الإتجاهات بملازمة المنزل، وممارسة العمل عن بعد، ومع إغلاق مراكز التسوق والمحال التجارية على وجه السرعة، واجهت العاكوم الكثير من التحديات في ما يتعلق بالإستعداد لولادة طفلها ولتلبية احتياجاتها ما بعد الولادة. ومع ذلك، كان التحدي الأصعب على الإطلاق هو عدم قدرتها على الإختلاط بعائلتها أو والديها لفترات طويلة. فقد تم تشخيصها بالإصابة بسكر الحمل في بداية حملها، وهو ما تطلّب منها اتخاذ كافة إجراءات الحذر. 

قالت العاكوم: "لقد كان وقتًا عصيبًا بالنسبة لي، خاصةً مع تشخيصي بحمل عالي الخطورة وضرورة تقليل عدد زياراتي للطبيب، لم يكن بالأمر الهيّن. فإن ظهور أية عرض عادة ما يكون مدعاة للقلق، وعدم مقدرتي على الذهاب للطبيب جعلت الأمر أكثر صعوبة. ولكنني ممتنة رغم ذلك لكل التدابير التي تم اتخاذها وأدرك تمامًا أنها من أجل سلامتي وسلامة طفلي. وقد ساعدتني أيضًا إمكانية تواصلي عن بعد مع الأطباء الذين يتابعون حالتي لإجراء الفحوصات ولملاحظة أية تغيرات غير متوقعة في حملي". 

لقد كان التعامل مع الموقف صعبًا بالنسبة للعاكوم، ولكنها تحافظ على معنوياتها من خلال التواصل الدائم مع أحبائها عن بعد، ومن خلال الحد من كم المعلومات الذي تتلقاه يوميًا عن أزمة الوباء. كما أنها تقوم بممارسة الهوايات لشغل وقتها وللتخفيف من حدة قلقها.                                   

كذلك هو الحال أيضًا بالنسبة لآربي أبو حانيان، التي وضعت مولودها في أواخر شهر ديسمبر 2019، حيث كانت تجربة ما بعد ولادتها خلال ظروف انتشار الوباء فريدة من نوعها. فكونها أصبحت أماً للمرة الأولى، وجدت أنه من الضروري أن نتمسك بإيجابيتنا وأن نتفهم حقيقة أن الأزمات قد تحدث، وتقول في هذا السياق: "خلال تلك الأوقات المتقلبة، من الضروري أن نثق أنها مرحلة ستنتهي وأن نركز على الإيجابيات".

 

وقد نصحها الأطباء بالبقاء في المنزل قدر الإمكان من أجل سلامتها وسلامة طفلها، وتشرح قائلة: "أقوم بممارسة عملي من المنزل، وهو الأمر الذي يحد من مشاعر القلق وأية مشاعر سلبية قد تنتج عن ملازمة المنزل مع طفلي حديث الولادة. وكذلك أقوم بممارسة الرياضة باستمرار، حيث تساعدني حقًا في الحفاظ على صحتي النفسية. فالخروج في نزهة، حتى وإن كنت وحدي والحفاظ على مسافة بيني وبين الآخرين يساعدني كثيرًا. ولمجرد أننا ملتزمون بالبقاء في المنزل، فهذا لا يعني أنه لا يمكننا التواصل مع أحبائنا عن بعد. وأعتقد أنه من الضروري لكل الأمهات الحوامل أو من أنجبن مؤخرًا أن يبقين على اتصال دائم مع الأصدقاء والعائلة".

وتقول الدكتورة فيليس وات، رئيسة قسم الطب النفسي للبالغين والصحة النفسية للمرأة في سدرة للطب: " تتسم فترة الحمل و فترة ما بعد الولادة بأنها فترة مؤججة للعواطف، و قد لاحظنا زيادة الشعور بالقلق بين العديد من السيدات الحوامل ومن هن في مرحلة ما بعد الولادة وأسرهن مع انتشار جائحة كوفيد-19. و رغم أن القلق هو رد فعل طبيعي في المواقف الصعبة أو المرهقة أو المهددة، إلا أن هناك بعض الخطوات الأساسية التي يمكننا القيام بها جميعاً للحفاظ على صحتنا العقلية والبدنية خلال هذه الجائحة".

 

وتتابع: "إلى جانب غسل اليدين بالشكل الصحيح وتطبيق التباعد الاجتماعي والجسدي، من المهم أن تحصل النساء الحوامل أو اللواتي أنجبن حديثاً على قسط كافٍ من النوم، و أن يتناولن طعاماً جيداً و يمارسن الرياضة بانتظام. و يُعتبر دعم أفراد الأسرة أمراً بالغ الأهمية خلال هذا الوقت".

 

خلفية عامة

مؤسسة قطر

تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.

توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.

اشتراكات البيانات الصحفية


Signal PressWire is the world’s largest independent Middle East PR distribution service.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن