كيف يمكن للآباء تعزيز الاندماج الاجتماعي والتطور الشخصي لأطفالهم ذوي التوحد؟

بيان صحفي
تاريخ النشر: 20 مايو 2024 - 09:06 GMT

Why a Father’s Presence Matters for a Child with Autism
كيف يمكن للآباء تعزيز الاندماج الاجتماعي والتطور الشخصي لأطفالهم ذوي التوحد؟
أبرز العناوين
خبير من مؤسسة قطر يتحدث عن أهمية دور الأب في تنمية شخصية الطفل، وولي أمر لطالب في أكاديمية ريناد يحثُّ الآباء على تقدير أبنائهم والاعتزاز بهم

الدوحة، قطر، 20 مايو، 2024: حين وقف عبدالله المهندي، وهو طالب في أكاديمية ريناد، المنضوية تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، أمام زملائه ومعلميه، ملوِّحًا إلى والده الذي فاجأه بحضوره الى الشاطئ حيث تقام فعالية خاصة بالطلاب، قال حينها أمام الجميع وبكل فخر: "هذا أبي".

لقد أراد هذا الطالب حينها أن يدرك العالم كله من هو والده، تمامًا كما فعل من قبل والده، المحامي خالد المهندي، حين أمسك بيد عبدالله منذ تشخيصه بالتوحد وإلى يومنا هذا مع بلوغه الرابعة عشر من عمره، وسار معه جنبًا إلى جنب في الأماكن العامة، في المجالس، وفي أروقة المدرسة، وفي كل الطرق التي لم تخلُ من تحديات ومصاعب.

يقول الوالد المحامي خالد المهندي: "منذ تشخيص عبدالله بالتوحد، أدركت حجم الدور المنوط بي كأب، فقمت بإعادة تنظيم أولوياتي على مستوى جميع الجوانب المهنية والشخصية والاجتماعية التي تهمني، وتحوّل هدفي الأسمى إلى رعاية ابني وتطوير قدراته لتسهيل اندماجه في المجتمع."

وتابع:" لم أنطوِ على نفسي، ولم أشعر بالحرج بشأن حالة ابني، بل احتضنتها بكل فخر. لقد أصبح عبدالله رفيقي الدائم - نستكشف معًا كل الأماكن في قطر، ونسافر وننخرط في أنشطة اجتماعية. هذه الرحلة شكلت رابطًا أعمق بيننا، وعززت لدى عبدالله شخصية تتمتع بالكاريزما والحضور اللافت، بفضل الثقة بالنفس والاستقرار العاطفي."

بيّنت دراسة قام بها مركز الدوحة الدولي للأسرة، عضو مؤسسة قطر، أن الوجود الوالدي الفاعل يؤثر بشكل إيجابي على تطور الطفل بشكل عام من خلال توفير بيئة داعمة. وبالنسبة للأطفال ذوي التوحد، يجب على الوالدين تقديم الدعم العاطفي والتعليمي الملائم لاحتياجاتهم الخاصة.

يقول الدكتور خالد النعمة، مدير إدارة البحوث والسياسات الأسرية في معهد الدوحة الدولي للأسرة: "يساعد الدعم العاطفي للوالدين الأبناء ذوي التوحد على تجاوز التحديات وتحقيق نجاحاتهم ومدهم بالمهارات الاجتماعية المطلوبة بشكل تدريجي ليسهل عليهم القيام بالمهام اليومية البسيطة والاعتماد على النفس".

ويضيف: "يلعب الأب بالتحديد دورًا مهمًا في تعزيز التواصل وبناء العلاقات مع الأطفال ذوي التوحد، ويشمل ذلك الاهتمام الفعّال والمشاركة في الأنشطة التي تعزز التواصل اللفظي وغير اللفظي. يمكن للأب أن يشكّل نموذجًا إيجابيًا للطفل في التواصل وتحفيزه على تطوير مهاراته الاجتماعية وجعله يحس بالأمان والطمأنينة من خلال توفير بيئة تفاعلية وتعليمية."

كشفت نتائج دراسة قام بها معهد الدوحة الدولى للأسرة حول رفاه الاسر المتعايشة مع اضطراب طيف التوحد أن عزل الأطفال ذوي التوحد وعدم إشراكهم في المناسبات الاجتماعية يؤدي إلى شعورهم بالعزلة وفقدان حس الانتماء، مما يؤثر سلبًا على تطورهم الاجتماعي والعاطفي والوجداني.

يؤكد الدكتور النعمة على الدور الهام الذي يلعبه الوعي المجتمعي في تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم، قائلًا: "في المعهد، نشدد على أهمية تنمية الوعي المجتمعي لبناء ثقة الطفل في نفسه. من الضروري أن نحرص على اصطحاب الأطفال إلى المناسبات الاجتماعية التي تدعم نموهم الشخصي وتجنب المواقف التي قد تثير ردود فعل سلبية لديهم. يفضل الابتعاد عن الأماكن حيث تكثر الضوضاء، أو تلك التي تشهد تجمعات كبيرة، خاصةً في المراحل الأولى من حياتهم، لضمان بيئة تعليمية واجتماعية فعّالة تساعدهم على الاندماج بنجاح."

ويقول الوالد المهندي: "منذ عمر مبكّر، حرصت على تهيئة عبدالله للتواجد في المناسبات الاجتماعية، وملاحظة كيفية تعامله مع ردود الفعل المختلفة التي قد تصدر عن الآخرين تجاهه، إلى أن اعتاد الأماكن العامة وباتت تشكل بالنسبة له مساحة آمنة. كما أنني حاضر دائمًا في كل الأنشطة المدرسية، لأنني أدرك كم يدخل ذلك البهجة إلى قلب ابني، وكم يعزز صحته النفسية."

وفقًا للوالد، حين يتجاهل الآباء احتياجات أطفالهم من ذوي التوحد، ويحيلون مسؤوليات الرعاية إلى الأمهات فقط، فإنهم يحرمون أطفالهم عن غير قصد من المهارات الحياتية الأساسية.
ويقول: "للأسف، هناك أوقات يواجه فيها هؤلاء الأطفال التنمر حتى داخل أسرهم. ويحدث هذا عندما ينعزلون عن البيئة الخارجية، وعندما يتم تهميش احتياجاتهم بسبب ادعاءات الوالدين بالانشغال الدائم". 

ويردف قائلًا: "كما أن هناك آباء لا يزورون مدارس أطفالهم، ولا يحضرون اجتماعات أولياء الأمور، أو يشاركون في فعاليات ومناسبات يمكن لها أن تشكل فرصة للتواصل وخلق ذكريات جميلة لدى الطفل، بينما من الضروري أن يظل الأطفال، وخاصة ذوي التوحد أو ذوي الاحتياجات الخاصة، في مقدمة أولويات كل والد. كما علينا نحن الآباء أن نشارك قصصنا كي نعزز الوعي المجتمعي حول حقوق الأفراد من ذوي التوحد". 

وفقًا لتوصيات دراسة أجراها، يُشدد معهد الدوحة الدولي للأسرة على ضرورة أن تهدف حملات التوعية بالتوحد إلى إرشاد أفراد المجتمع حول أعراض التوحد والسلوكيات التي قد يظهرها الأطفال من ذوي التوحد، مما يساعد على فهمهم ودعمهم بشكل أفضل. ويؤكد الدكتور النعمة أن مشاركة الآباء لقصصهم وتجاربهم مع الآخرين، يعزز الوعي حول أهمية دمجهم وقبولهم وفهم احتياجاتهم.

يقول الوالد المهّندي: "أضاف طفلي عبدالله بعدًا جديدًا إلى حياتي، علمني كيف أتجاوز الصعاب، وحفزني كي أسعى لتوفير فرص أكبر له ولأقرانه ليعيش حياة كريمة، كمواطن له كامل الحقوق الدستورية والقانونية."

واختتم قائلًا: "أحثّ كل ولي أمر على أن يتأمل دور والديه العظيم في حياته، وأن يتساءل: "هل كنتَ لتصل إلى ما أنت عليه اليوم لولا عطاؤهم وتضحياتهم؟ فلننقل هذه المحبة والتفاني إلى أبنائنا. افتخر بطفلك، فلك طفل رائع يستحق كل الحب والعناية، ويستحق منك الحضور الدائم، اجعلوا من أبنائكم أولوية دائمة، ولا تسلموهم لمن لا تثقون في قدراتهم التربوية." 
 

خلفية عامة

مؤسسة قطر

تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.

توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.

مؤسسة قطر

تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.

توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.

اشتراكات البيانات الصحفية


Signal PressWire is the world’s largest independent Middle East PR distribution service.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن