مؤسسة قطر الدولية تستكشف بحر اللغة العربية في قمّة TED بالعربي

"اللغة العربية بحر". هذا ما قالته ميغ غريف أمام حضورٍ واسعٍ خلال جلسةٍ استكشافيةٍ نظّمتها مؤسسة قطر الدولية (QFI) ضمن فعاليات قمة TED بالعربي التي عُقدت في الدوحة. استقطبت الجلسة التي حملت عنوان «معرفة اللغات مدخل إلى الحكمة» شريحة واسعة من الحضور، وشارك فيها ستّ متحدثات باللغة العربية كلغة ثانية، وذلك من البرازيل وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
وأضافت غريف وهي طالبة أمريكية في جامعة تافتس "بعد سبع سنواتٍ من الدراسة، ما زلت واقفةً على عتبات اللغة العربية" واصفةً كيف غيّرت تجربة تعلُّم اللغة العربية حياتها بدايةً في المدرسة الثانوية، واليوم في الجامعة وخارجها، مشيرةً إلى أنه "هناك دائمًا المزيد لتتعلمه".
على مدى السنوات الأربعة عشرة الماضية، دعمت مؤسسة قطر الدولية المعلمين والطلاب للغوص في بحر اللغة العربية. وبما لها من خبرةٍ واسعةٍ في أوروبا والأمريكيتين، تُقدم مؤسسة قطر الدولية الدعم للمعلمين والإداريين والطلاب والباحثين وغيرهم من الخبراء على مستوى منظومة اللغة العربية بهدف تعزيز قيمة تدريس اللغة العربية وتعلّمها كلغةٍ عالمية. وبفضل جهود مؤسسة قطر الدولية، يحظى الطلاب والمعلمون على غرار المتحدثين في الجلسة الاستكشافية بفرصٍ وأوجه دعمٍ تغيّر حياتهم.
وقد أسهمت برامج المرحلة الثانوية المدعومة من مؤسسة قطر الدولية في الولايات المتحدة في تعليم الطالبات المتحدثات في الجلسة الاستكشافية. وقالت كل من سوزي هيز، وشيلبي هولوواي، عن دور مدرّس اللغة العربية في مدرسة ليندبلوم الثانوية في شيكاغو في ولاية إلينوي: "لقد كانت تجربتنا في تعلّم اللغة العربية تجربةً رائعةً بفضل مُدرّس اللغة العربية"، وأضافت سوزي: "لقد تعرّفت على عدد من أفضل الأشخاص في حياتي لأنني تعلّمت اللغة العربية".
هذا وتعلّمت كافة المتحدثات الستة المشاركات في الجلسة الاستكشافية، من معلمات وطالبات، اللغة العربية كلغةٍ أجنبية. وأضافت المتحدثة باولا كافارو، الأستاذة المحاضرة باللغة العربية في الجامعة الفيدرالية في ريو دي جانيرو بالبرازيل، قائلةً "حتى عندما أُدرّس طلابي، أتعلّم منهم". وبدأت كل من باولا كافارو، وباولا رويتشر، وكارولين سيبلي، دراساتهن اللّغوية في المدرسة، وهن يدَرسن اليوم اللغة العربية في المدارس الثانوية والجامعات في البرازيل وألمانيا والولايات المتحدة على التوالي. وقد شاركن جميعهن في وصف كيف تستمر اللغة العربية في تغيير حياتهن.
قالت باولا كافارو: "ليس لديّ الكلمات لوصف كيف غيّرتني اللغة العربية. بصراحة، أنا شخص أفضل لأنني تعلمت اللغة العربية".
تتطلع مؤسسة قطر الدولية إلى مستقبلٍ تكون فيه اللغة العربية اللغة المفضّلة في الفصول الدراسية خارج العالم العربي. ومن خلال إتاحة الوصول إلى تعليم اللغة العربية، يتمتع الطلاب بالفوائد التي تنعكس عليهم من خلال تواصلهم مع مجتمعٍ عالمي من المتعلمين، وبارتباطٍ لمدى الحياة بثقافة ولغة حديثة وديناميكية. ومن أجل تحويل هذه الرؤية إلى حقيقةٍ واقعة، تلتزم مؤسسة قطر الدولية بمساعدة معلمي اللّغة العربية على الارتقاء بمهاراتهم ومنحهم إمكانية الوصول إلى منهجيةٍ تستند إلى الأبحاث ليتمكنوا من إرساء ممارسات التدريس الأكثر فعاليةً وتطورًا.
وفيما يواجه التعليم الابتدائي والثانوي فجوةً عالميةً جوهريةً في تعلّم اللغة العربية، تسعى مؤسسة قطر الدولية إلى معالجة هذه الفجوة من خلال دعم معلمي اللغة العربية في المرحلتين الابتدائية والثانوية، وكذلك معلمي الدراسات الاجتماعية والرياضيات والعلوم والفنون ممن يعتزمون استكشاف اللغة العربية والعالم العربي كجزءٍ من مناهجهم الدراسية. وتجدر الإشارة إلى أن المُتحدثات الستّة باللغة العربية كلغة أجنبية المشاركات في الجلسة الاستكشافية التي استضافتها مؤسسة قطر الدولية قد بدأن تعلّم اللغة العربية في سنٍ مبكرة، ما يبرهن الأثر الذي يحققه تعليم اللغة في المرحلتين الابتدائية والثانوية.
وقالت مديرة حلقة النقاش كارولين سيبلي: "في أول يومٍ لي في فصل اللغة العربية، كتبت المعلّمة: ‘اللغة العربية بحر. وسوف نسبح فيه’. وأنا سعيدةٌ للغاية لأنني فعلت ذلك".
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.