مؤسسة قطر تمنح ثماني شركات ناشئة منحًا تمويلية لمواجهة تحديات الجائحة

سخّرت مؤسسة قطر كافة قدراتها لدعم الجهود الوطنية والدولية لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، بما في ذلك جهود موظفيها الذين يعملون في الخطوط الأمامية في سبيل لتطوير حلول تساعد الناس والقطاع الاقتصادي بالمجمل على التعافي من التبعات الاجتماعية والاقتصادية للجائحة. وإحدى المبادرات التي تصب في هذا الجانب، ويعمل عليها الجميع في مؤسسة قطر، هي تحدي «كوبون الابتكار» ذات الصلة بـ"كوفيد – "19.
تركز هذه المبادرة، التي يُديرها قطاع البحوث والتطوير والابتكار في مؤسسة قطر، على الشركات القطرية الناشئة والصغيرة والمتوسطة في جميع القطاعات، التي تعمل على تطوير منتجات وخدمات تكنولوجية جديدة. وقد حاز على جائزة تحدي «كوبون الابتكار» كوفيد – 19 في المستوى الأول كلٌ من «Pickup Order» و«Study Buddies» و« Build Forward»، أما المستوى الثاني فكل من « The Fight Takes Flight, Combat Covid19» و « ECO-Shield» وأخيرًا كل من « AltComm» و« Eco Probe » و« Airlift » في المستوى الثالث.
يوفر كوبون الابتكار ثلاثة مستويات من التمويل، تساعد المتأهلين على نقل أفكارهم تدريجيًا من حيز الفكرة والتصوّر إلى واقع ملموس، ليحيطوا بذلك بالجوانب المختلفة لقيمة المنتج أو الخدمة التي يقدمونها، ويصنعوا مسارًا واضحًا لهم في السوق. ويوفر المستوى الأول تمويلًا يصل إلى 50000 ريال قطري للأفراد المؤهلين، بينما يقدّم المستوى الثاني والثالث منحًا بقيمة 100.000 ريال قطري و200.000 ريال قطري لرواد الأعمال المتأهلين والشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة.
وعلّق الدكتور رشيد زافو، مدير التكنولوجيا والابتكار في قطاع البحوث والتطوير والابتكار في مؤسسة قطر، حول ذلك قائلًا: «اتضح أن جائحة كوفيد - 19 كانت محفزًا قويًا للإبداع والابتكار، فقد كان مجتمعنا منبعًا غنيًا للأفكار المُبتكَرة التي يمكن أن تساعد في معالجة الأزمة الحالية. وهدفنا هو احتضان هذه الأفكار والمساعدة على تطويرها وتحويلها إلى حلول للمشاكل التي يعاني منها العالم بأسره، ليس فقط لمكافحة الوباء، ولكن أيضًا لإحداث أثر اقتصادي واجتماعي مستدام على صعيد المجتمع.
أطلق قطاع البحوث والتطوير والابتكار في مؤسسة قطر المبادرة في مايو 2020 بهدف دعم الأفكار والمبادرات التي تهدف لمواجهة تحديات الجائحة. وقوبلت المبادرة بحماس، وبلغ عدد الطلبات المقدمة ما يقارب مائة طلب من رواد أعمالٍ، وشركات صغيرة ومتوسطة وناشئة، ممن يمتلكون حلولًا ابتكارية لمعالجة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية التي تأثرت بالجائحة. وفي نهاية المطاف، بلغت ثمانية مقترحات من أصل 22 مقترحًا القائمة المختصرة، بما في ذلك عدة أفكار مميزة قدمتها سيدات قطريات.
وأضاف الدكتور زافو قائلًا: «يُعتبر كوبون الابتكار جزءًا من التزامنا تجاه الشركات الناشئة والمبتكرين لمساعدتهم على إنضاج أفكارهم ليتمكنوا من الوقوف على أقدامهم. ونحن سعداء بنتيجة هذا العام، وسعداء أكثر بتمويل ثمانية مشاريع لديها آفاق مميزة.»
الفائزون من المستوى الأول
يقدّم Pickup Order حلاً فعّالاً لتنفيذ التباعد الوقائي في سوق الخدمات الغذائية، ويتضمن الاقتراح تطوير تطبيق للهاتف المحمول يقلل من التواصل بين الأشخاص عند الطلب في المطاعم والمقاهي أثناء قيادة السيارة، وهي ممارسة تُميّز نمط الحياة المحلي. ويتيح التطبيق للأشخاص الاطلاع على قائمة الطعام والمشروبات، وتقديم طلباتهم مع إدخال رقم لوحة السيارة قبل أو عند الوصول إلى المطعم، بما يقلل من التفاعل بين العملاء والموظفين، مع تسهيل معاملات البيع بشكل عام.
أما Study Buddy، فصاحبتها سيدة قطرية متحمسة لتعليم الأطفال. وهي عبارة عن منصة على الإنترنت تتيح للأطفال العثور على شركاء أو مجموعات للدراسة، مع الحفاظ على التباعد الوقائي. تدعم المنصة أيضًا التعلم من خلال السماح للمرشدين والمعلمين المتطوعين بالتواصل مع الطلاب عبر الإنترنت. ويمكن للمنصة أن تعزز التعليم الرقمي للشباب في قطر خاصة خلال الجائحة، من خلال تلبية الطلب الموجود على الموارد التعليمية المحلية عبر الإنترنت.
وتهدف Build Forward إلى تبسيط عمليات شراء مواد البناء بين الشركات المختلفة، من خلال إنشاء منصة عبر الإنترنت، تدعم شراء مواد البناء والأدوات والمعدات وبيعها وتأجيرها والخدمات ذات الصلة. وسيحفز التطبيق استخدام التقنيات والابتكارات التكنولوجية التي تعزز الإنتاجية والاستدامة في عمليات البناء. بمجرد تنفيذها، ستكون المنصة الأولى من نوعها في قطر في مجال رقمنة سوق البناء وتعزيز إعادة تدوير نفايات البناء.
الفائزون من المستوى الثاني
تستخدم لعبة Fight Takes Flight، Combat Covid19، مقاطع فيديو رسوم متحركة قصيرة تضم شخصيات محلية لتقديم تجارب تعليمية ذات أثر إيجابي للأطفال. وسيساعد المشروع، من خلال سلسلة الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد على شبكة الإنترنت، في معالجة المشكلات التي تواجه الآباء والمدارس فيما يتعلق باستيعاب الأطفال للوضع الاجتماعي الحالي الناجم عن جائحة كوفيد - 19.
ECO-Shield هي مادة جديدة صديقة للبيئة مصنوعة من الخيزران والأناناس والموز ومخلفات الطعام الأخرى. ويعالج مقترح المشروع استخدام هذه المادة لإنشاء معدات الحماية الشخصية (PPEs)، وهو موضوع برز إلى العيان مع تراكم النفايات غير القابلة للتحلل الحيوي والناتجة عن زيادة استهلاك معدات الوقاية الشخصية خلال جائحة فيروس كورونا.
الفائزون من المستوى الثالث
AltComm هو برنامج يقرأ حركة عين المريض، ويُشكل إضافة هامة للمرضى الذين يواجهون صعوبة في التواصل إثناء تواجدهم في العناية المركزة. والبرنامج مفيد خلال هذه الجائحة بالنظر إلى أن العديد من مصابي فيروس كورونا المستجد الذين اُدخلوا إلى وحدة العناية المركزة غير قادرين على التواصل بسبب الإرهاق أو العوائق مثل أجهزة التنفس وغيرها.
Eco Probe هو حل في مجال التسميد الأخضر والمتنقل، ولديه استخدامات تجارية أخرى من المطاعم إلى المؤسسات الكبيرة. يمكن لـ Eco Probe، باستخدام الميكروبات، تقليل حجم الفائض من الطعام بنسبة تصل إلى 90٪ وخفض تكاليف التخلص منها، وإنشاء منتج نهائي مغذٍ وقابل لإعادة الاستخدام. ويقدّم المشروع حلاً فعّالاً لقطاع الزراعة ولمشكلة إدارة النفايات وهدر الطعام، خاصة خلال جائحة فيروس كورونا المستجد.
Airlift هي شركة قطرية واعدة تعمل على تطوير سيارة ذاتية القيادة، سريعة، متعددة الوظائف، ومثالية لتسليم الطرود دون احتكاك شخصي. يمكن لهذه العربة ذاتية القيادة، التي تعمل على بطارية قابلة للشحن، تعقيم وتوصيل الطرود بأقل تفاعل بشري ممكن. ويتزايد الطلب على المركبات الكهربائية حول العالم، لما تمتلكه من إمكانية رائعة في الحلول مكان المركبات الحالية، خاصة في تسليم البضائع داخل المناطق السكنية
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.