مؤسسة قطر ومنظمة العمل الدولية تنشئان أول لجنة فرعية مشتركة للعمالة الوافدة من الإناث في قطر

تتمحوّر النقاشات المتعلّقة بظروف العمالة الوافدة غالبًا حول الذكور مقارنة بالعمالة الوافدة من الإناث، وفي محاولة لتغيير هذا الوضع وضمان التمثيل العادل لكلا الجنسين، اجتمعت مؤسسة قطر ومنظمة العمل الدولية ووزارة العمل لتشكيل أول لجنة فرعية للعمالة الوافدة من الإناث في المدينة التعليمية.
استندت مبادرة تشكيل اللجنة الفرعية للنساء إلى عمليات التدقيق التي أجرتها مؤسسة قطر والتي كشفت أن العمالة الوافدة من الإناث تشعر بأن تمثيلها ناقص في اللجان المشتركة، ونظرًا لإقامة العمالة الوافدة من الذكور والإناث في أماكن سكن منفصلة، فإن فرص الإناث تعد أقل بكثير من الذكور للتفاعل وإبلاغ الممثلين بأي مشاكل قد يواجهنها.
وقالت تشريستيل جوي، من الفلبين، والتي تعمل كنادلة: "العمل على بعد آلاف الأميال عن عائلاتنا ومنازلنا ليس بالأمر السهل خاصة بالنسبة لنا نحن النساء، لكن مثل هذه المبادرات ترفع من معنوياتنا وتمنحنا شعورًا بالتقدير والتعاطف مع مشاعرنا، وتجعلنا نشعر أننا أكثر من مجرد رقم".
ظهرت اللجان المشتركة لأول مرة في قطر عام 2019، وكان مقاولوا مؤسسة قطر جزءًا من البرنامج التجريبي مع منظمة العمل الدولية الذي يجمع بين الإدارة وممثلي العمال المنتخبين لتحديد المشكلات التي قد تحدث في أماكن العمل، ووضع حلول مشتركة تضمن تجنب إساءة استخدام المقاول للعمال، واتخاذ إجراءات مباشرة في حال وقوع أخطاء.
تجتمع اللجان المشتركة مرة واحدة على الأقل شهريًا، مما يوفر منصة منتظمة للحوار بين ممثلي العمال والإدارة، حيث يمكن للعمال إيصال مخاوفهم إلى صاحب العمل مباشرة، والعمل معًا لحل المشكلات بسرعة وشفافية بدعم وتوجيه من مؤسسة قطر، ومنظمة العمل الدولية، ووزارة العمل القطرية.
لإنشاء اللجنة الفرعية، تمت دعوة أكثر من 200 عاملة من مختلف قطاعات مؤسسة قطر لحضور جلسة توعية لتعريفهن بمفهوم اللجان المشتركة، ومن ثم تم ترشيح بعض هؤلاء النساء والتصويت من قبل أقرانهن ليصبحن ممثلات لهن، ثم تلقت 19 ممثلة منتخبة مزيدًا من التدريب على أدوارهن ومسؤولياتهن في جلسة أخرى.
قالت نورا حسن الإبراهيم، مديرة مشروع رعاية العمال في مؤسسة قطر: "منح هذه المبادرة العاملات منصة آمنة لإيصال أصواتهن وحل المشكلات المهمة في أماكن العمل والإقامة، فهناك العديد من الموضوعات التي قد تتردد النساء في طرحها، لذا ستساعد هذه اللجنة في ضمان استفادتهن القصوى من نفس الفرص والحقوق التي يتمتع بها نظرائهن من الرجال ".
هيلين كينجوري من كينيا هي مشرفة كافتيريا في إحدى مدارس أكاديمية قطر، وكانت عضوةً سابقةً في اللجنة المشتركة، وتم انتخابها حالياً لتمثيل اللجنة الفرعية للعمالة الوافدة من الإناث، وقد قالت: "يسرّني تشكيل هذه اللجنة وتواجد النساء فيها، مما يُمكننا من التحدث بشفافية حول القضايا الخاصة بالنساء، ويمنحنا شعورًا بالقوّة".
وقد تم انتخاب أجينيفوجا أنثيا من جنوب إفريقيا، والتي تعيش في قطر منذ ثماني سنوات، كرئيسة للجنة الفرعية للعمالة الوافدة من الإناث والتي سيكون دورها هو وضع خطة عمل لحل القضايا ذات الأولوية، وبعد وقت قصير من الاجتماع الأول للجنة الفرعية، لاحظت أنثيا بعض الثغرات التدريبية، حيث قالت: "معظم النساء لا يعرفن كيفية حساب ساعات العمل الإضافية والمكافآت، ويمثل سد هذه الفجوة أولوية بالنسبة لي، فمن خلال تعليمهن حقوقهن، يمكننا تعزيز تمكينهن".
ناماتورو بروسي من أوغندا هي عاملة نظافة، وترى أن انتخابها كممثلة هو مسؤولية كبيرة عهد بها إليها أقرانها، وأولويتها الأكبر الآن هي العمل على توفير فرص لتحسين مهارات العاملات، حيث أوضحت أن العديد من العاملات يقمنّ بنفس المهام لفترات طويلة بسبب طبيعة وظائفهن، مما يؤدي إلى انخفاض الروح المعنوية لديهن، وتابعت: "إذا كان بإمكان أصحاب العمل إتاحة تغيير أماكن العمل كل فترة، أي بعد ستة أشهر أو عام من العمل في المدرسة، فيمكن حينئذٍ نقلنا إلى مبنى إداري، هذه طريقة بسيطة بالنسبة لنا لتجربة العمل في بيئات مختلفة مع تحديات وخبرات تعليمية مختلفة وستساعدنا في الحفاظ على حماسنا في العمل".
ومن بين الاهتمامات التي نوقشت خلال الاجتماع الأول قضايا صحة المرأة وسلامتها، والتحرش والتمييز، وحظر التجول المفروض على النساء من جهة بعض أرباب العمل، وتحديات النقل، وغير ذلك، ويمكن حل بعض هذه المشكلات على وجهالسرعة بينما سيحتاج البعض الآخر إلى مزيد من النقاشات للوصول إلى حلول مناسبة.
من جهتها، قالت ماري جوزي الطياح، أخصائية الحوار الاجتماعي في مكتب منظمة العمل الدولية في الدوحة: " من خلال إنشاء هذه اللجنة الفرعية، تتخذ مؤسسة قطر خطوة هامة في الاتجاه الصحيح نحو خلق بيئة شاملة للجميع، ونأمل أن تساعد اللجنة في إحداث تغييرات إيجابية في حياة العاملات، وأن تكون قدوة للمنظمات الأخرى في جميع أنحاء قطر والمنطقة".
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.