ما هي البصمة العلمية التي تركها الدكتور أندرو بروكس في قطر على المدى الطويل؟
تُوفي مؤخرًا الدكتور أندرو بروكس، عالم الأعصاب، وأستاذ البحوث في جامعة روتجرز، ولكن هذا الباحث الرائد لم يرحل عن العالم، قبل أن يترك بصمته العلمية، في زمن تفشى به الوباء، وفرضت الجائحة نفسها على كلّ البلاد.
قبل رحيله، تمكّن الدكتور أندرو بروكس من تطوير أول اختبار لفيروس كورونا في العالم عن طريق اللعاب، وذلك من خلال الاعتماد على اللعاب الذي يُجمع في الأنبوب للحصول على العينة، بدلًا من ملامسة الأخصائي لأنف وحنجرة المصاب أو المشتبه بإصابته. وقد تم استخدام طريقة الفحص عن طريق اللعاب أربعة ملايين مرّة حول العالم، ولا زالت من أكثر الطرق المستخدمة في العالم والموثوق بها.
كان للدكتور أندرو بروكس بصمته العلمية أيضًا في دولة قطر، وذلك من خلال جهوده البحثية الرائدة التي أسهم بها في مجال تطوير قطاع الرعاية الصحية بدولة قطر، وذلك عبر عضويته الفاعلة باللجنة الاستشارية العلمية الدولية لمعهد الطب الدقيق، وهي جزء من قطاع البحوث والتطوير والابتكار في مؤسسة قطر؛ بالإضافة إلى دوره المهمّ في المقاربة الروبوتية لتتبع العينات، ناهيك عن دوره في العمليات المرتبطة بفحص جودة بصمات الحمض النووي ومراقبتها من خلال عمله مع قطر بيوبنك للبحوث الطبية، عضو قطاع البحوث والتطوير والابتكار في مؤسسة قطر.
لم تقتصر جهود الراحل البحثية والعلمية على ذلك فحسب، بل كان له أيضًا دورًا بارزًا كأحد أعضاء الفريق البحثي الذي ابتكر وطوّر الرقاقة الجينية الأولى في قطر، وذلك بالتعاون مع خبراء من قطر بيوبنك، وبرنامج قطر جينوم، جزء من قطاع البحوث والتطوير والابتكار في المؤسسة، ووايل كورنيل للطب – قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، ومؤسسة حمد الطبية. وقد تم تصميم الرقاقة الجينية القطرية الأولى للاستعمال الطبي، بما يسمح بتخزين مئات الآلاف من المتغيرات الجينية في جهاز حجمه أصغر من حجم طابع البريد، وفيما كانت العينات الجينية تُرسل إلى خارج دولة قطر لتشخيصها، أصبحت هذه العينات مُخزّنة على الرقاقة الجينية القطرية ويتم فحصها داخل الدولة، وذلك بعد إطلاق هذه الرقاقة.
في رحيل الدكتور أندرو بروكس، تقول الدكتورة نهلة عفيفي مدير عام قطر بيوبنك:" "التقيتُ بالدكتور أندرو بروكس للمرة الأولى في مؤتمر دولي عام 2014، وأدركتُ حينها القيمة العلمية التي يمكن لقطر بيوبنك أن يستفيد منها في حال تمكّنا من التعاون معه، وذلك في إطار رسالتنا الهادفة إلى تشكيل مستقبل الطبّ الدقيق والرعاية الصحية في دولة قطر".
أضافت عفيفي: "لقد أثبت الراحل بالفعل أنه قيمة علمية خلال عمله معنا منذ عام 2015، وقد أُتيحت لي الفرصة للعمل معه وفريقه في نيوجيرسي وذلك في مشروع مدى كفاءة مقارنة العينات وامتثالها لمتطلبات اعتماد كلية علم الأمراض الأمريكية، وكانت تجربة مثمرة. أنا ممتنة جدًا للتحديات التي مررنا بها، وللفرصة التي سنحت لي للعمل مع هذه الشخصية العلمية الرائدة".
بدورها قالت الدكتورة رادجا بادجي، مديرة العمليات الجينومية في برنامج قطر جينوم، والتي عملت مع الدكتور أندرو بروكس خلال فترة تواجده في قطر: "يُعدّ الدكتور بروكس إحدى الشخصيات البارزة التي لها دور رئيسي في نشأة الطب الدقيق وتطوره، فقد أسهم بشكل فاعل في تحقيق تقدّم كبير بالعديد من المجالات المرتبطة بعلم الجينوم. لقد شكّلت إسهاماته الرائدة عاملًا محوريًا في تطوير اختبارات الجينوم متعددة التخصصات الجوهرية، كان من دواعي سروري العمل معه على مدار عامين كاملين".
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.