مركز أبحاث بمؤسسة قطر يعمل على مشروع للتشخيص المبكر للتوحد

بيان صحفي
تاريخ النشر: 05 أبريل 2022 - 05:41 GMT

مركز أبحاث بمؤسسة قطر يعمل على مشروع للتشخيص المبكر للتوحد
خلال الحدث
أبرز العناوين
الدكتور فؤاد الشعبان، عالم أول بمركز بحوث الاضطرابات العصبية بمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، يتحدث عن الأداة الجديدة للكشف عن التوحد، ونجاحها، والمسؤوليات المرتبطة بعلاجات التوحد.

حوار مع الدكتور فؤاد الشعبان، عالم أول بمركز بحوث الاضطرابات العصبية بمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، التابع لجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، حول مشروع أداة تشخيص التوحد بالتعاون مع أرجوس كوكنيتيف، وجامعة راش، شيكاغو، الولايات المتحدة الأمريكية، والذي تم إطلاقه منذ أكتوبر الماضي، والذي يدعم أهداف معهد قطر لبحوث الطب الحيوي في إحداث تأثير إيجابي على صحة الأفراد داخل وخارج قطر.

بدايةً، هل يمكننا معرفة المزيد عن أداة أرجوس لتشخيص التوحد، وآلية عملها؟

تحاول الأداة إدخال التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي في فحص جدول مراقبة تشخيص التوحد، إنه اختبار يستغرق حوالي 45 دقيقة، وهو يعتمد على خبرة المختص أو الطبيب الذي يجري الاختبار كما هي الحال في معظم المراكز الطبية، حيث يقوم الطبيب بناءً على خبرته الخاصة بمراقبة الطفل، وتحديد حالته وما إذا كان منذ ذوي التوحد، بينما وفقًا للتشخيص الجديد، يجلب التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي الموضوعية للاختبار.

وفقًا لهذا التشخيص، يتم وضع الطفل داخل غرفة تتوفر فيها ثلاث آلات تصوير، الآلة الأولى تراقب الطفل، والثانية تركز على المختص الذي يجري الاختبار، أما آلة التصوير الثالثة فهي تغطي الغرفة بأكملها.

خلال الاختبار، يرتدي المختص نظارات زجاجية لتتبع حركة العين، يراقب من خلالها التعابير في وجه الطفل وكيفية تفاعله، ثم يتم جمع كل تلك البيانات، واستخدامها كتعلم آلي وذكاء اصطناعي، وبناءً عليها، ستحصل على التقييم النهائي، حول ما إذا كان الطفل منذ ذوي التوحد أم لا.

ما هي آخر التحديثات التي تم إنجازها منذ إطلاق المشروع؟

لقد تمكنّا من التواصل مع عدد جيد من الأسر، من أجل المشاركة  في هذا الاختبار، سواء من الأسر التي لدى أحد أفرادها طيف توحد أو الحالات التي لم يتم تشخيصها بعد، حيث بلغ عدد الأسرة المشاركة في قطر 54 عائلة، ونظرًا للظروف الصحية التي فرضتها جائحة كوفيد-19، فإن هذا الرقم يعتبر مقبولًا ونتوقع أن نشرك المزيد من الأسر في المراحل القادمة.

كيف يمكنكم تقييم تعاون الأسر مع المشروع، هل واجهتم أي تحديات في هذا الشأن؟

منذ بداية هذا المشروع، استخدمنا وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الوعي حول أهمية ما نقوم به، مما ساعد على إشراك العائلات التي كانت مهتمة بالحصول على الاختبار على الرغم من أنهم يعرفون أن هدفنا هو البحث فقط، وبأننا لا نقدّم أي تقرير طبي بل نكتفي بالإحالة إلى مراكز متخصصة في قطر للتعامل مع هذه الحالات سواء في مستشفى الرميلة أو سدرة للطب.

يتم الاعتماد على اختباراتنا من قبل المراكز الصحية في قطر، لكوننا من المراكز القليلة التي نقوم بإجراء مثل هذا التشخيص، وقد ساهمنا في بناء قدرات من خلال جدول مراقبة تشخيص التوحد، حيث قمنا بتدريب موظفين وعاملين في القطاع الخاص والصحي، كما قمنا بتدريب أعضاء من سدرة للطب، ومن أكاديمية ريناد،  وحوالي 40 متخصصًا لإجراء هذا الاختبار.

إن الوعي بأهمية ما نقوم به عبر وسائل التواصل الاجتماعي دفع العديد من العائلات للتواصل معنا والمشاركة، الأمر الذي ساعدنا في الوصول إلى عدد لا بأس به من العائلات في فترة قصيرة جدًا، كما نخطط في المراحل المقبلة، على التواصل المباشر مع أولياء أمور الطلاب في مؤسسة قطر وكذلك عبر مكتبي، للوصول لكافة أفراد مجتمع مؤسسة قطر.

ما أهمية نجاح دراسة أداة تتبع حركة العين في تشخيص التوحد، والتي أجراها معهد قطر لبحوث الطب الحيوي؟

لقد أثبتنا مؤخرًا، في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، نجاح أداة الفحص المبتكرة القائمة على تتبع حركة العين في تشخيص اضطراب طيف التوحد لدى الأطفال، وفقا لنتائج دراسة جديدة، وهو ما يعدّ تقدمًا كبيرًا في التشخيص المبكر لاضطراب طيف التوحد. حيث تعرض على الأطفال محفزات بصرية لتقييم دقة تتبع حدقات عيونهم، باستخدام شاشة عرض حاسوبية متصلة بجهاز لتتبع حركة العين عن بعد، وتنتج خوارزمية تشخيصًا يعتمد على مؤشر المخاطر في أقل من 10 دقائق وبمعدل نجاح يزيد عن 85 بالمائة.

متى سيتم طرح تقنية تتبع العين واعتمادها في مراكز طبية؟

في الوقت الحالي، النسخة الإنجليزية من تقنية تتبع حركة العين، أصبحت جاهزة، ونعمل على تسويقها. كما أن نسختنا باللغة العربية ستكون جاهزة للطرح خلال ستة أشهر، حيث سنقوم باعتماد هذه التكنولوجيا، لأول مرة، في عدة مراكز طبية ليس في قطر وحسب، بل المنطقة العربية ككل، وهو ما سيحدث تأثيرًا إيجابيًا كبيرًا على الأفراد من ذوي التوحد في هذه المجتمعات.

كما يعمل فريقنا على مشروع آخر متصل، وهو إنشاء أول سجل لإضطراب طيف التوحد في قطر لأولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 13 وما فوق في قطر، وذلك بالتعاون بين معهد قطر لبحوث الطب الحيوي وأكاديمية ريناد ومركز الشفلح، وجمعية عوائل التوحد ومعظم المراكز الخاصة التي تقدم خدمات علاجية للمصابين باضطراب التوحد.

كيف يكتسب هذا المشروع أهمية خاصة كونه يهدف إلى التشخيص المبكر للتوحد، وهو العامل الأساسي الذي يسمح بالتدخل والعلاج المناسب؟

كلما اكتشفنا التوحد مبكرًا، وكانت نتائج التشخيص أفضل، كلما ازدادت فعالية خدمات التدخل العلاجي، مثل العلاج السلوكي والوظيفي.

سن الخامسة هو العمر الأكثر شيوعًا لتشخيص الحالة، بعض العائلات التي لم تتنبه لأي اضطراب يعاني منه الطفل، معتقدة أن كل سلوكياته طبيعية، ستكتشف حالة ابنها عندما يتم إرساله إلى المدرسة، حيث يتمكن المربون من تمييز العوارض وتحديدها بشكل أسرع، حينها، لن يكون تأثير تقديم العلاج لهذا الطفل نفسه في حال حصل عليه في عمر مبكر، فيكون علاجه متأخرًا عن الطفل الذي تم تشخيصه في السنوات الثلاث الأولى. فخلال تلك السنوات، يمكن للمحترفين والمعلمين القيام بالكثير.

لذلك، من المهم جدًا الحصول على تشخيص مبكر، وهذا ما نركز جهودنا عليه، حيث نعمل على اكتشاف الاضطراب مبكرًا، سواء من خلال تقنية تتبع العين، أو جدول مراقبة تشخيص التوحد.

ما هي تكلفة الاهتمام بالفرد من ذوي التوحّد مدى الحياة في قطر؟

لا توجد لدينا بيانات شاملة لتحديد التكلفة،علمًا أن جميع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة يتمتعون بحقوق يكفلها لهم القانون، وهي تشمل حصولهم على رعاية صحية خاصة، مثل العلاج المجاني، التدخل التعليمي، وتوفير مساعد خاص للطفل، لذلك لا بد من أن توفير هذه العناصر ذو تكلفة عالية.

في الولايات المتحدة الأمريكية، تكلف رعاية طفل مصاب بالتوحد مبالغ طائلة، باستثناء الجزء المتعلق بالتعليم، وبعض الخدمات التدخلية، إلخ.

ما حجم الزيادة في حالات التوحد عالميًا ومحليًا؟ وما أهم أسباب هذه الزيادة؟

في عام 2019 ، نشرنا دراسة أظهرت أنه في قطر، لكل 87 مولودًا جديدًا، سيكون هناك واحدًا مصابًا بالتوحد.

هذا الارتفاع في حالات التوحد عالمي ولا يقتصر على قطر فقط، ففي الولايات المتحدة، أصبح هناك واحد لكل 45 طفلًا مصابًا بالتوحد خلال عام 2020، بدلًا من واحد كل 53 طفلًا في الأعوام السابقة.

إذن، هناك ارتفاع ملحوظ يحصل بشكل سنوي في حالات التوحد، ونحن لا نعرف بعد الأسباب الدقيقة للتوحد، لكننا ندرك أن هناك تأثير لنوع معين من الجينات، كما تلعب البيئة والغذاء والمبيدات وبعض الأدوية التي تتناولها المرأة الحامل، دورًا في زيادة احتمال الإصابة بالتوحد.

خلفية عامة

مؤسسة قطر

تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.

توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.

اشتراكات البيانات الصحفية


Signal PressWire is the world’s largest independent Middle East PR distribution service.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن