معهد الدوحة الدولي للأسرة ينظّم حلقة نقاشية لتسليط الضوء على تأثير التغيّر التكنولوجي والابتكار على الأسر

شكّل تأثير التغيّرات التكنولوجية على الأسر محور نقاش أُقيم على هامش مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بالبلدان الأقل نموًا، الذي نظّمه معهد الدوحة الدولي للأسرة بالشراكة مع مؤتمر القمة العالمية للابتكار في الرعاية الصحية "ويش" ومؤتمر القمة العالمية للابتكار في التعليم "وايز"، وذلك في 7 مارس في مركز قطر الوطني للمؤتمرات.
تناول المتحدثون في الجلسة التي أدارتها الاعلامية في شبكة الجزيرة، روعة أوجيه، انعكاس التغيّرات التكنولوجية على العلاقات الأسرية، بما في ذلك العلاقات الزوجية والوالدية، وأثر استخدامها على الصحة النفسية والجسدية للأطفال والنساء على حدّ سواء. كما تطرق المتحدثون إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه التغيّر التكنولوجي على مستوى قطاعيْ التعليم والصحة، خاصةً بعد الأخذ بعين الاعتبار التقلّبات التي استُجدّت عقِب جائحة كوفيد-19، علاوة على التحديات والعراقيل والمخاطر التي تواجه الفتيات والنساء والأطفال بشأن الاستفادة من التقنيات الرقمية في البلدان الأقل نموًا، ودور السياسات والبرامج في دعم الأسر للانتفاع قدر المستطاع من الفرص التي تتيحها هذه التقنيات والابتكارات.
وفي هذا الصدد، أعربت سلطانة أفضل، الرئيس التنفيذي لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش"، عضو في مؤسسة قطر، عن سعادتها لمشاركتها نتائج بحثهم حول "تأثير زيادة استخدام التكنولوجيا الرقمية من قبل الأطفال على صحتهم ورفاههم"، وأكدت أنه: "علينا أن نكون أكثر وعيًا بتأثير التقنيات الرقمية على عقول الشباب، ولهذا الغرض علينا أن نبني سياسات تسمح لهم بالاستمتاع بفوائد الوصول إلى التكنولوجيا لمساعدتهم على تحقيق إمكاناتهم الكاملة بطريقة آمنة وصحية."
بدورها عبّرت الدكتورة شريفة نعمان العمادي، المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة، عن سعادتها بتنظيم المعهد لهذه الحلقة الحوارية بالتعاون مع أعضاء مؤسسة قطر، لمناقشة التأثيرات التكنولوجية على الأسر، منوّهةً باهتمام المعهد الدائم في العمل المشترك على توفير الأدلة التي تساهم في تطوير وتطبيق السياسات والبرامج الصديقة للأسرة بكافة الجوانب الصحية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
من جانبها، شددت ليلى بكر، المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في الدول العربية، على الفرص التي تتيحها التكنولوجيا للفتيات والنساء، مؤكدةً على الشراكة التي تجمع صندوق الأمم المتحدة للسكان ومعهد الدوحة الدولي للأسرة في البلدان الأقل نموًا لمساعدة الفتيات والنساء على استعمال التقنيات التكنولوجية بطريقة تحسّن من صحتهن ورفاههن وتزيد من مساهمتهن المجتمعية.
بدوره، ركّز الدكتور ريان علي، بروفيسور في تكنولوجيا المعلومات والحوسبة بكلية العلوم والهندسة في جامعة حمد بن خليفة، على الوالدية الرقمية، معتبرًا أن: "التكنولوجيا لديها القدرة على تعزيز – وأيضًا - إعاقة رفاه الأسرة وتعليم المراهقين، فمن أجل ضمان الوالدية الرقمية الفعالة، من الأهمية بمكان إعطاء الأولوية لنهج يركز على الأسرة، بدلًا من التركيز فقط على الأطفال."
وأضاف المتحدث أن: "التكنولوجيا وفرت مصدرًا للترفيه للأشخاص المحرومين وذوي الدخل المحدود، ومن الضروري استخدامها لغرض واضح وتجنب الاعتماد عليها للهروب من الواقع."
وختم البروفيسور شيخار ساكسينا، أستاذ ممارسة الصحة النفسية العالمية والصحة العالمية والسكان، كلية هارفارد "تي إتش تشان" للصحة العامة، النقاش قائلًا: "إن البلدان الأقل نموًا تحظى بفرصة غير مسبوقة قصد الاستفادة من التطورات والابتكارات التكنولوجية لتحسين الصحة البدنية والعقلية للأطفال، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة."
وفي نهاية الجلسة، تم إجراء حوار معمق حول ضرورة تسخير قوة العلم والتكنولوجيا والابتكار بما يتوافق مع مصلحة الأسر في البلدان الأقل نموًا، فضلًا على تعزيز مشاركة هذه البلدان وهذه المجتمعات في التجارة الدولية والتكامل الإقليمي لتحقيق الازدهار، وتسليط الضوء على المعضلة العالمية المتمثلة في التغير المناخي والقدرة على الصمود.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.