مناظرات قطر تنظم البطولة الدولية السادسة لمناظرات الجامعات في تركيا

لفن المناظرة تاريخ طويل في الحضارة الإسلامية، هذا ما أورده خبير المناظرات قبيل انطلاق البطولة الدولية السادسة لمناظرات الجامعات التي ينظمها مركز قطر للمناظرات، عضو مؤسسة قطر وانطلقت اليوم في العاصمة التركية، إسطنبول.
وتُقام البطولة الدولية لمناظرات الجامعات في الفترة من 17 إلى 22 يونيو 2022، وهي حدثًا عالميًا يجمع الطلاب من مختلف البلدان لمناقشة الأفكار باللغة العربية وتبادلها حول التحديات المجتمعية والعالمية والقضايا المعاصرة الأكثر إلحاحًا. كما توفر البطولة فرصة للمتحاورين حول العالم للتواصل وتبادل الخبرات وبناء جسور التواصل القائمة على الحوار، بالإضافة إلى تعزيز مكانة اللغة العربية في الأوساط الثقافية والأكاديمية الإقليمية.
يعد هذا الحدث علامة فارقة لمركز مناظرات قطر، كونها أول بطولة دولية تُنظّم خارج قطر بالشراكة مع جامعة فاتح سلطان محمد، شريكها الاستراتيجي للبطولة، وذلك جنبًا إلى جنب مع شريكها التنظيمي جامعة ابن خلدون لاستضافة البطولة وتنظيمها في تركيا والتي يشارك فيها دول عربية وآسيوية وأوروبية وأمريكية وبعضها للمرة الأولى في مناظرات اللغة العربية.
من جانبه، قال عبد الرحمن السبيعي، مدير البرامج في مركز مناظرات قطر: "تنظم مناظرات قطر البطولة الدولية لمناظرات الجامعات كل سنتين وهي أكبر حدث عالمي يُعنى بفن المناظرات باللغة العربية".
وأضاف السبيعي: "تعد البطولة الدولية ملتقى النخب والعقول النيرة في مجال المناظرات حيث يجتمع خلالها ما يزيد عن 500 متناظر وحكم من 49 دول مختلفة ليمثلوا أكثر من 90 جامعة، وتشهد البطولة كذلك مشاركة
أعضاء وخريجي أكاديمية النخبة بمختلف دفعاتها وسفراء مناظرات قطر. كما تضم البطولة الدولية فئتين من المنافسة: فئة المفتوحة باللغة العربية، وفئة اللغة العربية للناطقين بغيرها".
وأوضح السبيعي أن جميع الحاضرين تلقوا تدريبات متخصصة لإقامة بطولة تدريبية لهم عن بعد قبل الحدث نفسه، وذلك للتأكد من استعداد الجميع للمشاركة وتقديم أفضل أداء في البطولة، مضيفًا إلى أن ذلك يسهم في تكوين ثقافة أوسع ومعرفة أعمق لدى المتناظرين حيث إنها تطرح عليهم العديد من قضايا التناظر المتخصصة في مختلف المجالات مما يدفعهم للبحث والقراءة.
وأشار السبيعي أن البطولة الدولية هي من أكبر الفعاليات في مجال المناظرات، وأن مناظرات قطر، عضو مؤسسة قطر يهدف من خلالها إلى خلق بيئة حاضنة لمجتمع المناظرات الناطق باللغة العربية عالميًا وذلك بهدف نشر ثقافة الحوار والمنطق حول العالم وتمكين العقول الشابة من مهارات التفكير الناقد، والتواصل الفعال، والتفكير التحليلي، والإبداعي.
وأضاف السبيعي: كما تسهم البطولة في دفع الشباب العرب للاعتزاز بلغتهم وتشجع الشباب من غير العرب على تعلمها وممارستها ضمن بيئة تعليمية آمنة وتنافسية مليئة بالحماس والمتعة"،
مشيرًا أن هذه هي المرة الأولى هذه التي يتم تنظيم البطولة الدولية خارج دولة قطر، قائلاً: "على الرغم من التحديات التي يفرضها تنظيم البطولة في الخارج، فإن شبكة علاقاتنا الوطيدة مع مجتمعات المناظرات في مختلف الدول مكنتنا سابقاً ولله الحمد من تنظيم بطولات قارية ناجحة".
ويرى السبيعي أن اسطنبول هي الخيار الصحيح لهذه التجربة الجديدة، نظرًا إلى تميز مشاركات تركيا الدائم في مختلف البطولات الدولية للمناظرات باللغة العربية على مستوى المدارس والجامعات، وسهولة وصول المتناظرين إليها وجاهزيتها السياحية لاستقبال الوفود المشاركة، قائلاً: "من خلال شراكتنا الاستراتيجية مع جامعة السلطان محمد الفاتح في تركيا وضمن حزمة الاتفاقيات الموقعة بين دولة قطر والجمهورية التركية الشقيقة تمكنا اليوم من أن نوسع التجربة لنعطي البطولة الدولية نكهة مختلفة وجديدة من خلال استضافتها في إسطنبول".
وأوضح عبد الصمد كوجاك نائب رئيس لجنة المناظرة بمركز دراسات اللغة العربية والمناظرة بجامعة الفاتح سلطان محمد أن:" هناك أهدافًا مشتركة بين المؤسستين ومن ضمنها دعم ثقافة التناظر وتعليم اللغة العربية"، قائلاً: "إن التعاون مع مركز مناظرات قطر قد اختصر علينا الطريق الطويل بتبادل الخبرات وإقامة الفعاليات المشتركة، ومن هذه الفعاليات التي يسعى المركز للقيام بها، تنظيم بطولات وطنية لمناظرات الجامعات والمدارس في تركيا، واستضافة بطولات إقليمية ودولية، بالإضافة إلى عقد ندوات وورشات عمل في فن المناظرة، وتدريب المتناظرين والمحكمين".
وأضاف كوجاك إلى أن أكثر من مليوني طالب على جميع المستويات الأكاديمية يتعلمون اللغة العربية حاليًا في تركيا، مضيفًا إلى أن الجامعة ترغب في تأسيس مركز يعمل على نشر تعليم اللغة العربية وتطويرها بكل الأساليب والطرق المتطورة، وعلى رأسها أسلوب المناظرات باللغة العربية.
واختتم قائلًا: "إن فن المناظرة له تاريخ عريق في الحضارة الإسلامية، وقد كُتب فيه مؤلفات كثيرة وشروح وحواشٍ قيمة، ودُرّس في أغلب المدارس العلمية في أصقاع العالم الإسلامي. كما أن هذا العلم انتشر في عصرنا الحديث في كل أرجاء العالم".
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.