منتدى مناظرات الدوحة من مؤسسة قطر حول إيجابيات الاشتراكية وسلبياتها يحظى بمشاهدة الملايين حول العالم

في حلقة جديدة من مناظرات الدوحة شاهدها الملايين حول العالم، ناقش صنّاع الخبر من ثلاث قارات إمكانية أن تكون جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) حافزًا لدعم المزيد من السياسات الاشتراكية طويلة الأمد حول العالم.
شارك في المناظرة الافتراضية شخصيات معروفة من باكستان وبريطانيا والبرازيل، وتناول كل منها آراء مختلفة حول الاشتراكية، إما لصالح الاشتراكية أو ضدها، أو لإيجاد توازن دقيق بين الاشتراكية والرأسمالية.
شارك في منتدى مناظرات الدوحة الذي يركز على الحلول، وهي من إنتاج مؤسسة قطر، الكاتبة والمعلقة فاطمة بوتو، ووزير الخارجية البريطاني السابق وزعيم مجلس العموم اللورد ويليام هيغ، وعضو الكونغرس البرازيلي والناشطة تاباتا أمارال.
تناولت بوتو أوجه اللامساواة مشيرة إلى أن أزمة كوفيد-19 ساهمت في إبرازها بشكل أوضح. ودعت بوتو إلى "إعادة تصور جذري للنظام"، قائلة: "إن عالمنا محطم ويصعب إصلاحه، كما أن الرأسمالية لم تأتِ بالنتيجة المرجوّة منها. لذا فإن المزيد من الناس في جميع أنحاء العالم ينظرون إلى الاشتراكية كبديل لهذا النظام شديد التعطّل ."
في المقابل، حذّر اللورد هيغ من الميل نحو الاشتراكية، مشيرًا إلى ضرورة " معالجة اللامساواة في العالم، لكن الحل لا يكمن في تقييد الناس. نحن بحاجة إلى المزيد من الابتكار والمشاريع والحرية للجيل الجديد، والقليل من الاشتراكية ليتمكن هذا الجيل من استخدام مهاراته بالكامل."
من جهتها، دعت أمارال إلى تمايز أكثر دقة في المقاربة، مشيرة إلى أنه "مع تزايد الاستقطاب، يميل الناس إلى اعتبار النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية هدفين متعاكسين، ولكن في الواقع، يجب أن يسير كلا الأمرين جنبًا إلى جنب"، مضيفةً: نحتاج إلى الجمع بين المثل العليا للرأسمالية والاشتراكية."
من جانبهما، حث كل من مضيفة البرنامج والمحاورة غيدا فخري والخبير في مجال حل النزاعات غوفيندا كلايتون المتحاورين على تجاوز خلافاتهم في محاولة للتوصل إلى توافق في الآراء حول أفضل مسار اجتماعي واقتصادي للمستقبل.
ومن ضمن ملايين المشاهدين للبرنامج، اختيرت مجموعة من الشباب كلجنة للتصويت على الأسس الموضوعية للحجج التي قدمها المتحاورون. وخلال الجولة الأولى من التصويت، وجدت حجة بوتو لها صدى أكبر لدى الجمهور، وحصلت على 44.73 ٪ من الأصوات، فيما حلّت أمارال في المركز الثاني بنسبة 37.04 ٪، ونال اللورد هيغ نسبة 18.23 ٪ المتبقية. وفي الجولة الثانية من التصويت، تمكنت أمارال من إضافة عدد من الأصوات إلى مجموعها السابق لتحصل على نسبة 42.06 ٪ ، فيما حافظت بوتو على الصدارة بنسبة 43.23 ٪. في المقابل، تراجعت نسبة اللورد هيغ ليحصل على 14.71 ٪ من الأصوات.
مع سعي مراسلة مناظرات الدوحة نيلوفار هدايات إلى حث المشاهدين حول العالم على الانضمام إلى الحوار، وقاموا بمشاركة تعليقاتهم ووجهات نظرهم مباشرة.
قال أوغوفا أونديغو، من نيروبي- كينيا: "في هذا المنعطف، لا ضرر من تجربة هذه الاستراتيجية. أو أي استراتيجية مفيدة.
أضاف براندون فيرديرر، من بروكلين-نيويورك، أن: "المشكلة هي في الرأسمالية غير المنضبطة - تمامًا مثلما قد تؤدي الاشتراكية إلى الشيوعية في أقصى حدودها. علينا أن ندرك أن هناك ميل لأن تتحول الرأسمالية إلى الأوليغاركية حيث تتماهى الطبقة السياسية مع المؤسسات النخبوية لإحكام قبضتهم على الثروة - نميل إلى غض النظر عن انتقاد غايات الرأسمالية المفرطة على غرار ما نفعله مع الاشتراكية."
بدوره، أشاد المدير الإداري لمناظرات الدوحة أمجد عطا الله بكل من شارك في الحلقة الأولى من مناظرات الدوحة والتي عُقدت عن بُعد نظرًا لظروف جائحة كوفيد-19، وقال: "كان النقاش مثيرًا وفي الوقت المناسب، مع مشاركة ثرية من المتحدثين وردود فعل مفيدة من لجنة التصويت الشابة والمشاهدين حول العالم".
وأضاف: "على الرغم من استبعاد إقامة المناظرة شخصياً بسبب الوباء، ارتقى فريقنا إلى مستوى التحدي، كما هو الحال دائمًا، لإنتاج برنامج من الدرجة الأولى يركز على إيجاد الحلول."
لمشاهدة الحلقة، يُمكنكم زيارة صفحات مناظرات الدوحة على يوتيوب، تويتر، وفيسبوك.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.