وايل كورنيل للطب قطر تستكشف الأبعاد القانونية والأخلاقية لاستخدامات الخلايا الجذعية والذكاء الاصطناعي في الطب

نظّمت وايل كورنيل للطب - قطر بالتعاون مع جامعة حمد بن خليفة وجامعة مالايا في كوالالمبور، ندوة ضمن سلسلة "القانون والطب" حول المضامين القانونية والأخلاقية المنطوية على استخدامات الخلايا الجذعية والذكاء الاصطناعي في عالم الطب.
وناقش الخبراء الذين شاركوا في أعمال الندوة أهمية التقدم المحرز خلال الأعوام القليلة الماضية في مجالَي الخلايا الجذعية والذكاء الاصطناعي وتأثيرهما في ممارسة الطب في قطر، وتطرقوا لكيفية صوغ أطر قانونية جديدة كفيلة بحماية حقوق المرضى وسلامتهم بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتُعدّ الخلايا الجذعية مجالاً بحثياً ثرياً يشدّ اهتمام الباحثين الطبيين لقدرتها على إصلاح الأنسجة التالفة أو المريضة لدى الأشخاص الذين يعانون أمراضاً عدّة من بينها على سبيل المثال لا الحصر مرض باركنسون، ومرض السكري من النوع الأول، والسكتة الدماغية، والسرطان، ومرض ألزهايمر. وقد يستخدم الباحثون الخلايا الجذعية لاختبار أدوية جديدة لأغراض السلامة والفعالية.
وقالت الدكتورة أمل رباعي، الأستاذ المساعد للطب الوراثي ومديرة شؤون امتثال البحوث في وايل كورنيل للطب – قطر، إن الخلايا الجذعية تتّسم بقدرتها على التجديد ذاتياً دون حدود ولفترة ممتدة، بل يمكنها أيضاً أن تحوّل نفسها إلى أنواع مختلفة من الخلايا لتصبح خلايا خاصة بالأنسجة أو الأعضاء وبوظائف محددة. كما أوضحت أنّ المعضلة الأخلاقية الأساسية لعلوم الخلايا الجذعية تنشأ عن حقيقة أن الخلايا الجذعية الجنينية تُستمد من الأجنة البشرية أو عن طريق الاستنساخ.
وقال خبير الأخلاقيات البيولوجية الزائر الدكتور جيرمي شوجرمان من جامعة جونز هوبكنز بولاية ميريلاند الأميركية إنّ الصورة العامة لبحوث الخلايا الجذعية قد تضررت كثيراً بفعل عدد محدود للغاية من الحالات التي نالت تغطية إعلامية واسعة وشملت قيام العلماء المنخرطين فيها بأعمال متنافية مع علم الأخلاقيات. كذلك أعاقت هذا المجال بلدان عدة بعد أن سنّت قوانين مختلفة بشأن بحوث الخلايا الجذعية، ما جعل التعاون دولياً في هذا المضمار قضية إشكالية.
من جانب آخر، نجد أن الذكاء الاصطناعي المستخدَم في مجال الرعاية الصحية يمكنه أن يسخّر تحليل كميات ضخمة من البيانات بغية تعزيز المحصلة العلاجية للمريض، لكنه يثير مخاوف أخلاقية في ما يتعلق بالخصوصية وتنوع مصادر البيانات ومظاهر التحيز والاعتماد على كيانات غير بشرية في اتخاذ قرارات يمكن أن تغير مسار حياتنا.
وقال الدكتور باري سليمان، الأستاذ المساعد للقانون في كلية القانون والسياسة العامة في جامعة حمد بن خليفة: "من المهم للغاية أن نسدّ الفجوة القائمة بين مهن القانونيين والأطباء، وأن نكون على إلمام بالأهمية الأساسية لخبراء الأخلاقيات في تقدم العلوم. ونحن بحاجة إلى التفكير في الدور الممكن للقانونيين في صوغ القوانين بما يكفل تقدم العلوم، وسَيْر مثل هذا التقدم على نحو يوفر الحماية للمنخرطين كافة"
اشترك في إدارة الندوة كل من الدكتور باري سليمان والدكتورة ثريا عريسي، أستاذ الطب الإكلينيكي والعميد المشارك الأول للتعليم الطبي والتعليم الطبي المستمر في وايل كورنيل للطب - قطر، وشملت أعمالها محاضرات لخبراء آخرين هم: الدكتور محمد فردوس بن عبدالعزيز من كلية القانون بجامعة مالايا الذي تحدّث عن اللوائح الناظمة لبحوث وتجارب الخلايا الجذعية حول العالم، والدكتور فيصل فاروق من معهد قطر لبحوث الحوسبة الذي تحدّث عن الذكاء الاصطناعي في مضمار الرعاية الصحية، والدكتورة إيفي فايينا من المعهد السويسري للتقنية التي تحدّثت عن التحديات الأخلاقية المحيطة باستخدام تعلُّم الآلة في مجال الرعاية الصحية، والدكتورة شارون كاور من كلية القانون بجامعة مالايا التي تحدثت عن اللوائح العالمية الناظمة للذكاء الاصطناعي، والدكتور محمد غالي أستاذ الدراسات الإسلامية وأخلاق الطب الحيوي في مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق في جامعة حمد بن خليفة الذي تحدث عن منظور الإسلام لعلم الأخلاقيات البيولوجية في ما يتعلق ببحوث الطب الخلايا الجذعية.
وقد شارك الخبراء الزائرون أيضاً في جلستين ناقشت إحداهما الأبعاد القانونية والأخلاقية لعلم الخلايا الجذعية وعُقدت برئاسة الدكتورة أديبة قمر الزمان عميدة كلية الطب في جامعة مالايا، فيما ناقشت الأخرى تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية، وعُقدت برئاسة الدكتورة ثريا عريسي.
وقالت الدكتورة عريسي: "أنا ممتنة للخبراء الذين انضموا إلينا لاستكشاف كيفية تطوير الأطر القانونية اللازمة بما يحقق لمرضانا الفائدة القصوى من التقدم المحرز في مجال الخلايا الجذعية والذكاء الاصطناعي، مع الاحترام التام لحقوق كل فرد في مجتمعنا ولثقافته ولسلامته".
نالت الدورة التدريبية الاعتمادَين اللازمين من قبل إدارة الاعتماد في المجلس القطري للتخصصات الصحية في قطر ومجلس اعتماد التعليم الطبي المستمر في الولايات المتحدة.
خلفية عامة
وايل كورنيل للطب - قطر
تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل من بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. يتمّ التدريس من قبل هيئة تدريسية تابعة لجامعة كورنيل ومن بينهم أطباء معتمدين من قبل كورنيل في كل من مؤسسة حمد الطبية، مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، مؤسسة الرعاية الصحية، مركز الأم والجنين وسدرة للطب. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. كذلك تسعى إلى تأمين أرفع مستوى من التعليم الطبي لطلابها، بهدف تحسين وتعزيز مستوى الرعاية الصحية للأجيال المقبلة وتقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين للقطريين وللمقيمين في قطر على حدّ سواء.