وايل كورنيل للطب - قطر تطلق دورة تدريبية حول العلاج بالموسيقى

أطلقت وايل كورنيل للطب - قطر دورة إلكترونية متخصصة الهدف منها إتاحة تدريب مكثف في مجال تسخير التدخلات الموسيقية المدروسة لعلاج عدد من الأمراض والمشكلات الصحية المختلفة. وقد حضّر لهذه الدورة معالجون بالموسيقى وعلماء أعصاب وأطباء وموسيقيون من الكلية ومؤسسات أخرى متعاونة. 

تتألف الدورة المكثفة بعنوان "تدريب في مجال التدخلات الموسيقية: من الأساسيات إلى التنفيذ متعدد التخصصات" من أكثر من عشرين حلقة دراسية شبكية، بعضها مباشر وبعضها الآخر مسجّل، معدّة لتزويد الأطباء المعالجين والموسيقيين بمجموعة من الموارد القائمة على شواهد تصف تقنيات التدخلات الموسيقية وتطبيقاتها الإكلينيكية.

ويُستعان بالنّهج الموسيقية في علاج أو إدارة العديد من الأمراض والمشكلات الصحية، منها عيوب النطق والأمراض العصبية مثل باركنسون وألزهايمر ومشكلات الصحة العقلية وغيرها. وسيتعرّف المشاركون بهذه الدورة على الفوارق بين مصطلح "الموسيقى العلاجية" أو "التطبيب بالموسيقى" ومصطلح "العلاج بالموسيقى"، وكيفية تحديد الأمراض التي قد تستفيد من التدخلات الموسيقية العلاجية. والمشاركون سيستكشفون أحدث الدراسات البحثية والتجارب الإكلينيكية التي استعانت بالموسيقى العلاجية والعلاج بالموسيقى في علاج أو إدارة الأمراض العصبية والعصبية النفسية والعصبية النمائية، وسيكتسبون المهارات الأساسية اللازمة للتنفيذ المتعدد التخصصات للتدخلات الموسيقية. ويُعتقد أن هذه الدورة التدريبية هي الأولى من نوعها من حيث مواءمتها لاحتياجات سكان منطقة الشرق الأوسط، ومن حيث شمول تاريخ العلاجات الموسيقية بالمنطقة، إلى جانب استخدام الآلات الموسيقية والأصوات والموسيقى الشرق الأوسطية لأغراض علاجية.  

ويقوم بتقديم مادة الدورة كل من الدكتورة غزلان بن دريس، الأستاذ المساعد لعلم الأحياء في وايل كورنيل للطب – قطر، والدكتورة أسيل مسعود الطبيبة والمعالِجة الموسيقية ومغنية السوبرانو المحترفة، والسيدة رولا برغوثي المعالِجة الموسيقية، والدكتور وسيم قطب الطبيب وعازف البيانو والمؤلف الموسيقي، وتوفيق ميرخان عازف ومدرّس آلة القانون ورئيس قسم الموسيقى العربية في أكاديمية قطر للموسيقى، وإبراهيم كدر مدرّس آلة الناي، وجيفكا بيشيفا عازفة البيانو وعضو الهيئة التدريسية في أكاديمية قطر للموسيقى.

وسيتعرّف المشاركون بالدورة المتخصصة على الحالة الراهنة للعلاج بالموسيقى في قطر، وسيتناقشون في سبل تعاون المهنيين الصحيين والموسيقيين والمعالجين الموسيقيين من أجل التنفيذ الفعّال للتدخلات الموسيقية في الدولة ونشر التوعية بشأن المنفعة المتأتية من هذه النّهج.

وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة بن دريس: "فهمنا لتأثير الموسيقى في الإنسان يتعمّق أكثر فأكثر بفضل تطوّر علم الأعصاب، والبيانات والأدلّة الحالية تدعم إمكانية الاستفادة من الموسيقى والأدوات الموسيقية في علاج العديد من المشكلات والأمراض العصبية. وبالاستعانة بالتقنيات الجديدة مثل التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) عرفنا كيف أن مجرد الاستماع إلى معزوفة موسيقية يمكن أن يقلّل مستويات الكورتيزول ويزيد من إفراز المواد الأفيونية الطبيعية والدوبامين والسيروتونين من أجزاء مختلفة من الدماغ. وأهمّ ما يتميز به العلاج النشط بالموسيقى هو أنه يحفز المرونة العصبية، وهو ما يحفز بالتالي تكوين روابط جديدة بين أجزاء مختلفة من الدماغ، الأمر الذي يحسّن من كلام الإنسان وحركاته ويجعله يستعيد توجيهه أو يحسّن انتباهه. ولأن الموسيقى ليست دواء ذا تركيبة وجرعة متطابقة لكل مريض، فإننا نشهد تطوّر طب الموسيقى الدقيق، وفيه تتمّ مراعاة الخلفية البيئية والثقافية لكل مريض على حدة ومن ثم صوغ خطة متوائمة بدقة مع احتياجاته الفردية".

وقالت الدكتورة ثريا عريسي، أستاذ الطب الإكلينيكي ونائب العميد للشؤون الأكاديمية والمناهج في وايل كورنيل للطب - قطر: "ثمة أدلة واضحة ومقنعة بأن التدخلات الموسيقية يمكن أن تكون بالغة الفعالية والمنفعة في علاج العديد من الأمراض والمشكلات الصحية. ومن شأن هذه الدورة المتميّزة أن تزوّد الموسيقيين والأطباء المعالجين بالمعرفة العلمية والمهارات العملية اللازمة لتحديد من يمكن أن يستفيد من التدخلات الموسيقية وكيفية القيام بذلك بأكبر قدر من الفعالية".

ويتم اعتماد هذه الدورة من قبل قسم الاعتماد بإدارة التخصصات الطبية التابعة لوزارة الصحة العامة القطرية ومن مجلس اعتماد التعليم الطبي المستمر في الولايات المتحدة.