وايل كورنيل للطب - قطر تُطلع مؤسستين متخصصتين في الأردن على أحدث إنجازاتها في بحوث علم الأعصاب الموسيقي

زارت الدكتورة غزلان بن دريس، الباحثة في علم الأعصاب وعضو هيئة التدريس في وايل كورنيل للطب – قطر، العاصمة الأردنية عمّان مؤخراً في إطار التعاون مع بلدان المنطقة في مجال التدخلات العلاجية القائمة على الموسيقى. وتتصدر الدكتورة بن دريس البحوث العلمية الريادية التي تتناول تأثير مقامات الموسيقى العربية في الفسيولوجية الدماغية والعواطف.
واستعرضت الدكتورة بن دريس خلال زيارتها إلى الأردن النتائج الأولية للتجربة الإكلينيكية التي أجرتها على المقامات العربية وأثرها في الأنشطة الدماغية باستخدام تخطيط كهربية الدماغ، وهي في الوقت نفسه الدراسة الوحيدة من نوعها المسجلة على موقع ClinicalTrials.gov. وتحدّثت الدكتورة بن دريس في مركز كريشيندو للموسيقى والفنون، المؤسسة التعليمية المرموقة المعنيّة بإتاحة تعليم شامل في مجال الموسيقى والفنون، بحضور عدد من خبراء موسيقى الإثنيات والمعالجين والمتخصصين في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة. وقالت إن نتائج بحوثها تشير إلى أن مقام الصبا يمكن أن يُحدث استجابات عاطفية قابلة للقياس لدى المشاركين من أصول عربية مقارنة بالمشاركين من غير العرب، وهو ما يعارض الفكرة السائدة القائلة إننا نتلقى الموسيقى بطريقة متشابهة. وتفتح هذه النتائج المجال أمام وضع نُهج للعلاج بالموسيقى تتوافق مع سياقات ثقافية محددة.
كما زارت الدكتورة بن دريس مركز روح الشرق للتطوير، وهو أول مركز تدريب مهني متخصص في الشرق الأوسط مكرّس لتدريب وتأهيل الأشخاص الذين يعانون إعاقات وصعوبات تعلم، وتشمل أنشطته العلاج بالموسيقى والأشغال اليدوية والأنشطة المدرّة للدخل لبناء استقلاليتهم وثقتهم بأنفسهم.
وتحدّثت الدكتورة بن دريس عن بحوثها قائلة: "أشعر بفخر كبير لأن هذه التجربة الإكلينيكية بدأت تؤتي أولى ثمارها. فهذه أول دراسة من نوعها تُقدّم دليلاً علمياً عصبياً لما تحدّث عنه علماء مسلمون مثل الفارابي وابن سينا منذ قرون، وأقصد بذلك الإمكانات العلاجية للمقامات الموسيقية التي استُخدمت في أقدم مستشفيات الصحة النفسية، أو ما كان يُعرف بالبيمارستان. وتماماً كما خضعت موسيقى موزارت لدراسات عصبية، كُنا السباقين في وايل كورنيل للطب - قطر في دراسة الاستجابة الدماغية لأغنية "هو صحيح الهوى غلّاب" التي غنتها أم كلثوم على مقام الصبا. وتعارض نتائج دراستنا الرأي القائل إن الموسيقى تُشعرنا بالحزن على النحو نفسه، وتشير بدلاً من ذلك إلى ضرورة أن تكون التدخلات العلاجية الموسيقية مراعية للجذور الثقافية. واخترتُ الأردن لإطلاع المعنيين فيه على نتائج دراستنا كون هذا البلد يحتضن أحد أقدم برامج العلاج بالموسيقى في المنطقة. وتجسّد الزيارة طموحاتي بتعزيز تعاون إقليمي دائم يجمع بين العلم والتراث والرعاية، بما يخدم في نهاية المطاف الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال ممارسات علاجية أكثر شمولاً ومراعية للفروق الثقافية".
وهذا التعاون وثيق الصلة بالاهتمامات البحثية الأوسع نطاقاً للدكتورة بن دريس في مجالات اضطرابات النمو العصبي والبُعد الحسي لمحور الأمعاء-الدماغ. وهو امتداد لنجاح الدورة التدريبية التي عقدتها في إطار التعليم الطبي المستمر بعنوان "التدريب على التدخلات الموسيقية"، وهي أول دورة من نوعها معتمدة في المنطقة. وشاركت في الدورة السيدة رلى البرغوثي، المعالِجة بالموسيقى من مركز روح الشرق. وأُعِدّت الدورة لتزويد أصحاب المهن الصحية بأدوات تساعد الأفراد على بناء احترام الذات، والتعبير عن مشاعرهم، ومعالجة صعوبات النطق والحركة المرتبطة بأمراض مثل الزهايمر وباركنسون والتوحد واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.
إن وايل كورنيل للطب - قطر ملتزمة بمواصلة النهوض بعلم الأعصاب الموسيقي، وقد تعزّز زخم ذلك بإدراج المعالجين بالموسيقى رسمياً ضمن ترخيص العلاج بالفن في قطر.
خلفية عامة
وايل كورنيل للطب - قطر
تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل من بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. يتمّ التدريس من قبل هيئة تدريسية تابعة لجامعة كورنيل ومن بينهم أطباء معتمدين من قبل كورنيل في كل من مؤسسة حمد الطبية، مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، مؤسسة الرعاية الصحية، مركز الأم والجنين وسدرة للطب. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. كذلك تسعى إلى تأمين أرفع مستوى من التعليم الطبي لطلابها، بهدف تحسين وتعزيز مستوى الرعاية الصحية للأجيال المقبلة وتقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين للقطريين وللمقيمين في قطر على حدّ سواء.