ورشة عمل في الجامعة الأميركية في بيروت تمكّن النساء في قطاع الرعاية الصحية
في إطار الدفعة الثانية من برنامج "من نساء إلى نساء: مقدّمة في بناء القيادة النسائية في الصحة والصحة العامة"، اجتمعت اثنتان وعشرون من المتخصصات في مجال الرعاية الصحية من مختلف أنحاء لبنان، للمشاركة في ورشة عمل استمرّت يومين في كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في بيروت.
نُظِّم هذا البرنامج بالشراكة بين مركز المرأة في الأعمال في كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال، وقسم الغدد التناسلية والعقم في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، جامعًا نساءً من مختلف التخصصات الطبية بهدف تعزيز القدرات القيادية، وبناء الثقة، وتوسيع شبكات التعاون المهني الفعّالة.
بعد كلمة الترحيب من البروفيسور يوسف صيداني، عميد كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال، الذي شدّد على الدعم المتواصل من الكلية للمركز ورسالة تمكين النساء القياديات في مختلف القطاعات، استمعت المشاركات إلى كلمة الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمكتب شرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية. استعرضت بلخي من واقع خبرتها العالمية في القيادة الصحية دروسًا ملهمة حول الصمود والغاية والقيادة في ظلّ عدم اليقين، مؤكدةً أن أصوات النساء قادرة على تشكيل أنظمة صحية أقوى وأكثر عدلاً.
كما شاركت سفيرة النرويج في لبنان هيلدي هارالدستاد، بكلمة حول تمثيل النساء في القطاع الطبي، مسلّطة الضوء على التقدّم الذي أحرزته النرويج في تعزيز مشاركة النساء في قطاع الرعاية الصحية، مع الإشارة إلى التحدّي العالمي المستمر المتمثل في ضعف تمثيل النساء في المناصب القيادية العليا. وجاءت كلمتها بمثابة دعوة لمواصلة العمل من أجل تحقيق المساواة في القيادة، مزجت بين الرؤية العالمية والبعد المحلي.
تضمّن البرنامج سلسلة من الجلسات التفاعلية التي قادتها نخبة من عضوات هيئة التدريس والخبيرات من الجامعة الأميركية في بيروت. قدّمت الدكتورة غنى غزيري، أستاذة في أمراض النساء والتوليد ورئيسة قسم الغدد التناسلية والعقم في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، الجلسة الافتتاحية بعنوان "المهارات الأساسية للقيادة الصحية الناجحة"، تناولت فيها المهارات الضرورية لقيادة الفرق بفعالية، وتحقيق التوازن بين التميّز السريري والأولويات المؤسسية، وبناء الثقة في اتخاذ القرارات. شاركتها الدكتورة زينة شحادة، برؤية تعبّر عن شغف الجيل الجديد من النساء في الطب.
أما الدكتورة رولا شامي-ملاعب، أستاذة مساعدة في إدارة الموارد البشرية في كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال، فقادت جلسة بعنوان "القيادة بالتغيير والغاية" ركّزت فيها على كيفية إدارة التحوّل، وتحفيز الابتكار، والتعامل مع مقاومة المؤسسات للتغيير. وشاركتها منال أيوب، ممرضة متخصصة بالتخصيب ومدرّبة للمرضى في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، بخبرتها حول دور التعاطف والعمل الجماعي في تعزيز جودة الممارسة السريرية وتقوية فرق الرعاية الصحية.
وفي جلسة "التفاوض بفعالية والاحتفاء بالإنجازات" قدّمت الدكتورة ندى خَدّاج صبح، مديرة مركز المرأة في الأعمال في كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال، تدريبًا تفاعليًا حول مهارات التفكير والتفاوض لتمكين النساء من الدفاع عن أنفسهنّ وعن الأخريات، وفتح الطريق أمام مزيد من القيادات النسائية في قطاع الرعاية الصحية، مركزة على أنّ "تمكين النساء في قطاع الرعاية الصحية لا يقتصر على التقدّم المهني، بل يعني تغيير الأنظمة من الداخل." وقالت، "عندما تقود النساء بأصالة وتعاطف وثقة، فإنهن يخلقن تأثيرًا متسلسلًا يقوّي المؤسسات والمجتمعات، ويُحسّن نتائج الصحة العامة."
في اليوم الثاني، تركزت الجلسات على المرونة، والحضور الرقمي، والقدرة على التكيّف. وقدّمت الدكتورة جيسي كفوري، وهي محاضِرة في التسويق في كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال، جلسة "بصمتك الرقمية"، شجّعت فيها المشاركات على بناء هويات رقمية أصيلة تعزز المصداقية المهنية والتأثير. تلتها الدكتورة مايا روماني، أستاذة في طب العائلة ومديرة مركز الصحة والعافية في الجامعة الأميركية في بيروت، بجلسة "القيادة المرنة – التوازن بين العمل والحياة والوقاية من الإرهاق"، التي قدّمت فيها استراتيجيات عملية للحفاظ على الصحة النفسية والبدنية في بيئات العمل المرهقة.
كما قدّمت الدكتورة منى عيتاني، أستاذة مساعدة في ريادة الأعمال في كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال، جلسة "تعزيز الريادة الداخلية في بيئة العمل"، حثّت فيها المشاركات على تبنّي الإبداع والمبادرة داخل مؤسساتهن لإحداث تغيير مستدام. واختُتمت الورشة بجلسة "القيادة النسائية في أوقات الأزمات" مع الدكتورة إيفلين حِتّي، أستاذة في طب الطوارئ السريري ورئيسة قسم طب الطوارئ في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، التي نقلت تجاربها في قيادة فرق الطوارئ خلال الأزمات الوطنية، مظهرةً القوة والمرونة والاتزان المطلوب للقيادة في المواقف الصعبة.
اختُتمت الورشة بجلسة تبادلت فيها المشاركات الانطباعات والتجارب التي اكتسبنها خلال اليومين. وقد وصف العديد منهن التجربة بأنها تحولية ومُلهمة، مشددات على أهمية التعلّم الجماعي والتوجيه وبناء الشبكات الداعمة.
تُعد هذه الورشة المرحلة الأولى من مبادرة متعددة المراحل تهدف إلى تعزيز القدرات القيادية لدى النساء في القطاع الصحي، ورفع الوعي بالعوائق المنهجية، وبناء مجتمع مستدام من القيادات النسائية التي تدفع عجلة الابتكار، والدمج، والتحول في مجالي الصحة والصحة العامة على الصعيدين المحلي والإقليمي.
خلفية عامة
الجامعة الأمريكية في بيروت
الجامعة الأمريكية في بيروت هي جامعة لبنانية خاصة تأسست في 18 نوفمبر 1866، وتقع في منطقة رأس بيروت في العاصمة اللبنانية، وبدأت الكلية العمل بموجب ميثاق منحها إعترافا حصل عليه الدكتور دانيال بليس من ولاية نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية. افتتحت الجامعة أبوابها في 3 ديسمبر عام 1866 لتمارس نشاطها في منزل مستأجر في أحد مناطق بيروت.
تعتمد الجامعة معايير أكاديمية عالية وتلتزم مبادىء التفكير النقدي والنقاش المفتوح والمتنوع. وهي مؤسسة تعليمية مفتوحة لجميع الطلاب دون تمييز في الأعراق أو المعتقد الديني أو الوضع الاقتصادي أو الانتماء السياسي، وهذا ما أرساه مؤسسها الداعية الليبيرالي دانيال بليس.