اليوم ال 25 لمونديال 2006 - المباراة النهائية : إيطاليا تتوج بطلة للمرة الرابعة، ونهاية مأساوية لمسيرة زيدان
توجت إيطاليا بلقب كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخها بعد تغلبها على فرنسا بركلات الترجيح بنتيجة 5-3 يوم الأحد بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل بهدف لكل فريق في المباراة النهائية للمونديال على استاد برلين الأوليمبي.
تقدم زين الدين زيدان لمنتخب فرنسا في الدقيقة السابعة عن طريق ركلة جزاء ، وتعادل ماركو ماتيراتزي لإيطاليا في الدقيقة 19.
وفي ركلات الترجيح ، أحرز لإيطاليا أندريا بيرلو وماتيراتزي ودانييلي دي روسي وأليساندرو ديل بييرو وفابيو جروسو ، وأحرز لفرنسا سليفان ويلتورد وإيريك أبيدال وويلي سانيول ، فيما أضاع ديفيد تريزيجيه.
وشهدت المباراة حصول زيدان على البطاقة الحمراء في الدقيقة 110 بعدما قام بضرب ماتيراتزي بدون كرة وكأنها "نقرة ديك".
ويعد مارتشيللو ليبي المدير الفني لإيطاليا هو المدرب الأول في التاريخ الذي يفوز بكأس العالم ودوري أبطال أوروبا ، الذي فاز به مع يوفنتوس عام 1996.
المباراة في مجملها جاءت قوية ومثيرة ، وبدأت بسقوط مبكر لتييري هنري على الأرض بعد اصطدامه بفابيو كانافارو ، وعاد إلى الملعب بعد علاجه في وقت كادت فيه قلوب الفرنسيين أن تتوقف.
ومع أول هجمة فرنسية ، فاجأ الحكم الأرجنتيني هوارشيو إليزوندو العالم باحتساب ركلة جزاء مثيرة للجدل لصالح "الديوك" بداعي وجود خطأ من ماتيراتزي ضد فلورين مالودا ، انبرى لها زيدان بشكل استعراضي بنجاح.
وبعد الهدف ، ساد الارتباك في الدفاع الإيطالي ، قبل أن ينجح بيرلو "بالتخصص" في تنفيذ ركلة ركنية ببراعة إلى رأس ماتيراتزي الذي حولها في الشباك محرزا هدف التعادل.
وعن طريق الركلات الركنية مصدر الخطورة الإيطالية في هذا الشوط ، كاد ماتيراتزي أن يسجل هدفا ثانيا من عرضية أخرى لبيرلو ، قبل أن يلعب لوكا توني ضربة رأس في العارضة مستغلا ركنية ثالثة من لاعب وسط ميلان.
وفي الشوط الثاني ، دانت السيطرة بشكل كبير للمنتخب الفرنسي بفضل الثنائي المذهل باتريك فييرا وكلود مكاليلي والساحر زيدان ، وكادت فرنسا أن تتقدم بعدما مر هنري من الجميع ولعب عرضية خطيرة لم تجد من يحولها في شباك بوفون.
وطالب "الديوك" باحتساب ركلة جزاء لصالح مالودا بعدما اعتبروا أن هناك خطأ ضد زامبروتا ، إلا أن إليزوندو أشار باستمرار اللعب.
واستمر الضغط الفرنسي لمدة عشر دقائق حتى حدثت المفاجأة الحزينة لمنتخب فرنسا بإصابة فييرا ونزول ألو ديارا بدلا منه ، والغريب أن ذلك لم يؤثر إيجابا في قدرة المنتخب الإيطالي على السيطرة على منتصف الملعب.
ومن خطأ لصالح إيطاليا ، حول توني عرضية بيرلو إلى الشباك ، لكن مساعد الحكم أشار إلى تسلل.واستمر الحال كما هو عليه حتى انتهى الشوط الثاني بنفس نتيجة الشوط الأول ، وذلك على الرغم من إجراء مارتشيللو ليبي لتغييراته الثلاث ، فدفع بكل من فينتشينزو ياكوينتا ودي روسي وديل بييرو.
وفي الشوط الثالث ، كاد ريبيري أن يكرر ما حدث في كأس الأمم الأوروبية عام 2000 ويسجل هدفا قاتلا لأحلام الطليان ، لكن تسديدته حادت قليلا عن القائم الأيسر لبوفون ، قبل أن يخرج اللاعب بعدها مباشرة ، ويحل تريزيجيه بدلا منه.
وفي الوقت الذي كانت فرنسا تحكم سيطرتها على اللقاء ، حصل زيدان على بطاقة حمراء بعد تعديه بالضرب بـ"نقرة ديك" في صدر ماتيراتزي الذي يبدو وأنه استفزه بشكل غير طبيعي ليسدل الستار بشكل "درامي" على حياة أسطورة الكرة الفرنسية.
وفي الدقائق العشر الأخيرة التي شاركت فيها فرنسا بعشرة لاعبين ، واصل "الديوك" سيطرتهم على منتصف الملعب وكانت لهم الغلبة ، حتى قام إليزوندو بإطلاق صافرة النهاية واللجوء إلى ركلات الجزاء التي انحازت لإيطاليا لأول مرة في تاريخها.
بعد المباراة، انتقد ريمون دومينيك المدير الفني لمنتخب فرنسا حكم لقاء فريقه أمام إيطاليا في نهائي كأس العالم ، قائلا إنه كان يجب عليه أن يعطي المزيد من الحماية للنجم زين الدين زيدان.
وقال دومينيك في تصريحات صحفية عقب اللقاء : "ماتيراتزي بالتأكيد هو رجل المباراة وليس (أندريا) بيرلو" ، في تهكم واضح على مدافع إيطاليا ونادي إنتر ميلان.وأضاف مدرب فرنسا : "لو وضع أحدا نفسه موضع ما تعرض له زيدان طوال 110 دقيقة والحكم لم يفعل شيئا لحمايته ، بالتأكيد سيفهم لماذا فعل ذلك .. أنا لا أعطي مبررات لهذا التصرف ، لكن سنفهم لماذا حدث".
وأوضحت الإعادة التليفزيونية اعتداء زيدان على ماتيراتزي بعد حوار لم يتم تفسيره بعد ، ليعطيه الحكم الأرجنتيني هوراشيو إليزوندو البطاقة الحمراء مباشرة.وتابع دومينيك : "بالتأكيد هناك شيء ما حدث لكنني لا أعلم ما هو .. لا أظن أن زيدان قرر أن يضربه بهذه الطريقة لأنه أراد أن يغادر الملعب .. بالتأكيد هناك شيء حدث".
وقال دومينيك إن زيدان أبدى ندمه على ما فعل ، لكنه نفى أن يقول إذا ما كان النجم الفرنسي اعتذر عن تلك الواقعة أما لا ، وصرح : "رؤية زيدان وهو ينهي مشواره بهذه الطريقة شيء محزن بالفعل".وأكد دومينيك أنه مصدوم بشدة من الهزيمة ، موضحا أن فرنسا كانت تستحق الفوز بكأس العالم بالنظر للمباراة بأكملها.
وقال مدرب فرنسا إن الفوز وحده هو الشيء الجميل "ونحن فقدناه بفارق بسيط ، نستطيع القول إنه ليس بالأمر السيء ، لكن الواقع أيضا يقول إن الإيطاليين هم أبطال العالم".وأشار دومينيك إلى أن منتخب إيطاليا لعب على ركلات الترجيح "لأنه كان الخيار الوحيد أمامهم".
ومن ناحيته، وصف مارتشيللو ليبي فوز منتخب إيطاليا بكأس العالم بأنها "أعظم لحظة في حياته" بعدما حقق "الأتزوري" فوزا تاريخيا على منتخب فرنسا في المباراة النهائية بركلات الترجيح بنتيجة 5-3 بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل بهدف لكل فريق.
وقال ليبي في تصريحات صحفية بعد المباراة : "كل خطوة كنا نخطوها في كأس العالم كنا نزداد تيقنا من القدرة على الفوز به .. ثقتنا كانت تزداد من مباراة لأخرى ، خاصة بعد فوزنا على ألمانيا في استاد لن يكون هناك أكثر ملائمة منه للألمان".
وحولت إيطاليا تأخرها بهدف للنجم زين الدين زيدان في الدقيقة السادسة من ركلة جزاء إلى تعادل بهدف لكل فريق عن طريق المدافع ماركو ماتيراتزي في الدقيقة 19 ، قبل أن يحقق "الأتزوري" فوزا تاريخيا بركلات الترجيح.وأهدى ليبي الفوز بكأس العالم لعائلته ولاعبيه ، مؤكدا أن أن شعور الفوز بالمونديال "هو الشيء الأعظم لدى أي مدرب أو لاعب كرة".
وعن اللقاء ، صرح ليبي بأنها كانت مباراة خاصة ، بداية من هدف التقدم الفرنسي ثم التعادل ، وأضاف : "كان عندنا الأمل دائما وحافظنا على هدوئنا ، على الرغم من علمنا بأننا نواجه لاعبين عظماء".
وعن واقعة طرد زيدان بعد اعتدائه على ماتيراتزي دون كرة ، قال ليبي : "أنا من مشجعي زيدان ، لكن الحكم الرابع رأى الواقعة كلها .. إنه شيء مؤسف أن ينهي زيدان مسيرته الكبيرة في الملاعب بهذه الطريقة".وكشفت الكاميرات التليفزيونية اعتداء زيدان على ماتيراتزي دون كرة ، وهو ما دعا الحكم الأرجنتيني هوراشيو إليزوندو إلى إبراز البطاقة الحمراء للأسطورة الفرنسية.
وتولى ليبي تدريب زيدان إبان عمله مديرا فنيا ليوفنتوس الإيطالي في النصف الثاني من التسيعنات.ووجه ليبي شكرا عميقا للاعبيه ، وقال : "الحياة أحيانا تعطيك هدايا مثل (فابيو) كانافارو ، أحسن مدافع في العالم ، بالاضافة إلى (جيانلويجي) بوفون الذي كان سببا في إضاعة (ديفيد) تريزيجيه لركلة الترجيح".
وقال ليبي إنه سيستمع حاليا بتلك اللحظات الرائعة ، وبعد ذلك سيرى ماذا سيحدث في القضية الإيطالية ، في إشارة إلى المحاكمة التي تجرى حاليا لمسئولين كبار في الكرة الإيطالية بشأن واقعة التلاعب في نتائج المباريات التي قد تؤدي إلى هبوط أندية يوفنتوس وميلان ولاتسيو وفيورنتينا إلى درجات أدنى.
وعقب المباراة، قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك: <لقد خسر المنتخب الفرنسي بالصدفة أمام إيطاليا، لا أعرف ما الذي حصل ولأي سبب طُرد زيدان؟>، مضيفاً: <لكنني اود عن أعبر عن تقديري الكبير لشخص يتمتع بالقيم الرياضية وأفضل المزايا البشرية، والذي شرّف الرياضة الفرنسية وبكل بساطة، شرّف فرنسا>. وتابع: <أنا سعيد ومتأسف في الوقت ذاته. سعيد بالعروض الرائعة للمنتخب الفرنسي الذي ابان حتى النهاية عن تصرفات رائعة، لكني متأسف لكون المصير، أقول المصير، وأعني به الصدفة، لم تكن في صالحه، إنها مسألة تتعلق بالصدفة. اريد ان اعبر لهم عن إعجابي وتقديري لهم>.
وكان من بين الشخصيات البارزة التي قدمت الميداليات إلى لاعبي المنتخب الايطالي رئيس اللجنة الالمانية المنظمة للبطولة الألماني فرانز بيكنباور رئيس الاتحاد الاوروبي السويدي لينارت يوهانسون. رئيس الاتحاد الفرنسي جان بيير إسكاليتي: <إن طرد اللاعب زين الدين زيدان لم يكن السبب في الهزيمة، وإن المنتخب الفرنسي قدم مباراة رائعة وأظهر أن فرنسا لديها كرة قدم ممتازة>. وأضاف: <إن الهزيمة لا يجب أن تصيب الفرنسيين بالحزن لأنها جاءت من ركلة ترجيح بعد أن قدم المنتخب الفرنسي عرضاً رائعاً على مدار الوقتين الاصلي والاضافي>.
وأضاف: <أنه من الخطأ تحميل زيدان المسؤولية عن الهزيمة، مشيراً إلى أنه شخصيا يحترم زيدان كثيرا ويكن له كل تقدير>. رئيس اللجنة المنظمة فرانز بيكنباور: <لم يكن ليحصل طرد زيدان، ونحن نعرف جيدا أن الفرنسيين حساسون عندما لا يرون قائدهم. زيدان في الحقيقة شخص محافظ كثيراً ومسالم. ماتيرازي قال له على الأرجح شيئاً استفزه>.
والآن، إليكم أخبار رياضية لها علاقة بكأس العالم:
** اختار الاتحاد الدولي لكرة القدم مساء يوم الأحد العملاق الإيطالي جانلويجي بوفون أفضل حارس مرمى في نهائيات كأس العالم التي اختتمت في ألمانيا وأحرز لقبها المنتخب الإيطالي على حساب نظيره الفرنسي. ولم يدخل مرمى بوفون سوى هدفين الأول سجله زميله كريستيانو زاكاردو خطأ في مرماه في المباراة ضد الولايات المتحدة (1-1) في الجولة الثانية من الدور الأول، والثاني من ركلة جزاء سجلها الفرنسي زين الدين زيدان في المباراة النهائية يوم الأحد. وخلف بوفون حارس مرمى ألمانيا اوليفر كان الذي كان توج بالجائزة عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان معا، علما بان فابيان بارتيز، حارس المنتخب الفرنسي الذي خسر أمام إيطاليا في المباراة النهائية، نالها عام 1998.
** بعد إحرازه لهدف من ركلة جزاء في الدقيقة السابعة من المباراة النهائية لكأس العالم 2006 بألمانيا يوم السبت اصبح النجم الفرنسي زيدان رابع لاعب فقط يحرز ثلاثة أهداف في تاريخ المباريات النهائية لكأس العالم. وكان زيدان أحرز هدفين في المباراة النهائية لبطولة عام 1998 التي فازت فيها فرنسا الدولة المضيفة بثلاثة أهداف للاشيء على البرازيل وحصلت على اللقب لاول مرة في تاريخها. وكان جيف هيرست أحرز ثلاثة أهداف في المباراة النهائية لكأس العالم عام 1966 والتي انتهت بفوز إنجلترا على ألمانيا الغربية 4-2 وهو بذلك اللاعب الوحيد الذي يحرز ثلاثية في المباراة النهائية.
** بات صانع العاب منتخب فرنسا زين الدين زيدان ثاني لاعب يطرد مرتين في كأس العالم بعد أن رفع الحكم الأرجنتيني هوراسيو ايليزوندو بوجهه البطاقة الحمراء في الدقيقة 110 ضد إيطاليا مساء يوم الأحد. وسبق لزيدان أن طرد في المباراة ضد المملكة العربية السعودية في الدور الأول من مونديال 1998. أما اللاعب الآخر فهو المدافع الكاميروني روبرت سونج الذي طرد للمرة الأولى ضد البرازيل في مونديال 1994، والمرة الثانية ضد تشيلي في مونديال 1998.
** رجح رئيس اللجنة المنظمة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم القيصر فرانز بكنباور بان يكون الإيطالي ماتيرازي قال شيئا استفز من خلاله الفرنسي زيدان فقام الأخير بضربه برأسه بدون كرة ليطرد ويؤثر ذلك على فريقه. وقال بكنباور "لم يكن ذلك ليحصل لزيدان، لكن طرده اثر على أداء فريقه. نعرف جيدا إلى أي درجة الفرنسين حساسون عندما لا يرون قائدهم, زيدان في الحقيقة شخص محافظ كثيرا ومسالم. ماتيرازي قال له على الأرجح شيئا استفزه." وطرد زيدان في الدقيقة 110 بعد أن نطح ماتيرازي برأسه وبعنف على صدره واسقطه أرضا بدون كرة الذي على ما يبدو شتم صانع العاب فرنسا الذي كان يخوض مباراته الأخيرة في الملاعب بعدما قرر الاعتزال نهائيات بعد المونديال. وقوبل ماتيرازي بصفير الاستهجان طيلة الدقائق المتبقية من المباراة وحتى في ركلات الترجيح بيد أن ذلك لم يؤثر عليه ونجح في تسجيل محاولته على غرار زملائه.
المصدر: المصدر: موقع في الغول دوت كوم، أ ف ب ، رويترز، صحيفة السفير اللبنانية