بعد أن هزت حادثة حرقها المجتمع العراقي.. ملاك الزبيدي تلفظ أنفاسها الأخيرة قبل انتهاء التحقيقات

تاريخ النشر: 19 أبريل 2020 - 08:02 GMT
ملاك الزبيدي
ملاك الزبيدي
أبرز العناوين
تحذير: المحتوى يتضمن مشاهد قد تكون مؤلمة

أعلنت عائلة الفتاة العراقية ملاك الزبيدي، والتي أضرمت النار في جسدها بعد تعرضها للعنف الأسري من قِبل زوجها، قد فارقت الحياة في أحد مستشفيات مدينة النجف العراقية أمس السبت في قصة أثارت تعاطفًا عراقيًا وعربيًا وعالميًا.
 

وقالت أسرة ملاك بأن ابنتهم توفيت بعد توقف كليتيها وحدوث مشاكل بالرئة لديها، بعد أن تم نقلها الى المستشفى يوم الأحد الماضي، 12 أبريل 2020، على خليفية إضرام النار في جسدها بعد تعرضها للتعنيف والضرب من قبل زوجها، ومنعها عن رؤية ذويها مدة 8 أشهر.

وأشارت عائلتها الى أن الحروق نالت من 50 % من جسدها الذي عانى من التسمم.

وقالت شقيقة الفتاة، في منشور على موقع فيسبوك: "انتقلت الى رحمه الله ملاك حيدر الزبيدي"، مضيفة "راحت العافية وياج يا خيتي" بمعنى "ذهبت العفية معك أختاه".

وظهرت ملاك في لقطات فيديو على مواقع التواصل وهي تصرخ من شدة الألم، الذي تسببت  الحروق في جسدها.

التحقيقات

كشفت التحقيقات الأولية في القضية بأن ملاك الزبيدي، المعروفة الآن بلقب ابنة النجف، الزوجة الثانية لضابط أمن عراقي شاب، و تسكن مع زوجها وعائلته في مدينة النجف، في زواج دام أقل من عام.

وبلغ عدد الموقوفين في قضية ملاك الزبيدي 4 أشخاص، ولا يزالون قيد التحقيق على ذمة القضية نفسها، وكانت والدتها قد هددت بالادعاء على كل من تسبب في ما حدث لابنتها.

وكان محافظ النجف، لؤي الياسري، قد وجه الاحد الماضي، بتشكيل فريق تحقيق متخصص حول حادثة حرق امرأة من المحافظة، وعقب ذلك عرضت محكمة تحقيق النجف تفاصيل شكوى سيدة تعرضت للحرق فيما كشفت عن الفاعل الرئيسي.

قضية ملاك تتخطى حدود العراق

تخطت قضية ملاك حدود العراق، لتتحول إلى قضية رأي عام عالمية، حيث دعا السفير البريطاني في بغداد "ستيفن هيكي" الجمعة السلطات العراقية إلى الإسراع في إكمال التحقيقات المتعلقة بحادثة تعرض فتاة للحرق في مدينة النجف بعد تعرضها لعنف أسري.

وقال هيكي في تغريدة على تويتر: "نشعر بحزن شديد تجاه قضية ملاك الزبيدي، ونأمل إتمام التحقيقات بسرعة"، معلنا أن بلاده خصصت مبلغ مليوني جنيه استرليني لدعم الخدمات التي تعنى بالعنف المنزلي .

كما أشارت بعثة الأمم المتحدة في العراق إلى قضية ملاك، وقضايا أخرى متزامنة، أن "التصاعد في عدد مثل هذه الجرائم يثير القلق، ويسلط الضوء على الضرورة الملحة لقيام البرلمان بإقرار قانون مناهضة العنف الاسري".

وأفادت البعثة "بأن إقرار قانون مناهضة العنف الأسري من شأنه أن يضمن محاسبة مرتكبي جرائم العنف القائم على النوع الاجتماعي في العراق، بما فيهم أولئك مسببي الأحداث البشعة مثل تلك التي شهدناها مؤخرًا"، منوهًا إن "العنف ضد النساء والفتيات جريمة لا يجب أن تمر دون عقاب"، متابعًا أن "نساء وفتيات العراق يستحقن الأفضل".

كما قال مدير حماية الأسرة والطفل من العنف الأسري في كلمة، أن وزارة الداخلية العراقية،  وانطلاقًا من دورها  في تكريس الأمن بمفهومه الاجتماعي الشامل بما فيه حماية الأسرة، وخاصة المرأة والطفل من كافة اشكال العنف الاسري، قامت باستحداث مديرية حماية الاسرة والطفل من العنف الاسري وأقسامها المنتشرة في بغداد والمحافظات لتمارس دورها الإنساني والاجتماعي للحد من العنف الاسري.  

لمزيد من اختيار المحرر:

ملاك حيدر.. مأساة سيدة عراقية حرقها زوجها في "الحجر"

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن